باب أثرى ضخم ينم عن وجود قصة كبيرة خلفه، بمجرد أن تجتازه تبدأ عيناك فى التقاط مظاهر المعيشة الكاملة، أريكتان عريضتان فى مدخل المكان وامرأة فى الخمسينيات من عمرها تستقبلك بملامح تخللتها الطيبة والبساطة، لتعرف أن هذا المكان هو جزء من تاريخ مصر الأثرى، فهو ضريح الأميرة "شيوه كار" الزوجة الأولى للملك فؤاد الأول ابن الخديوى توفيق.
مدخل الحوش
عزيزة
قبة ضخمة فى نهاية ممر كبير بباب أثرى ضخم، وعدد من الأضرحة واللحود تتراص على جانب هذا الممر، كلاب للحراسة مربوطة بسلاسل فى جذوع الأشجار التى تتواجد فى الممر، وبط وطيور أخرى تجرى فى ركن تلتقط الطعام من الأرض.
حوش ضريح الأميرة شيوه كار
الممر المؤدى للضريح
تستقبلك "عزيزة" أو أم محمد كما تحب أن يناديها أهل المنطقة وتصطحبك فى جولة فى المكان" بقالى 35 سنة عايشة هنا، وعارفة كل المدفونين فيه"، بتلك الكلمات بدأت عزيزة حديثها لـ"اليوم السابع" حيث إن زوجها الحاج "صادق" يعمل كخفير لحراسة الضريح، ويعتبر حوش الضريح بيته منذ 70 عاما، "مكانش بيخلف من بنت عمه، فطلبنى للجواز وكنت من سكان المنطقة هنا" بتلك الكلمات بدأت عزيزة تسرد كيف تزوجت الحاج صادق.
حوش ضريح الأميرة شيوه كار
الممر المؤدى للضريح
ومنذ تلك اللحظة وهى تسكن حوش الضريح، وسارت حياتها بشكل طبيعى حتى أنجبت 4 من الأولاد، وبابتسامة تنم عن امرأة بسيطة تتحدث عزيزة عن المكان، وتعبر كلماتها عن ثقافة لم تكتسبها من الكتب التاريخية وإنما حفرت فى ذاكرتها بمجالستها لأقارب المدفونين فى المكان أثناء زيارتهم لموتاهم.
بيلا
عزيزة
وتضيف عزيزة: "أنا عارفة كل المدفونين هنا، الأميرة شيوه كار مرات الملك فؤاد، وقرايب رب السيف والقلم سامى البارودى، وبعض شهداء الجيش فى حرب 73"، وعبرت عن أن المكان أصبح بيتها، ولا تعرف مأوى سواه هى وأسرتها، بالرغم من الأخطار التى يتعرضون لها كل فترة، حيث يشاع عن قبة الضريح أن بها العديد من الكنوز، وهو ما يعرض المكان لهجمات من بعض اللصوص.
ضريح أحد أقارب البارودى
حوش ضريح الأميرة شيوه كار
وتتابع: "طالبنا كتير بتعلية سور المكان، بس الآثار رفضوا وكان الحل فى الكلاب، حيث بعد الهجمات المتكررة من اللصوص أمدت الوزارة المكان ببعض كلاب الحراسة التى اعتبرتها صديقة الحراسة"، مضيفة: "بيلا دى حبيبتى وبتدافع عننا ضد أى حد ييجى يسرق المكان"، حيث تعتبرها عزيزة أجمل ما فى المكان.
حوش ضريح الأميرة شيوة كار
عزيزة
حوش الضريح
ساعات طويلة تقضيها عزيزة فى تنظيف الحوش كل يوم، ويطالبها أقارب المدفونين بعدم تركه لأن تواجدها وأسرتها بمثابة حماية له، وتتمنى عزيزة أدوات لتنظيف المكان وأكل مناسب لكلاب الحراسة، ملخصة ما ترجوه فى جملة بسيطة: "لو بس ألاقى شقة غير هنا تتقفل علينا مش هعوز حاجة تانى"