وسط حالة هلع الحكومات وأجهزة الاستخبارات الغربية، التى تصورها وسائل الإعلام، تجاه أنشطة القرصنة الروسية المزعومة، أعلن المتحدث باسم وزير الداخلية الألمانية، يوهانس ديميروت، أن وكالات الاستخبارات فى بلاده تجرى تحقيقا واسعا فى اختراق قراصنة لشبكة البيانات الحكومية الألمانية عالية التأمين.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن وزارة الداخلية الألمانية قالت أن وكالات الاستخبارات فى البلاد تدرس الهجمات على أكثر من وزارة حكومية، وأضافت أن الإدارات المتضررة قد أبلغت وأن الهجوم تم عزله والسيطرة عليه، وتابعت "نعطى العمل ضد هذا الهجوم أولوية كبيرة.. ونخصص له موارد كبيرة".
وفى وقت سابق ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن أجهزة الأمن الألمانية اكتشفت خرقا لشبكة تكنولوجيا المعلومات الحكومية فى ديسمبر وألقت باللوم على القراصنة الروس ترعاهم الدولة، غير أن وزارة الداخلية رفضت فيما بعد التعليق على تقرير الوكالة الألمانية.
وأضافت الوكالة أن القراصنة ثبتوا برامج ضارة على شبكات البيانات التى اخترقوها، واستولوا على بيانات، من دون توضيح طبيعتها. وتابعت أن السلطات اكتشفت هذا الاختراق فى ديسمبر الماضى بعد نحو عام كامل تمكن خلاله القراصنة من الحصول على بيانات حكومية، من دون أن يكشف أمرهم.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الشركات الألمانية طالما كانت هدفا للهجمات المستمرة التى ترعاها حكومات، حيث يعتقد بشكل رئيسى أنهم قراصنة صينيون. وفى 2015 عانى البرلمان الألمانى "البوندستاج" من خرق واسع أسفر عن سرقة عدة جيجابايت من البيانات، من قبل ما يعتقد مسئولو الأمن الألمانى أنهم قراصنة روس.
وقال جهاز الاستخبارات الألمانية الداخلية، إن قراصنة يعتقد أنهم جزء من مجموعة تدعى APT28، على صلة بروسيا، سعوا للتسلسل إلى أنظمة كمبيوتر العديد من الأحزاب السياسية فى 2016، غير أن مسئولين روس نفوا تماما الاتهامات بتورطهم فى أى من الهجمات السابقة.
وبينما كانت هناك تكهنات واسعة النطاق بأن رسائل بريد إلكترونى أو معلومات حساسة تم قرصنتها فى تلك الهجمات لتضر بسمعة المسئولين الألمان قبل الانتخابات الفيدرالية لعام 2017، لكن لم يحدث أى تسرب، وقال مسئولو المخابرات أن تركيز وسائل الإعلام المكثف على اختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية فى الولايات المتحدة ربما أدى لردع تسرب المعلومات الألمانية ورسائل البريد الإلكترونى.
وتقول الصحيفة أن حتى الآن، لم تكن هناك أمثلة معروفة على هجوم ناجح على شبكة الحكومة الاتحادية الألمانية، والمعروفة باسم IVBB العالية التأمين، التى تستخدمها الوزارات والأجهزة الأمنية الاتحادية، ولم تحدد وزارة الداخلية أى من شبكات الحكومة تعرضت للقرصنة.
ولا يسمح للعاملين فى الحكومة الاتحادية إلا باستخدام أجهزة متنقلة مخصصة ومؤمنة بدرجة كبيرة للوصول إلى الشبكة. كما أنهم محدودون بعدد مواقع الويب التى يمكنهم الوصول إليها، ويتم منعهم عموما من استخدام أجهزة USB التى يمكن أن تحمل فيروسات.
قال ساندرو جايكن، الخبير الألمانى فى الحرب السيبرانية ومدير برنامج سايبرديفنز السيبرانى التابع لمنظمة حلف شمال الاطلسى، أن القراصنة ربما تمكنوا بسهولة من اختراق الشبكات ذات التأمين المنخفض فى الإدارات الحكومية التى لها صلات بشبكة الإنترنت الأوسع، مضيفا أن هذه الشبكات لا تملك معلومات حساسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة