كثيرون لا يستطيعون الصمود طويلاً أمام الحاجة وقلة المال، ومن ثم يضعفون سريعاً أمام وسوسة الشيطان للجوء لطريق غير مشروع للحصول على المال، لا يفكرون وقتها فى العواقب الوخيمة التى قد تترتب على هذه الجريمة، ولا يشعرون بأنفسهم إلا وهم خلف القضبان.
"هبه.ح" سجينة سجن النساء، واحدة من ضحايا الفقر والعوز، دفعتها الظروف المادية الصعبة للسرقة، فكانت أول جريمة فى حياتها، لتكون النهاية السجن، والجلوس خلف قضبان السجون، بعيداً عن الأهل وفلذات الأكباد، يمر الوقت بصعوبة، ويزيد الإحساس بالألم والحسرة ودموع الندم لا تتوقف على لحظة شيطان زجت بها لزنازين السجون.
سردت السجينة، لـ"اليوم السابع" قصتها، وندمها على ما اقترفت يداها فى حق نفسها وأطفالها، بعدما أصبحت والدتهم سجينة.
وقالت "السجينة": أنا سيدة ريفية أعيش فى إحدى المناطق الشعبية بمنطقة الخانكة بالقليوبية، تربيت كغيرى فى هذه المنطقة على ثقافة "العيب"، وتعلمنا الأصول من أهالينا، كانت تمر علينا الأوقات الصعبة والمؤلمة، لكننا كنا نتحمل، ونتحلى بالصبر.
وأضافت "السجينة": "كان لدى أمل فى الزواج من شخص أفضل منى مادياً، حتى نستطيع التغلب على الظروف الصعبة، لكن زوجى لم يكن أفضل حالاً من أسرتى بكثير، كنا جميعاً نعيش تحت غطاء الستر وراحة البال، وهى أشياء لا تشترى بالمال".
وأردفت "السجينة" سمراء الملامح، صاحبة الثلاثين عاماً: "تزوجت وأنجبت من الأطفال ثلاثة أصغرهم "رحمة" التى تسمح مصلحة السجون بحضورها لهنا أوقاتاً طويلة، حتى أستطيع الاستمتاع بها واللعب معها".
وحول قصة دخولها السجن، قالت "السجينة": "اتهمت فى قضية سرقة، بسبب حاجتى للمال، وللأسف تم القبض على، وصدر ضدى حكما بالسجن لمدة 3 سنوات، وبالفعل دخلت السجن، وكانت تجربة وجودى بالسجن قاسية وصعبة، لكن الأيام والأشهر الأولى مرت بسلام، وبدأت التعود على المكان حتى قضيت من المدة عامين بالكامل، ولدى أمل فى الله للخروج قبل انتهاء المدة، حتى أعيش وسط أسرتى ومع فلذات الأكباد بهدوء".
وأضافت "السجينة": "كل إنسان يعيش لحظة ضعف، وأنا تورطت فى هذا الأمر نظراً للحاجة، ولن أعود لهنا مرة أخرى، فقد تعلمت الدرس، واستفدت من هذه التجربة، وأيقنت أن العيش بحلال أفضل، وأن الصبر يقى من المهالك".
وتابعت "السجينة": "تسمح مصلحة السجون بإشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون، باستقبال السجينات لأطفالهن، وتوجد هنا داخل السجن حديقة للأطفال، بها ألعاب ووسائل ترفيهية عديدة، يتجمع فيها الأطفال بأمهاتهم السجينات، ونقضى ساعات طويلة مع فلذات الأكباد، نلعب معهم ونقدم لهم المأكولات التى تحضرها مصلحة السجون كهدية للأطفال، وتتسبب هذه الأجواء فى التغلب على أجواء السجن وحبس الحرية، التى يُعد الألم الأصعب، فضلاً عن وجود أماكن للتريض خارج العنابر نقضى فيه بعض الوقت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة