صور..الإهمال يضرب حدائق الأهرام..المنطقة تتجه نحو العشوائية بسرعة التوك توك..والقمامة تسكن جوانب المدينة وتكسير الطرق والورش المُخالفة تزعج السكان..والأهالى يقترحون تأسيس اتحاد شغالين للتخلص من دوامة المسئولين

الأربعاء، 14 مارس 2018 12:53 م
صور..الإهمال يضرب حدائق الأهرام..المنطقة تتجه نحو العشوائية بسرعة التوك توك..والقمامة تسكن جوانب المدينة وتكسير الطرق والورش المُخالفة تزعج السكان..والأهالى يقترحون تأسيس اتحاد شغالين للتخلص من دوامة المسئولين حدائق الاهرام
كتب محمد سالمان وسيد خلفاوى – تصوير عمرو مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتقاد شائع أن الإنسان أو الشىء يكون له من اسمه نصيب، لكن فور دخولك إلى حدائق الأهرام ستغير هذه المعتقدات، فالأحاديث البراقة المتداولة عن هذا المكان وأحلام وجود الخضرة وعراقة منطقة الهرم لم يعد لها مكان على أرض الواقع، لاسيما بعدما سيطر الإهمال على جوانب عدة بها سواء على صعيد انتشار قمامة أو تكسير شوارع أو سرقات أو غزو التوك توك للشارع وما تخلف عن ذلك من آثار سلبية.

"اليوم السابع" أجرى جولة ميدانية فى منطقة حدائق الأهرام وبوابتها الأربعة للتعرف على الجوانب التى تحتاج إلى مزيد من الجهود من قبل الأجهزة المعنية لتعديلها فى الفترة المقبلة خاصة أن أحاديث السكان تركزت أغلبها حول نقطة واحدة إلى أن مظاهر العشوائية فى هذا المكان تزداد يومًا تلو الآخر وتحتاج إلى وقفة.

 

الطريق نحو العشوائية

من المظاهر السلبية التى تم رصدها فى المنطقة فور دخولها انتشار التكاتك إلى حد كبير، وكذلك وجود تكسير فى عدد كبير من الشوارع. وأوضح عدد من المواطنين أن السبب فى عدم تمهيد الطرق بالشكل الأمثل يعود إلى إدخال خطوط الغاز الطبيعى إلى المنازل لكنهم فى الوقت ذاته تعجبوا من عدم التنسيق بين الحى أو المحافظة والجهات الحكومية الأخرى، وأيضًا عدم "سفلتة" الشوارع بكثرة، وكذلك الاهتمام بالشوارع الرئيسية وإغفال الجانبية من حساباتهم فى كثير من الأوقات، وأبرزها شارع عشرين ما بين منطقى "نون" وسين" بالقرب من البوابة الثالثة أو خزان المياه كما يطلق عليها سكان هذا المربع.

وفى إطار رصد المظاهر غير المألوفة فإن هناك ملاحظة للسكان على وجود أكوام من القمامة فى أماكن متفرقة بحدائق الأهرام وغالبًا تتركز فى مناطق فضاء لم يتم البناء عليها، وعلى سبيل المثال لا الحصر تنتشر هذه السلبية فى أنحاء متفرقة من شارعى الثروة المعدنية والضغط العالى وتقاطعاتهما.

 

شكاوى المواطنين

 

المظاهر السلبية العامة منتشرة فى حدائق الأهرام وكشفت عنها الجولة لكن الأسئلة المطروحة الآن كيف يرى السكان أوضاعهم؟، وهل هناك تحسن فى أوضاع المنطقة أم أنها تتجه إلى الأسوأ وتحتاج إلى تدخل سريع؟، وهنا يقول محمد سعودى، أحد سكان المنطقة وأدمن جروب "حدائق الأهرام تنتفض" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" :"أسكن فى هذه المنطقة منذ 7 سنوات ومظاهر العشوائية تمتد وتزداد يومًا تلو الآخر، ولا أحد يستمع لشكوانا من المسئولين المعنيين فعندما نذهب إلى مسئولين الجمعية التعاونية لبناء المساكن وتعمير صحراء الأهرام، يقولون لنا اذهب إلى المحافظة وهناك يخبرونا بالتوجه للحى، وفى هذا المكان الأخير يطالبون بالعودة للجمعية بداعى أننا نسكن فى كمبوندات، وعلى هذا الحال تتفرق دماء شكوانا بين الجهات المختلفة".

ويستكمل أحد سكان الحدائق حديثه، قائلا:"مشكلة أخرى نعانى منها تتمثل فى انتشار المحلات غير المرخصة فعددها بالمئات ولا تخضع لأى رقابة من الحى، ورغم أحاديث البعض أنها توفر خدمات مختلفة للسكان لكنها تسبب مشاكل أكبر خصوصا نوعيات محددة مثل المقاهى وورش الحدادة والرخام والميكانيكا الذين يسببون حالة كبيرة من الإزعاج والتلوث فلا يعقل أن يكون هناك منزل وأسفله مقهى أو ميكانيكى فكيف سيكون حال الأشخاص الذين يعيشون فى هذا النطاق"، مضيفًا:"بالنسبة لجزئية الطرق فإن هناك عمل يتم فيها خلال الفترة الأخيرة لكن نرجو الاهتمام بالشوارع الجانبية وعدم تركها وسفلتة الرئيسية فقط مثلما يحدث مع كل تكسير بالمنطقة".

 

وتعليقاً على تكدس أكوام القمامة فى أنحاء متفرقة من الحدائق، يقول سعودى:"الأزمة لدينا أنه لا يوجد أى شركة خاصة تزيل القمامة، والجهة المشرفة التابعة للمحافظة تأتى كل ثلاثة أو أربعة أيام، وتنتقى الأشياء القابلة للتصنيع مرة أخرى بينما تُترك المواد العضوية فى أحيان كثير بالأراضى الخاوية". بينما عن جزئية انتشار التكاتك يشير إلى أن سلبياتها المعروفة للجميع من استخدامها أحيانًا كوسيلة للسرقة وتتسبب فى حوادث لأن من يقودها أطفال، وكذلك مضايقة الفتيات بالمنطقة، مستدركًا أن هناك تواجد شبه مستمر من قوات الأمن والقيام بحملات متعددة لكنهم لن يتمكنوا من التصدى لهذا العدد نظرًا لوجود أعباء كثيرة، لافتًا إلى أن هناك سعى لوجود وسيلة نقل متخصصة داخل الحدائق ويكون لها إدارة ونظام محدد.

 

وتحدث أدمن جروب حدائق الأهرام تنتفض عن جزئية مُخالفة كراسة الشروط المنصوص عليها، لاسيما أنها ملاحظة عامة منتشرة فى أغلب أرجاء المنطقة، مشيرًا إلى أن القواعد الرئيسية بالمنطقة تنص على ألا يتخطى البناء مساحة 60% من الأرض ويكون هناك مسافة أو حاجز سياجى وألا تكون العمارات ملتصقة وألا يتخطى علو المبانى عن ثلاثة أو أربعة أدوار وكذلك لا يجب البناء بدون إقامة جراج، موضحًا أن ما يحدث عكس ذلك تمامًا، وهذا ما ينتج عنه كل المشاكل المرصودة.

 

يقول محمد سعودى إن هناك مقترح لحل مشاكلهم توصل إليه عدد كبير من سكان حدائق الأهرام لتفادى الوقوع مستقبلا تحت رحمة المسئولين يتمثل فى السعى لإشهار اتحاد شاغلين للمدينة، موضحًا أنهم يعملون على تأسس اتحاد سكان فى كل مبنى، ثم بعد ذلك تنضم كل هذه الاتحادات تحت مظلة مسمى واحد وهو "اتحاد شاغلى سكان حدائق الأهرام"، مشيرًا إلى أن هذا التوجه ليس عشوائيا وإنما يتم عبر قنوات رسمية متمثلة فى مظلة الحى، وأيضًا ستكون هناك انتخابات لرئيس الاتحاد وأعضاء مجلسه.

 

ويتفق عبد الرحمن جاب الله طالب فى كلية الهندسة وأحد سكان المنطقة مع عدد من النقاط السابق الإشارة إليها، لكنه يؤكد على أهمية وجود تنسيق بين الحى أو المحافظة وشركة الغاز لتفادى تكسير الشوارع المسفلتة ثم تركها فى حالة سيئة، مشيرًا إلى أن القمامة هى الأخرى مشكلة بالنسبة للسكان، لاسيما إذا كانت هناك أرض فضاء أمام منزل أو مبانى فإنها تتحول فى الغالب إلى مقلب قمامة.

 

وتعليقًا على انتشار التكاتك يقول الطالب فى كلية الهندسة إنها فى تقديره لم تعد أزمة مثلما كانت فى أوقات سابقة وأهميتها تكمن فى أنها أحيانًا تكون وسيلة الانتقال الوحيدة بين بوابات الحدائق الأربعة لأن الميكروباصات لا تتوجه إلى كل الأمكان، مشيرًا إلى أنه رغم تأييده بقاء التكاتك لكن هذا لا يمنع أنها تُسبب حوادث فى كثير من الأوقات.

 

بينما، شريف محمد، أحد سكان المنطقة وموظف فى شركة خاصة، يرى أن المنطقة فى حاجة إلى تضافر جهود المسئولين بالأجهزة التنفيذية من أجل التصدى إلى المد العشوائى بها، لافتًا إلى أن مشاكل القمامة والتكاتك وانتشار المحلات والورش غير المرخصة يؤثر كثيرًا على شكل المنطقة وحولها من مكان كان نحلم أن يكون له مواصفات خاصة إلى منطقة تكاد تقترب من العشوائية.

الرد الرسمى

على الصعيد الرسمى، يقول المهندس هانى الشارد رئيس قطاع هضبة الأهرام، إن دور محافظة الجيزة بالنسبة منطقة حدائق الأهرام يتمثل فى عمل تراخيص للمحلات محاضر للمبانى المخالفة والتنسيق بين الجمعية وسكان المنطقة فى نقل شكاواهم إليها لاسيما أنها هى المسئولة عن مختلف الأوضاع فى هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن المحافظة تقوم بتحرير محاضر للمخالفين، وكذلك سنتصدى لكافة مظاهر الورش السلبية من تلوث وإزعاج للسكان  إلا أن الأزمة هى وصول عدد المحلات المخالفة إلى قرابة 8 آلاف محل، وذلك بسبب حالة العشوائية التى سيطرت على الأوضاع فى الفترة التى أعقبت عام 2011.

ويضيف رئيس قطاع هضبة الأهرام :"المحافظة ليس لها سلطة على الجمعية لأنها تتبع جهة تدعى التعاونيات ولها نظامها الخاص، وأقصى ما يمكننى فعله هو إرسال خطابات بشكاوى المواطنين إليهم لأنها لها مجلس منتخب وتعمل بنظام الكمبوندات"، مضيفًا :"والحق يُقال أن هناك عمل يتم فى الفترة الأخيرة، وعلى سبيل المثال تعاقدت الجمعية على 5 آلاف كشاف إنارة من الهيئة العربية للتصنيع من أجل وضعها بالشوارع".

وتعليقًا على جزئية انتشار التكاتك فى الشوارع، كشف رئيس قطاع هضبة الأهرام عن مفاجأة متعلقة باستبدال التكاتك بسيارات بالطاقة الكهربائية وتم التعاقد مع الشركة المصنعة لها، وستكون مرخصة وسيرتدى سائقوها زيا محددا وأجرتها ستكون 3 جنيهات"، مضيفًا:"هذا الحل جاء نابعًا من قاعدة أنه لن يمكن الحد من انتشار التكاتك بدون توفير بديل، وللعلم فإن منطقة هضبة الهرم بها 1000 توك توك، وفى الحملات الأخيرة تمت مصادرة 800 توك توك منها وهذا رقم ليس بالقليل".  

 

وعن جزئية تكسير الشوارع فى حدائق الأهرام، أشار هانى الشارد إلى أن هناك خطة لرصف كل شوارع العشرين فى منطقة الهضبة بالكامل، وكذلك هناك شوارع أخرى تم إنشاؤها ودورانات تسهل على المواطنين الحركات، لافتًا إلى أنه لا يمكن العمل بقوة فى رصف الشوارع وفى نفس الوقت يتم إدخال خطوط الغاز خاصة أن النقطة الأخيرة كانت مطلبًا لسكان الحدائق.

 

وحول انتشار أكوام القمامة فى بعض مناحى المنطقة، يعلق رئيس قطاع هضبة الهرم، قائلا:" هذه الجزئية كما قلت ليست تابعة للمحافظة لكن هناك شركة نظافة ستتعاقد معها الجمعية خلال الفترة القادمة"، مضيفًا:"الشيء بالشيء يذكر فإن هناك شركة أمن على أعلى مستوى سيتم التعاقد معها فى منطقة حدائق الأهرام".

 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة