قبل عام تقريبا جلست لأتابع مسلسلا فرنسيا يحمل اسم Marseille، والذى تدور أحداثه فى مدينة مارسيليا الفرنسية، ويقوم ببطولته الفنان العالمى جيرارد ديبارديو، وفى اللحظات الأولى للمسلسل كانت بالانتظار واحدة من المفاجآت السارة، وهى أن أغنية تتر المسلسل، التى تحمل اسم "يا سيدى" تغنيها مطربة عربية بلهجة مصرية تحمل صوتا مدهشا ومميزا وتصاحبه ألحان رائعة وموسيقى متقنة، كانت صاحبة هذا الصوت العذب هى "هند الراوى" الصوت المصرى الأصيل، والمغنية الأساسية المصاحبة للفرقة الفرنسية Orange Blossom ذائعة الصيت فى أوروبا.
ومع بداية هذا الأسبوع أطلقت شبكة التليفزيون العالمية NETFLIX الجزء الثانى من المسلسل الفرنسى، وليعود من جديد صوت هند الراوى المصرى الأصيل ابنة الإسماعيلية ليصدح بأغنية "ياسيدى"، وهى المناسبة التى قررت لأجلها "اليوم السابع" أن تتواصل مع هند الراوى لتحكى لنا حكايتها المتميزة، وكيف طارت شهرة ابنة الإسماعيلية من مدينتها الجميلة لتنتقل إلى العالمية.
الكليب الرسمى لمسلسل مارسيليا بصوت هند الراوى
تروى هند ببساطة وتلقائية حكايتها لـ "اليوم السابع" فتقول: "أنا أصلا ابنة مدينة الإسماعيلية، جئت إلى القاهرة كي أدرس فى أكاديمية الفنون بمعهد الموسيقى العربية حيث كنت قد اخترت لنفسى أن أسلك طريق الغناء العربى، لكننى مع الوقت وجدتنى لا أقدم جديدا، ووجدت حولى العديد من الأصوات المميزة التى تقدم الموسيقى العربية، لم أشعر بالتميز حينها، لذا اتخذت قرارى بالتحول إلى غناء الفولكلور، فانضممت إلى فرقة الفنون الشعبية بمسرح البالون بالعجوزة، والتى كانت تديرها فى ذلك الوقت الفنانة المصرية الراحلة إيناس سعودى، زوجة الفنان محمد الحلو، وبعدها انضممت إلى فرقة النيل للآلات الشعبية بمنف والتابعة لهيئة قصور الثقافة وبدأت أتعلم غناء الفلكلور، وأشارك فى عدد من الحفلات مع الفنانة جمالات شيحة والفنانة فاطمة سرحان، وكنت أغنى مع الفنانة جمالات شيحة فى المركز المصرى للفنون والثقافة تحت إشراف الدكتور أحمد المغربى".
صاحبت هند الفنانة جمالات شيحة فى حفلات خارج مصر أكثر من مرة، لكن حدثا هاما كان على وشك الحدوث ليغير شكل حياتها بالكامل عام 2014، حين أتت الفرقة الموسيقية الفرنسية Orange blossom ذائعة الصيت فى أوروبا إلى مصر بحثا عن صوت عربى يغنى العربية بشكل صحيح ومتقن، وبدأوا فى الاستماع إلى عدد من الأصوات المصرية، ومن بين العشرات الذين استمعوا إليهم وقع اختيارهم على "هند الراوى" لتصاحبهم فى رحلتهم الفنية، تقول هند لـ "اليوم السابع" هكذا وجدت نفسى فى فرنسا، أقوم بتسجيل ألبوم "يا سيدى" والذى اختيرت أغنيته الرئيسية لتكون تترا للمسلسل الفرنسى الشهير".
هند الراوى تغنى سيب نفسك لأحلامك
المدهش فى الأمر أن أغنية "يا سيدى" هى كلمات وألحان هند الراوى، وقد كتبت كلمات تلك الأغنية ولحنتها حين كانت فى عمر 12 عاما، وهى الأغنية التى وقع عليها اختيار الفريق الفرنسى لتكون الأغنية الأساسية فى الألبوم الذى حمل اسم الأغنية، وعن طريقة تعاملها مع الفرقة تقول هند الراوى: "هم يصنعون الموسيقى فى البداية، ثم أقوم أنا بالاستماع إلى الموسيقى وأبدأ فى وضع كلمات الأغنية على الموسيقى بلحنى، لذا إذا لاحظت فإن "تيمة" الموسيقى نفسها موسيقى فرنسية تمتزج بفلكلورنا عبر الكلمات".
أغنية رسينى يا ساقية عذاب فى أحد الحفلات
وتستكمل هند الراوى لـ "اليوم السابع": "لم أكن بالطبع أتخيل طبعا وأنا فتاة صغيرة أكتب وألحن أغنية "يا سيدى" أن تصل الأغنية إلى هذه الشهرة العالمية، بعدها أصبحت الأغنية تترا لمسلسلا تركيا شهيرا هو "الحفرة" وقمنا بعمل أغنية فى فيلم أفغانى اسمه "كابول" وأصبحت أغنياتى تطوف العالم، كما أقمت حوالى 300 حفل حول العالم وفى مختلف أنحاء أوروبا".
تمزج هند "الراوى" بين الموسيقى الغربية وتراثنا العربى، فأحد الأغنيات التى قامت بغنائها مؤخرا مع الفريق الفرنسى Orange bolssom تحمل اسم "أمتى" وهى مزج بين مربعات "ابن عروس" وبردة "البوصيرى" ، لكن هذا الأمر لا يكون سهلا أبدا كما تقول هند :" احتاج عاما كاملا لكى أخرج لحنا واحدا أو اكتب أغنية واحدة وهو ما يستلزم منى مجهودا ضخما".
أحد حفلات هند الراوى وفريق أورانج بلسوم
فى عام 2017 كان الجمهور المصرى على موعد مع إطلالة سريعة للغاية لهند الراوى، حين غنت أمام الرئيس فى مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، وعن هذا الحفل تقول هند: "رشحنى الدكتور محمد ظريف والذى كان مديرى فى فرقة النيل لأغنى أمام الرئيس فى مؤتمر الشباب فى الإسماعيلية، إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة الحالية، والتى كانت فى ذلك الوقت مديرة لدار الأوبرا، وقد قدمت لى الكثير من المساندة وشجعتنى".
ورغم أن شهرة هند الراوى تجاوزت العالم كله، إلا أن هذا الحفل تحديدا تحمل له معزة خاصة، فتقول: "أقمت حفلات حول العالم كله، لكن الغناء فى مؤتمر الشباب فى الإسماعيلية كان الحدث الأهم فى حياتى، لأن هذه أرضى وبلدى والشعب الذى أنتمى إليه، وكنت أتمنى أن أغنى فى مؤتمر شباب العالم لكن الظروف لم تسمح، لكننى أتمنى أن يتكرر الأمر قريبا وأغنى فى حدث هام فى مصر".
هند الراوى وفريق اورانج بلسوم فى نيوزلندا
تعترف هند بأن شهرتها فى مصر مازالت غير واسعة، وهو ما يضايقها قليلا، لكنها تلوم نفسها فى ذلك قائلة: "النسخة الفرنسية من "ياسيدى" حققت حوالى مليون مشاهدة، والنسخة التركية حققت 4 ملايين مشاهدة على يوتيوب، لكن ربما لا تتعدى منهم المشاهدات ألف مشاهدة من ضمن المصريين، فالانتشار الآن يحتاج تعاملا خاصا مع السوشيال ميديا، وهو ما أحاول أن اهتم بصناعته فى الفترة القادمة، ربما أكون سيئة الحظ بأننى لم أصل بقوة للجمهور المصرى، لكننى خلال الفترة القادمة سأحاول بكل الطرق أن أصل إلى جمهور المصريين".
الاحتفاء بهند فى صحيفة ليبراسيون الفرنسية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة