لفترة من الزمان، اعتقد البعض أن الرواية "البدينة"، تلك التى تصل صفحاتها إلى 400 أو 500 صفحة وما يزيد على ذلك، هى التى تحصد الجوائز الأدبية، والتصقت هذه الرؤية بواحدة من أكثر الجوائز شهرة، وهى الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، وكان صاحب هذا المصطلح الناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين، فى مقال له أعاب فيه على كتاب الرواية الاهتمام بالحجم وعدد الصفحات أكثر من الاهتمام بالمضمون وسماها الرواية البدينة.
وظلت هذه الرؤية، أحد المعايير الأساسية التى يعتمد عليها البعض فى المراهنة على وصول رواية ما من القائمة الطويلة إلى القصيرة فى قوائم البوكر، إلا أن القائمة القصيرة لجائزة البوكر، لهذا العام، جاءت على عكس ذلك، فهل تقتل البوكر هذا المصطلح وتنتصر إلى الرواية النوفيلا.
فى 21 فبراير 2018، أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، عن القائمة القصيرة فى دورتها الـ11، والتى ضمت ست روايات، هم:
رواية "زهور تأكلها النار" للكاتب السودانى أمير تاج السر، الصادرة عن دار الساقى، ورواية "الحالة الحرجة للمدعو" للكاتب السعودى عزيز محمد السعودية، رواية "ساعة بغداد" للكاتبة العراقية شهد الراوى الصادرة عن دار الحكمة – لندن، رواية "حرب الكلب الثانية" للكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله، والصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية "الخائفون" للكاتبة السورية ديمة ونّوس، رواية "وارث الشواهد" للكاتب الفلسطينى وليد الشرفا.
وبالنظر إلى عدد صفحات هذه الروايات الست، سنجد الآتى:
رواية ساعة بغداد للكاتبة شهد الراوى 266 صفحة.
رواية الحالة الحرجة للمدعو ك، للكاتب عزيز محمد 269 صفحة.
رواية حرب الكلب الثانية، للكاتب إبراهيم نصر الله 343 صفحة.
رواية زهور تأكلها النار، للكاتب أمير تاج السر 192 صفحة.
رواية وارث الشواهد، للكاتب وليد الشرفا 159 صفحة.
رواية الخائفون، للكاتبة ديمة ونوس 176 صفحة.
وإذا ما صدقنا القول، بأن عدد الصفحات يلعب دورًا أساسيًا فى نجاح الرواية وفوزها بالجائزة، فإن الرواية الأكثر عددًا من بين الروايات الست هى رواية "حرب الكلب الثانية"، فى النهاية، يبقى قرار اختيار فوز أى رواية بجائزة البوكر معبرًا عن آراء أعضاء لجنة التحكيم، وتبقى الجائزة، من بين الجوائز الأكثر جدلاً ومتابعة، والنجمة التى يحلم الكتاب ودور النشر بالحصول عليها ولو لمرة واحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة