لا حديث فى الشارع العالمى سوى عن التصريحات الصادرة من تريزا ماى، رئيسة الوزراء البريطانية، والتى أعلنت أمس الأربعاء عدم حضور أى فرد من العائلة المالكة أو وزراء مباريات كأس العالم لكرة القدم فى روسيا هذا الصيف، موضحة أن المقاطعة ستكون مقتصرة على الشخصيات الرسمية فقط، بعدما حمّلت روسيا مسئولية الهجوم بغاز الأعصاب على جاسوس روسى سابق فى بريطانيا.
الحرب الباردة بين روسيا وبريطانيا دفع البعض للتفكير في إمكانية إنسحاب المنتخب الإنجليزى من المشاركة فى بطولة كأس العالم التى تستضيفها روسيا خلال الفترة من 14 يونيو – 15 يوليو المقبلين.
لكن هناك العديد من الأسباب تدفع الحكومة البريطانية للتفكير مراراً وتكراراً قبل إعلان انسحاب المنتخب الإنجليزى من المشاركة فى المونديال والتى نستعرضها خلال السطور التالية..
تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا
عقوبات قاسية تنتظر إنجلترا حال الانسحاب من كأس العالم
السؤال الذي يدور فى أذهان عشاق كرة القدم، ماذا سيحدث حال انسحاب منتخب إنجلترا من بطولة كأس العالم؟ وما هي العقوبات المنتظرة من جانب الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" على الاتحاد الإنجليزى؟ وهل يمكن الاستعانة بمنتخب آخر بدلاً من إنجلترا فى المونديال؟.
هارى كين وفاردى ثنائى منتخب إنجلترا
لاشك أن الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم سيتعرض لعقوبات قاسية من جانب "الفيفا"، حال إصراره على الانسحاب من بطولة كأس العالم، لاسيما أن الاتحاد الدولى يسير على مبدأ أنه لا علاقة للرياضة بما يحدث على الساحة السياسية، وستصل العقوبات إلى حد تجميد النشاط الكروي في بريطانيا على غرار ما حدث في الكويت وباكستان، نتيجة التدخل الحكومى فى شئون كرة القدم.
ليس هذا فحسب، بل سيتعرض منتخب إنجلترا للحرمان من المشاركة فى بطولة كأس العالم 2022، بجانب توقيع غرامة مالية على الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم قد تصل إلى 500 ألف يورو.
مخاوف من أعمال شغب فى بين جماهير انجلترا وروسيا
خسائر الدوري الإنجليزي من تجميد النشاط
ستكون الكرة الإنجليزية أكثر المتضررين من الانسحاب من المشاركة فى بطولة كأس العالم، وبالتالى تجميد النشاط الكروى فى البلاد، حيث تتعرض أندية الدورى الإنجليزى الممتاز لخسائر مالية فادحة حال توقف النشاط، لاسيما أن إيرادات أندية "البريميرليج" تصل لأرقام قياسية تتخطى الـ3.6 مليار جنيه إسترلينى، ما يوازى 4.6 مليار دولار، ملثما حدث فى موسم 2015 – 2016.
والدليل ما ذكره موقع "ليفربول إيكو" الإنجليزى أن الإيرادات الإجمالية للريدز للسنة المالية الماضية التى اختتمت فى 31 مايو 2017 ارتفعت إلى 364 مليون جنيه إسترلينى، بزيادة كبيرة بلغت 20.5٪.
ومن بين مصادر الدخل الثلاثة الرئيسية لنادى ليفربول، ارتفعت أرباح وسائل الإعلام من 30 مليون جنيه إسترلينى إلى 154 مليون جنيه إسترلينى، وارتفعت أرباح النادى التجارية من 20 مليون جنيه إسترلينى إلى 136 مليون جنيه إسترلينى، وارتفعت أرباح المباريات لكل جولة من الدورى الإنجليزى الممتاز من 12 مليون جنيه إسترلينى إلى 74 مليون جنيه إسترلينى.
وكان ليفربول أعلن خلال العام الماضى تعرضه لخسارة إجمالية قدرها 21 مليون جنيه إسترلينى، ولكن الإحصائيات الأخيرة توضح إنجازاً كبيراً وأرباحاً تغطى خسائر الموسم الماضى، التى كان أكبر سبب لها هو عدم مشاركة الريدز فى دورى أبطال أوروبا.