صدام إيرانى - تركى على أرض "عفرين" السورية.. زيارة مفاجئة لوزير خارجية أنقرة إلى طهران بعد ساعات من دعوة روحانى لخروج القوات التركية من سوريا.. والضوء الأخضر الروسى لأردوغان يثير مخاوف تهميش دور طهران فى سوريا

الخميس، 08 فبراير 2018 05:30 ص
صدام إيرانى - تركى على أرض "عفرين" السورية.. زيارة مفاجئة لوزير خارجية أنقرة إلى طهران بعد ساعات من دعوة روحانى لخروج القوات التركية من سوريا.. والضوء الأخضر الروسى لأردوغان يثير مخاوف تهميش دور طهران فى سوريا روحانى وأردوغان ومصالح متضاربة
كتبت ـ إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعارضت مصالحهم فدب الخلاف بينهم، هذا حال حلفاء الأمس على مسرح العمليات السورى، تركيا وإيران اللذان جمعتهما طاولة المفاوضات عبر جولات من التشاور فى أستانة وسوتشى، وقطعا شوطا كبيرا من التنسيق على الأراضى السورية فى السنوات الأخيرة للبحث عن انفراجة سياسية للأزمة السورية، تخلله فى بعض الأحيان مخاوف من محاولات السيطرة والانفراد بخيوط الأزمة، الأمر الذى سيؤثر على المصالح المتشابكة لأى  من الطرفين.

 

العمليات العسكرية التركية التى بدأتها فى 20 يناير الماضى فى منطقة عفرين السورية التى يسيطر عليها الأكراد شمال غرب محافظة حلب على تماس مع منطقة اعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة من جهة الشرق، رغم كونها تهدف بشكل رئيسى إلى ضرب أى كيان كردى قد يثير نزعة الانفصال لدى الأقلية الكردية داخل إيران، إلا أنها على جانب أخرى هددت المصالح الإيرانية نفسها فى سوريا خاصة مع منح الحليف الروسى الذى لا تثق فيه إيران ضوءا أخضر بالموافقة لأنقرة على العملية، الأمر الذى رأته طهران تهميشا لدورها فى سوريا.

 

 

وتنظر طهران بامتعاض تجاه التحركات العسكرية التركية عبر عملية ما أطلق عليها "غصن الزيتون" فى عفرين، على أنها تهدد وجودها فى سوريا، وعلى المدى البعيد قد تؤدى إلى اتساع رقعة المناطق التى تخضع لسيطرة تركيا خاصة بعد إعلان الأخيرة أن العمليات ستمتد لتشمل منبج وشرق نهر الفرات، وبالتالى ستمنح تلك المناطق إلى ما يطلق عليه بالجيش السورى الحر والتنظيمات المسلحة الممولة من أنقرة والتى تقاتل فى صفوف المعارضة السورية الساعية لإسقاط حليف طهران الرئيس بشار الأسد، مما سيؤدى إلى تقليص نفوذ طهران المتمثل فى المناطق التى يسيطر عليها الجيش السورى والمليشيا الموالية لها، لذا عارضت طهران وبشدة التوغل التركى فى هذه المناطق منذ البداية.

 

المخاوف الإيرانية كانت مثار تساؤل فى المؤتمر الصحفى الشامل الذى اقامه الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى العاصمة طهران عصر يوم الثلاثاء، حيث أبدى روحانى بشكل غير مباشر قلق دوائر صنع القرار فى بلاده من العمليات، ودعا بشكل صريح لإنهاء العمليات التركية، قائلا: "يجب أن تنتهى عملية عفرين بسرعة، لأنه يقتل أفرادا من الجيش التركى ومن الطرف المقابل ايضاً ولن تثمر عن شىء".

 

 

حسن روحانى
حسن روحانى

 

 

وحاول روحانى نفى وجود مخاوف من التحركات التركية قائلا: "إن علاقاتنا مع روسيا وتركيا جيدة لكن دخول جيش بلد ما إلى أراضى بلد آخر ينبغى أن يكون بموافقة حكومة ذلك البلد وشعبه"، وهى نفس التصريحات التى كررها قبل ساعات من صعود المؤتمر خلال اتصال هاتفى مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، حيث رفض روحانى وجود أى قوات أجنبية على الأراضى السورية دون موافقة دمشق، قائلا: إن "التوتر فى شمال سوريا لا يفيد أحدا".

 

اللهجة الإيرانية المتصاعدة تجاه تركيا وصلت إلى درجة أن اعلامها وصف عمليات أنقرة بالاحتلال لسوريا، لكن بعد ساعات من تصريحات الرئيس الإيرانى، أعلنت أنقرة زيارة مفاجأة لوزير خارجيتها مولود جاووش اوغلو الى طهران عصر اليوم، الأربعاء، لإجراء محادثات مع نظيره الايرانى محمد جواد ظريف، وقالت وكالة فارس الإيرانية، أنه "من المقرر ان يبحث أوغلو وظريف بشأن أحدث مستجدات وتطورات الأوضاع فى المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وقالت إنه من المتوقع فى ضوء الأحداث الأخيرة أن تكون التطورات السورية والعمليات العسكرية التركية فى عفرين من أهم محاور المحادثات بين وزيرى خارجية البلدين".

 

 

 

 

ورغم ما يبدو ظاهريا وما تحاول أنقرة تصديره بوجود تنسيق تركى إيرانى فى عفرين، من خلال اتصال هاتفى أجراه رئيس أركان الجيش التركى خلوصى أكار أجرى مع نظيره الإيرانى محمد باقرى منذ بداية التدخل العسكرى التركى فى عفرين يناير الشهر الماضى، إلا أن طهران عبر وزارة خارجيتها رفضت حينئذ الضربات التركية.

 

ودعت إيران عبر وزارة خارجيتها منذ البداية إلى وقفها وقالت أنها تتابع عن كثب وبقلق الأحداث الجارية فى مدينة عفرين، وتأمل انتهاء العمليات فوراً والامتناع عن تصعيد الأزمة فى المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا"، وكررت فى بيانها يوم الإثنين الماضى وقف التصعيد التركى فى عفرين، محذرة من "عودة عدم الاستقرار فى سوريا"، وقال متحدث خارجية طهران بهرام قاسمى، أن على الحكومة التركية مراجعة هذا الأمر، وعليها أن تقوم بمتابعة كل ما يتعلق بسوريا عبر عملية أستانا مع احترام رأى دمشق.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة