أحمد محارم يكتب من نيويورك : ليلة القدر والنوايا الحسنة

الإثنين، 12 مارس 2018 10:00 ص
أحمد محارم يكتب من نيويورك : ليلة القدر والنوايا الحسنة أحمد محارم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثيراً ما نردد أن فلاناً قد "انفتحت له ليلة القدر" عندما يحقق احدهم أحلامه أو عندما تهبط عليه ثروة مفاجئة لم تكن على البال أو الخاطر. في حياة الناس الكثير من هذه المواقف التي يتناقلوها إيمانا بالقدر وانتظاراً للمفاجئات التي يحملها للناس في كل زمان ومكان . وكثير من تلك القصص يدعو للفخر والإعجاب بتصرفات البشر في هذه الحياة خاصةً إذا كانت المسألة متعلقة بأحد البسطاء ممن لهم طاقة وقدرة على التضحية بهدف إسعاد الآخرين ولا ينتظرون المقابل من أحد، وانما فقط الإحساس بالسعادة عندما تصنع معروفاً وتجعل السعادة تطرق باب إنساناً لم تكن لك به سابق معرفة أو مصلحة.

 

ومن هذه القصص التي ذاعت شهرتها وإنتشرت مؤخراً أن فى أحد مطاعم لندن، دخل رجل بصبحبة إمراة، وجلسوا على طاولة الطعام واختاروا من الأصناف طبقاً هو الأكثر إشباعاً والأقل تكلفة ، وكانوا سعداء بأن تتاح لهم الفرصة أن يمارسوا هذا الشعور الجميل أن يكونوا موجودين داخل أحد المطاعم وأن يتناولوا الطعام مثل باقي البشر.

 

كانت النادلة المسؤولة عن تقديم الخدمة لهم قد لاحظت انهم رقيقي الحال، وعقدت النية على أن تتحمل عنهم ثمن فاتورة الطعام، وعندما هموا بطلب الفاتورة تقدمت منهم الفتاة (النادلة) وقالت لهم : "الحساب مدفوع وأهلا بكم".

 

عندما خرجوا من المطعم مذهولين وعادوا إلى بيتهم، حكوا للجيران عما حدث لهم في المطعم. وعلى الفور بدأ بعض الجيران في نشر القصة على صفحات التواصل الإجتماعي، وخلال أيام قليلة كانت حكاية فتاة المطعم قد إحتلت مساحة كبيرة من إهتمام الناس في هذه المدينة، وأجرت معها محطات التلفزة عدة لقاءات، ونشرت عنها الصحف العديد من المقالات.

كان السؤال المحير الذى لفت انظار المهتمين بالقصة ، أن فتاة المطعم قالت للإعلاميين أنها كانت تحاول أن تجمع مبلغاً من المال من أجل أن تشترى جهاز تلفاز جديد ، وكانت النتيجة أن أربعة من مصانع أنتاج أجهزة التلفزة أرسلوا لها أحدث إنتاجهم من الأجهزة ، فضلاً عن ذلك، وفى فترة زمنية بسيطة، إستطاع النشطاء على وسائل التواصل الإجتماعي أن يجمعوا مبلغاً من المال وصل إلى 170 ألف جنيه استرليني وكان ذلك بمثابة ليلة القدر التي انفتحت لفتاة المطعم دون تَوَقُّع. فهل لنا أن نستفيد من هذا الدرس في العطاء الإنساني بغير إنتظار لأي مقابل؟










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة