فى البحث الذى أجرته لجنة اختيار القطع الأثرية للمتحف المصرى الكبير، عثر على تابوت نادر من الرصاص، فى مخازن الآثار بالمنصورة، بحالة يرثى لها، ما دعا أكثر اللجنة أن تقرر نقله لمراكز معامل المتحف المصرى الكبير، الذى يضم أجهزة على أعلى مستوى، وبحماس المرممين أطباء الحضارة المصرية القديمة، ستتم إعادة التابوت لما كان عليه قبل اكتشافه، وخلال جولة "اليوم السابع" داخل المعامل رصد هذا التابوت لمعرفة قصته.
قال الدكتور أسامة أبو الخير مدير عام شئون الترميم بالمتحف المصرى الكبير، إن التابوت مصنوع من الرصاص ونادر للغاية ويعود إلى العصر المتأخر، وهو قطعة فريدة بالنسبة للمتحف المصرى الكبير، وكان فى مخازن المنصورة، وغير موجود فى قوائم الآثار التى سيتم نقلها للمتحف المصرى الكبير، ولكن شد انتباه القائمين على النقل لأنه قطعة نادرة، والتقنيات التى ستعالج التابوت لا توجد إلا بالمتحف المصرى الكبير، كما أن ترميمه سيفتح باب تحضر رسائل علمية حول التابوت.
وأوضحت شيماء محمود، أخصائية ترميم معادن بمعمل الآثار غير العضوية، أن التابوت تم نقله من المنصورة، وجارٍ البحث والدراسة التى تشير مبدئيًا عن أن التابوت يعود للعصر المتأخر أو عصر ليونانى الرومانى، وجارٍ التأكد من ذلك خلال إجراء التحاليل، وعند استلمنا للتابوت بدأنا فى مرحلة التصوير ككل ورصد مظاهر التلف الموجودة فيه.
وأضاف شيماء محمود، تلاحظ خلال أعمال التصوير مظاهر التلف والتآكل للرصاص نفسه، ومن النادر أن نعثر على تابوت أو مقتنيات من الرصاص، ففى الغالب يتداخل الرصاص مع النحاس أو القصدير فى السبائك من البرونز التى كان يستخدمها المصرى القديم، وخاصة أن الرصاص من الفلزات السامة جدًا، فدائمًا كان الأعمال الخاصة بالرصاص يقوم بها العمال فى عصر الفراعنة.
وأشارت شيماء محمود، إلى أن ثانى مرحلة ستشمل أعمال الفحص، وتحديد الأجزاء المتساقطة من التابوت تحت الميكروسكوب الضوئى، لتحديد مظاهر التلف الموجودة به، والتى لا ترى بالعين المجردة أو التصوير الفوتوغرافى، ولدينا أجهزة تستطيع تحديد كيفية تصنيع تلك المعادن، لأن هناك اختلاف فى الصناعة فمنها الصب أوالتركيب على سبيل المثال، أما فى المرحلة الثالثة فيتم إعداد التحاليل لمعرفة مناطق الصدأ الموجودة فى التابوت ولمعرفة طرق التعامل سواء الميكانيكية أو الكيمائية، وتحديد درجة تركيز المحاليل.
ولفتت أخصائية ترميم معادن بمعمل الآثار غير العضوية، إلى أنه سيتم استخدام الفرش الناعمة لإزالة الأتربة، وحال معرفة مركبات الصدأ من خلال التحليل سيتم التعامل مع التابوت بمحلول مخفف من حمض الهيدروكلورك تركيز من 8 إلى 10 %.
وتابعت قائلة: إن المشكلة الأساسية فى التابوت هى مشكلة الاستعدال لما به من أعوجاج، وهناك طرق للاستعدال عديدة سواء فى حالة إذا ما كان سمك المعدن رقيق أو متين.
وقالت نسرين عاطف، رئيس معمل الآثار غير العضوية، إن التابوت حالته صعبة للغاية ولذلك سيأخذ وقته فى الفحص والدراسة قبل البدء فى تحديد طرق التعامل معه، بحيث يخرج للعرض بطريقة تناسب حجم المتحف المصرى الكبير، مشيرة إلى وجود مثل هذا التابوت فى متحف الإسكندرية، ولكن هذا التابوت ليس له مثيل وكان يوجد فى مخزن بالمنصورة.
ومن جانبه قالت أميرة علاء شلبى، أخصائية ترميم، إن التابوت فى مراحل ترميمه الأولى سيساعدنى على تحضر دراسات علمية، حيث إن العمل فى مجال ترميم المعادن من الأعمال التى رغبت العمل بها، وعندما رأيت التابوت أنتابنى الخوف، ولكن الأمل الموجود بداخلنا كان حافزًا لعلاج كل أعمال الترميم.