"طلعت الفصل ودرستلى ومفهمتش حاجة قمت مهزأنى، فكبرت فى دماغى إزاى واحد زيى يهزأنى، كلمة منى على كلمة منى قلم منى على قلمين منى قمت مجرجرنى على مكتب الناظر وخدتلى أسبوع رفد".. هذه الجمل الكوميدية للفنان الراحل سعيد صالح فى مسرحيته الشهيرة "العيال كبرت" تنطبق على حال فعاليات المجلس الأعلى للثقافة، فى الندوات والمؤتمرات الأدبية والثقافية، والتى يقتصر المحاضرون بها، فى أغلب الفعاليات، على مقررى اللجان بالمجلس، الذين يقومون بتنظيم الفعالية ويحاضرون فيها، ويكون ضيوف الندوات من أعضاء اللجان نفسها، وكأن مقررى أعضاء اللجان يقومون بالفعاليات لأنفسهم وليس لزيادة الوعى الثقافى، كما هو الهدف المعلن منها.
الفنان سعيد صالح فى جزء من مسرحية العيال كبرت
وعند مراجعة الفترة الماضية فى المجلس منذ الإعلان عن لجان المجلس الأعلى للثقافة فى شهر ديسمبر الماضى، تبين أن أغلب الفعاليات إن لم تكن كلها يكون مقرر اللجنة أو أحد أعضائها على أقل تقدير هو مدير الجلسة للحوار، أو حد ضيوف المنصة.
وكانت من ضمن هذه الفعاليات على سبيل المثال، أقيمت أولى ندوات "تواصل" وتنظمها لجنة القصة بالمجلس، بحضور الكاتب يوسف القعيد مقرر اللجنة، وذلك فى الخامسة من مساء يوم الأربعاء الموافق 17 يناير الجارى، بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس بدار الأوبرا، وشاركت فى الندوة، الدكتورة عزة بدر، عضو اللجنة.
كما أقيمت ندوة بعنوان "الإيهام وأبعاده النفسية - العلاجية خاصة" نظمتها لجنة علم النفس ومقررها الدكتور شاكر عبد الحميد، وشارك فيها الأخير كمدير للجلسة وضيف أيضا، وذلك فى 18 يناير.
ندوة القدس عربية.. القدس بين الحقائق التاريخية وأساطير الصهيونية
أما لجنة التاريخ بالمجلس، لا يترك مقررها الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، أى فعالة إلا ويكون أحد المشاركين فيها، رغم أنه منظمها من الأساس، مثل ندوة أقيمت بعنوان "القدس عربية.. القدس بين الحقائق التاريخية وأساطير الصهيونية" فى يناير الماضى.
الأمر نفسه لم يختلف مع لجنة العلوم السياسية، فخلال ندوة أقيمت فى يناير أيضا بعنوان "الشباب فاعل دولى"، افتتاح الندوة الدكتور أيمن عبد الوهاب، مقرر لجنة العلوم السياسية، وشارك فى إدارتها مع أحمد ناجى قمحة رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية ونائب مقرر اللجنة.
أما ندوة تحت عنوان "نشر الوثائق التاريخية فى مصر بين تأصيل التاريخ وضوابط حرية تدوال المعلومات"، والتى نظمتها لجنة الكتاب والنشر بالمجلس، فكان من أدارها مقرر اللجنة الدكتور أسامة السيد محمود، بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس بدار الأوبرا، ومن شاركوا فيها كان الدكتور جمال شقرة مقرر لجنة التاريخ والدكتور حاتم ربيع أمين المجلس.
إثيوبيا الأرض .. الشعب .. الدولة
لجنة الجغرافيا بدورها لم تختلف فى أدائها عن باقى اللجان وربما كانت أكثرهم مجاملة، فخلال ندوة أقيمت بعنوان "إثيوبيا الأرض .. الشعب .. الدولة" نظمته لجنة الجغرافيا بالمجلس، كان جميع المشاركين من اللجنة سوا مقرر أو أعضاء، الدكتور فتحى أبو راضى، عضو اللجنة وشارك فى أيضا الدكتور فتحى أبو عيانة، عضو اللجنة، والدكتور السيد الحسينى، مقرر اللجنة.
أما لجنة ثقافة الطفل، ومقررتها الدكتورة نجلاء علام، فأعضاؤه دائما ضيوف ندواتهم، مثلما حدث فى ندوة "مجلات الأطفال المصرية"، التى نظمتها لجنة ثقافة الطفل بالمجلس ومقررتها نجلاء علام، وشارك فيها الدكتورة إيمان بهى الدين، والدكتورة شهيرة صلاح الدين، أعضاء اللجنة.
جانب من ندوة مجلات الأطفال المصرية
وردا على انتشار هذه الظاهرة، أكد الدكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أن بعض مقررى اللجان وأعضائها يقومون بتنظيم الندوات ويحاضرون فيها، مشيرا إلى أنه وجه جميع مقررى اللجان بضرورة عدم تكرار الأمر، وأنه طلب من اللجان تقديم جدول الفعاليات المقرر تنظيمها قبلها بشهر كامل، ليتم التنسيق بين جميع اللجان بشكل وافٍ ومتكامل.
حاتم ربيع
وأضاف "ربيع"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المجلس سيقوم بوضع خطة جديدة للفعاليات والندوات الثقافية بداخله، حيث سيتم تقليل عدد الندوات على أن يتم الاهتمام بزيادة المردود الثقافى لها، موضحا "الفترة الجاية سيهمنى الكيف وليس الكم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة