سلطت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية الضوء على قمة " الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، المرتقبة، فى مايو المقبل، حيث طرحت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية 3 مشكلات خطيرة ستواجه لقاء الزعيمان".
وأوضحت المجلة الأمريكية أن اللقاء غير مرحب به أخلاقيا، وأن كوريا الشمالية هى التى ستحقق انتصارات من خلال هذا اللقاء وليس الولايات المتحدة، وأن الرئيس الكورى سيقلب الطاولة على ترامب وليس العكس كما هو متوقع، بمعنى "كيم سيخرج منتصرا من لقائه مع ترامب".
وجاءت المشكلة الأولى تحت عنوان " لقاء غير مرحب به أخلاقيا"، حيث أن كيف للرئيس الأمريكى أن يضع يديه مع أكثر الانظمة فظاعة على كوكب الأرض، حيث أن النظام الكورى الشمالى يقبع عشرات الآلاف فى معسكرات الاعتقال ويعانى الملايين من القمع المنظم، مضيفا أن الهدف الأساسى من هذا اللقاء هو نزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية، وأن الرئيس الكورى سيكون غامضا جدا فى اللقاء كما وصفه الرئيس الصينى سابقا.
وتحدثت "فورين بوليسى" عن المشكلة الثانية، التى تعتبر أن كوريا الشمالية ستكون هى المستفيد من اللقاء على المدى الطويل، وأن الولايات المتحدة لم تحقق أهدافها من هذا اللقاء، بالرغم من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتفاخر بتحديد موعد للقاء الزعيم الكورى الشمالى، حيث لم يفعله أى رئيس أمريكى سابق، لكن هذا لم يكن بسبب عدم محاولة بيونج يانج، التي أغرت بيل كلينتون بزيارتها في عام 2000 وقدمت العديد من المبادرات العكسية إلى جورج دبليو بوش. لقد كان هدف كوريا الشمالية منذ تسعينات القرن الماضى إثبات أن الأسلحة النووية أجبرت الرؤساء الأميركيين على الاعتراف بشرعية النظام، مضيفا أن النظام الكورى الشمالى حاول مع كلينتون ولكن فشلت فى عام 2000، وجورج بوش لم يقترب أبدا للقاء مع النظام الكورى، ولكن نجح النظام الكورى فى اخضاع الرئيس الأمريكى ومقابلته.
وجاءت المشكلة الثالثة، أن الزعيم الكورى الشمالى سيقلب الطاولة على ترامب وليس العكس.. حيث سيخرج كيم منتصرا من لقائه مع ترامب، ويعتمد الزعيم الكورى الشمالى على عدم معرفة الرئيس ترامب بمعلومات كافية حول شبه الجزيرة الكورية، وأن خطاباته التى تضمنت فرض عقوبات والتفاوض على نزع السلاح فى بيونج يانج، استندت على تفسيرات خالية، ولكن كيم قد يفوز بنصر كبير بمجرد إقناع الرئيس الأمريكى بأن بيونج يانج ستكون مستعدة لمناقشة نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية بأكملها إذا تفاوضت الولايات المتحدة أولاً على معاهدة سلام تنهي الحرب الكورية رسمياً.
وكان الهدف الحقيقي من وراء هذه الخطوة البناءة على الدوام هو تمهيد الطريق لتفكيك المظلة النووية الأمريكية فوق كوريا الجنوبية (بما أن ذلك سيكون جزءًا من أي تعريف كوري شمالي لـ "نزع السلاح النووي" لشبه الجزيرة). وسوف تدفع بكين وموسكو وبعض المسؤولين في اليسار السياسي في سيئول بجدولة هذه الأجندة ، فى حين أن المحافظين في سيول وحلفاء الولايات المتحدة على نطاق أوسع سوف يشعرون بالفزع.
وأن الولايات المتحدة وقعت فى الفخ الكورى الشمالى من خلال التفاوض مع بيونج يانج، حيث يتمتع قادة كوريا الشمالية بعقود من الخبرة في محاولة التلاعب في الترتيبات الدقيقة المرتبطة بولاية مجلس الأمن والتحالفات الأمريكية في آسيا، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الدبلوماسيين الأمريكيين.