ظهرت الأهمية التاريخية للتمساح النيلى منذ العصور الأولى للحضارات، وفى مصر القديمة قدس المصريون القدماء التمساح وعبدوه واعتبروه جزءاً من حضاراتهم القديمة، وأطلقوا عليه اسم "الإله سوبك"، كما هو الحال فى متحف التماسيح بكوم أمبو، والذى يضم 22 تمساحا محنطاً منذ العصور القديمة، من 50 تمساحاً سبق العثور عليها بالمنطقة القريبة من معبد كوم أمبو.
وبحلول الخمسينيات واجه التمساح النيلى تدهوراً كبيرا وتناقصاً ملفتاً بنهر النيل، إلا أنه مع بناء السد العالى وتكون بحيرة ناصر بمحافظة أسوان، وجد التمساح الفرصة سانحة للتكاثر مرة أخرى بالبحيرة، وخلال الآونة الأخيرة ظهرت عصابات داخل هذا المكان تصطاد التماسيح وتجهزها للتهريب خارج البلاد أو تبيعها للسائحين الأجانب المترددين على أسوان.
إحباط تهريب جلود تماسيح
ـ عضو جمعية صيد الأسماك: أعداد التماسيح بلغت 32 ألف تمساح
"رفعت صبرى" عضو مجلس إدارة الجمعية التعاونية لصيد الأسماك، قال إن أعداد التماسيح زادت بشكل واضح فى السنوات الأخيرة، وبحسب آخر إحصائية بلغت أعدادها حوالى 32 ألف تمساح، وتتراوح أحجامها ما بين متر واحد إلى 6 أمتار، وذلك بحسب عمر التمساح، مشيراً إلى أن التماسيح تفضل العيش فى الأخوار والمناطق الهادئة بعيداً عن الخيام التى ينصبها الصيادون على شواطئ بحيرة ناصر، وتتواجد بكثافة خاصة مناطق "كروسكو والسبوع والسيالة شرق ووادى العرب والمالكى وشاتورما" وهى أخوار منتشرة فى بحيرة ناصر.
على حماد، صياد ببحيرة ناصر، أشار إلى أن طرق اصطياد التماسيح فى البحيرة تختلف حسب الصياد، ولكن الغالبية يستخدم السنارة الكبيرة فى صيد التماسيح، والتى ترمى للتمساح حتى يبلع الطعم، ووقتها تحدث له حالة هياج شديدة لفترة معينة، وعندما يهدأ تماماً يقوم الصيادون بسحبه ووضع قطعة خشب فى فمه حتى تغرس فيها أسنانه وبعدها يتم ربطه بالحبال جيداً حتى لا يتحرك.
جلود تماسيح
رمضان سالم، صياد أيضاً فى بحيرة ناصر، أوضح بأن بعض الصيادين اتجهوا فى الفترة الأخيرة إلى اصطياد التماسيح والاتجار فيها، نظراً للأرباح العالية التى تتحقق من هذه العملية، إما عن طريق اصطياد التمساح حياً وبيعه للبيوت النوبية التى تربى التماسيح لعرضها أمام السائحين كمزار بيئى يعمل على جذب السائحين، أو عن طريق قتل هذه التماسيح وذبحها مع سلخها والاستفادة من جلودها وبيعها إما للسائح الأجنبى الذى يدفع مبالغ ضخمة نظير الحصول على جلود التماسيح أو شرائها حية، وتصل قيمة التمساح الواحد فى متوسطه إلى 10 آلاف جنيه حسب حجم ونوع التمساح.
محمد صبحى، مرشد سياحى، تابع الحديث عن عصابات الاتجار فى التماسيح موضحاً بأن بعض هؤلاء يتجهون إلى صيد التمساح لقطع العضو الذكرى له، والذى يستخدمه لعلاج الذكورة أو العقم "حسب الاعتقاد المتبع"، ويتم ذلك من خلال تجفيف العضو الذكرى ويستقطع منه جزء بسيط كـ"رماد" ويوضع فى الشاى أو مع المشروبات الساخنة كمنشط جنسى، مضيفاً أن بعض هؤلاء يأكل لحوم التماسيح ويعدها من أشهى وأفضل اللحوم لأنها لا تحتوى على دهون، لأن معظم التمساح عضلات، وخاصة المنطقة الخلفية للتمساح ما بعد الأرجل الخلفية وحتى الذيل، أما الجزء الأمامى للتمساح فلا فائدة منه فى الأكل.
وأشار "صبحى"، إلى أن هناك فوائد أخرى من التمساح فى حالة اصطياده، ولكن أكثر هذه الفوائد تكمن فى الحصول على الجلود والتى تعد أقوى الأنواع فى تصنيع الأحذية وغير ذلك، بالإضافة إلى الحصول على أسنان التمساح وتصنيع العقود منها التى تلف على الرقبة كنوع من الزينة.
جلود تماسيح مضبوطة ببحيرة ناصر
ـ طرق تحنيط التماسيح
وعن طريقة التحنيط، قال "صبحى"، إن هناك طرقا لتحنيط التماسيح بعد سلخها، ومنها أن التمساح عندما يتم ذبحه يترك الجسد ملاصقا للرأس، ويأتى المحنطون بما يسمى بـ"القرض" المطحون ويفرد على جلد التمساح، ويعمل على قتل البكتيريا حتى يتم دبغ الجلد تماماً وتذهب رائحته الكريهة، وبعدها يقومون بحشو جلد التمساح بـ"التبن" حتى يأخذ شكل التمساح الطبيعى، ويبدو وكأنه حقيقى تدب فيه الروح.
مهرب جلود تماسيح وأنياب حيوانات
الحكومة تعتزم الاستثمار فى التماسيح
من جانبها، انتبهت الحكومة مؤخراً إلى عمليات البيع والشراء التى تتم للتماسيح فى بحيرة ناصر خلف السد العالى، وقررت الدخول فى نوع جديد من الاستثمار، وهو الاستثمار فى التماسيح، وهو ما أعلنت عنه وزارة البيئة بإقامة أول مزرعة لتربية التماسيح فى مصر بأسوان، على مساحة 50 فداناً، والتى تعد الخطوة الأولى لتنفيذ الشركة المساهمة التى ستنشئها الوزارة بالتعاون مع الشركة الوطنية للثروة السمكية والمائية لإدارة منظومة التماسيح فى مصر، وتبعد عن بحيرة ناصر بحوالى 2 كيلو متر، والتى تحوى بحسب آخر إحصائية حوالى 32 ألف تمساح، وسيتم ضخ المياه إلى المزرعة من البحيرة بواسطة آلات رفع، وتدرس الوزارة حالياً كافة متطلبات المشروع، بعد الانتهاء من البروتوكول المقرر توقيعه مع الشركة الوطنية للثروة السمكية، للاطلاع والموافقة عليه، ليكون بمثابة دستور للمشروع.
مسئولو وحدة التماسيح
ـ تفاصيل مزرعة التماسيح ببحيرة ناصر
وحول التفاصيل عن مزرعة التماسيح، أكد عمرو عبد الهادى، مدير وحدة التماسيح بأسوان، أن وزارة البيئة ممثلة فى إدارة المحميات الطبيعية تقدمت بنتائج دراسة تأثير التمساح النيلى على الثروة السمكية إلى هيئة "السايتس الدولية"، وأسفر ذلك عن نقل التمساح النيلى فى بحيرة ناصر من القائمة المحظور صيدها إلى قائمة أخرى تسمح باستثمار التماسيح خارج بيئتها الطبيعية، مشيراً إلى أن المزرعة الجديدة ستنشأ دون الاقتراب من التماسيح الموجودة ببحيرة ناصر، لأن هناك اتفاقية دولية تمنع ذلك، وستكون هناك أماكن أخرى متاحة، حال دراسة إنشاء مصنع لصناعة الجلود بدلاً من تصديرها، وستقوم البيئة بتوفير تماسيح المزرعة من خلال 3 طرق، أولها من خلال تجميعها من الأعشاش خلال فترة التبييض والتى تكون فى شهر أغسطس، حيث يبيض التمساح الواحد من 30 إلى 50 بيضة، وينزل 5 منها إلى البحيرة فقط، أما البقية فستأخذها الوزارة، وتقوم بعملية "تفريخ" لها، ثم وضعها فى المزرعة، أما الطريقة الثانية فتتمثل فى جمع البيض من العش مباشرة قبل نقل التمساح جزء منه إلى البحيرة، أما الطريقة الثالثة فتتم عن طريق أخذ حصة من مواليد التماسيح الصغيرة، وبذلك ستنجح مصر فى الاستفادة من تصنيع جلد التمساح الواحد الذى يبلغ 4 أمتار، ويصل ثمنه إلى 4 آلاف دولار.
مسئولو البيئة أثناء اصطياد التماسيح
عدد الردود 0
بواسطة:
Mostafa
الاستفادة من المشروعات الصغيره. ولابد أن تكون مصر اولا.
الرئيس الأمريكي عندما يقول ان امريكا أولا فهو محق تماما. كفا العالم من ان يتبع العقليه الأوروبي الفاشله وقوانينها التي صنعت للتضيق علي العالم. فلابد من أن تستفيد مصر من مواردها الطبيعيه وتقوم باتجاه في جلود التمساح والاستثمار فيه. فهيه تجاره خلال هل تعلم انا تجاره جلود التمساح حلال في امريكا. وهل تعلم كم تساوي محفوظه نقود من جلد نعم التمساح
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمد جمال
كيفية الاستفادة من التماسيح
يمكن ان نستفيد من هذه التمسيح كثيرة واقامة اكبر محمية ف العالم وفكرتها سهلا وبسيطة جدا لسهولت توافر المكان المناسب لها