توسعت البلاد فى عهده، إلى ما لم تصل إليه من قبله أو بعده، لقب بـ"نابليون بونابرت العصور القديمة"، و"الفرعون الأسطورى"، وأحد أعظم حكام مصر القديمة، وأحد أقوى الأباطرة في التاريخ، حيث أسس أول إمبراطورية مصرية في ذلك الوقت، هكذا كان الملك تحتمس الثالث، ملك مصر، سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر.
وتحل اليوم ذكرى وفاة الملك الأسطورى، والذى رحل فى 11 مارس عام 1425 ق.م، وشهد عصره العديد من الفتوحات والتوسعات الحربية، حيث جعل حدود مصر تمتد إلى الشلال الرابع جنوبا (السودان)، واستولى على العديد من البلدان والمدن الآسيوية، وخاص أكثر من 17 معركة حربية اهمها على الأطلاق مجدو، والتى ظلت تدرس فى المؤسسات العسكرية إلى العصر الحديث، وامتد حكمه للبلاد فى الفترة ما بين أعوام 1479 ق. م – 1425 ق.م، بعد عمته وزوجه أبيه فى الوقت ذاته الملكة حتشبسوت، حيث اتهم بقتل الأخيرة، ليستولى على الحكم، بعدما قامت بقتل أبيه الملك تحتمس الثانى للاستيلاء على الحكم، لكن هل قتل فعلاً الفرعون تحتمس الملكة حتشبسوت؟.
الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى الشهير، ووزير الآثار الأسبق، أكد فى كتابه "جنون اسمه الفراعنة"، أن الدراسات والأدلة أثبتت أن الملكة لم تقتل كما يدعى البعض، نتيجة الاعتقاد بأنها اغتصبت العرش من ابن زوجها تحتمس الثالث، لكن الملكة ماتت بالسرطان بعد حياة حافلة قويت فيها الإمبرطورية المصرية التى كانت فى حاجة إلى حكمها وليس إلى حكم صبى - فى إشارة إلى تحتمس الثالث-.
ويوضح الدكتور زاهى حواس، أن الأشعة المقطعية لـ"حيشبسوت" أثبتت أن الملكة ماتت فى الخمسين من عمرها، بعد معاناة من التهابات بعظمة الظهر، وأيضًا مرض السكر التى عجل بموتها، كذلك ثبت أن مرض السرطان قد تمكن من الدم وقضى عليها تمامًا، مشيرًا إلى أن التهابات أسنان الملكة هى التى جعلتهم يكتشفون ذلك السر، بعد العصور على "سن" من أسنان الملكة وجدت داخل صندوق التحنيط الخاص بالحاكمة الخامسة لمصر من حكام الأسرة الثامنة عشر.
الأمر نفسه يتطابق مع ما تم ذكره فى كتاب "الفر اعنة: حكايات وأساطير حيرت العالم" للدكتور أمير عكاشة، وهى أن سبب وفاة الملكة التى استمر حكمها لأكثر من 21 عامًا لم يكن القتل بسبب التنارع على الحكم بينها وبين ابن زوجها تحتمس الثالث، وإنما وبعد التحقق ظهر بوضوح علامات الموت الطبيعى، وأن سبب موتها يرجع إلى إصابتها بالسرطان أو السكرى.