الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، جسد طموح "روسيا عظمى" استعادت نفوذها ومكانتها، حين وصل للحكم للمرة الأولى عام 2000، كانت سلطة روسيا، غير مستقرة واقتصادها متدهور، فكان للعديد بمثابة رجل الاستقرار والازدهار المستعاد، بفضل عائدات نفطية وفيرة على مدى سنوات.
منذ سقوط الاتحاد السوفياتى، والذى يعتبر "أكبر كارثة فى القرن العشرين" بالنسبة لـ"بوتين"، عمل الرئيس الروسي، على ترميم هيبة بلاده فى العالم على مدار 18 عاما فى حكم البلاد، بعدما تدهورت مع سقوط الاتحاد، وسنوات الفوضى فى عهد "بوريس يلتسين".
فلاديمير بوتين
اليوم الإثنين الموافق 19 مارس 2018، فاز فلاديمير بوتين بولاية رئاسية رابعة، فق ما أظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات فى الانتخابات الرئاسية، وحصل على 76.15% من الأصوات بعد فرز 78.8% من الأوراق الانتخابية.
فيما وحصل "بافيل جرودينين" مرشح عن "الحزب الشيوعى الروسى" حسب النتائج الأولية على 12.32%، فيما حصل "فلاديمير جيرينوفسكى" مرشح عن "الحزب الليبيرالى الديمقراطى الروسى على 5.99%، والسيدة الوحيدة من بين المرشحين "كسينيا سوبتشاك" حصلت على 1.53%، بعد فرز 78.8% من الأصوات.
ويبلغ عدد المراكز الانتخابية فى عموم روسيا نحو 97 ألف مركز، فيما يبلغ مجملها فى موسكو 3620 مركز اقتراع.
فوز بوتين بولاية جديدة فى انتخابات الرئاسية 2018..
وجه فلاديمير بوتين، الذى حقق فوزا كاسحا فى انتخابات الرئاسة حسب النتائج الأولية لفرز الأصوات، شكرا لجميع ناخبيه، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على وحدة روسيا، بحسب وسائل إعلام روسية.
وقال بوتين، فى كلمة ألقاها خلال تجمع كبير خاص أقيم مساء أمس الأحد وسط موسكو، بمناسبة ذكرى انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا بالتزامن مع فرز الأصوات، والتى تشير نتائجها الأولية إلى حصوله على أكثر من 74 بالمئة من أصوات الناخبين: "أود أن أوجه إلى كل من اجتمع اليوم هنا فى موسكو ولجميع أنصارنا على أراضى بلادنا الكبيرة برمتها، شكرا جزيلا لكم على هذه النتيجة".
وأضاف بوتين: "أرى فى ذلك تقديرا لما أنجز خلال السنوات الأخيرة فى ظروف صعبة جدا، أرى ثقة الناس بنا وأملهم فى أن نعمل بمثل هذه الدرجة من المسؤولية لتحقيق نتائج أكبر".
وشدد الرئيس الروسى الحالى على "الأهمية البالغة للحفاظ على الوحدة" والحصول على دعم هؤلاء الناخبين، الذين صوتوا لصالح المرشحين الآخرين، قائلا: "إننا فى حاجة إلى هذه الوحدة من أجل تحقيق تقدم لاحق".
مؤيدو بوتين
من هو فلاديمير بوتين؟
لم تكن خلفيات "بوتين" الاجتماعية، تمهد لوصوله إلى أمجاد الكرملين، فهو ولد فى عائلة عاملة تعيش فى غرفة واحدة من أحد المساكن المشتركة فى لينينجراد (سان بطرسبورج سابقا)، وذلك باعترافه حين قال لتصريحات لوسائل إعلام روسية فى وقت سابق: "إننى آت من عائلة متواضعة، وعشت هذه الحياة لفترة طويلة جدا "، وعن شبابه فى شوارع لينينجراد، أكد عام 2015، إنه تعلم درسا "إن كان لا بد من المعركة، فعليك أن تسدد الضربة الأولى".
ولد فلاديمير بوتين فى 7 أكتوبر 1952 بمدينة فى لينينجراد (سان بطرسبورج سابقا)، ودرس القانون وانتسب إلى جهاز الاستخبارات السوفياتى "كى جى بي" حيث أصبح عميل استخبارات خارجية، وأرسل إلى دريسدن فى ألمانيا الشرقية حيث عمل فى منصب متواضع بين 1985 و1990.
وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، انتقل من "الكى جى بي" للعمل مستشارا فى العلاقات الخارجية لرئيس البلدية الجديد الليبرالى فى سان بطرسبورج، وبعدها حقق صعودا خاطفا.
بوتين يشكر الناخبين
حياة بوتين السياسية..
فى فيلم وثائقى عن حياة فلاديمير بوتين، كشف عن حياته الصعبة التى امتلأت بالمخاطر، وقال إنه خلال فترة عمله فى سان بطرسبورج فى التسعينيات كان مضطرا للذهاب للنوم ومعه مسدس، كانت هناك الكثير من المبالغة، لكن فى المجمل كان الوضع عصيبا، فكنت أذهب إلى فراشى فى البيت الصيفى وأنا أحمل مسدسا، وهذا حقيقة، الوضع حينها كان بهذا الشكل والله يحمى المحترس".
خلال الفترة الأولى من الرئاسة، أجرى بوتين إصلاحات فى مجال الضرائب والمصارف والأراضى والمعاشات التقاعدية، فضلا عن إصلاحات الاحتكارات الطبيعية والإسكان والخدمات المجتمعية وعلاقات العمل والعديد من التحولات الأخرى، كان الرئيس يشير إلى ضرورة الحفاظ على سلامة روسيا وتعزيز الدولة، وزيادة كبيرة فى معدل نمو الناتج المحلى الإجمالي.
وفى عام 2007، تحدث بوتين فى مؤتمر ميونخ حول السياسة الأمنية، حيث انتقد بشدة مسار السياسة الخارجية الأمريكية وفكرة العالم الأحادى القطب، حينها قال إن "العالم الأحادى القطب، ذا السيادة الواحدة" مستحيل فى ظل الظروف الحديثة، وأن هذا النموذج كارثى للجميع ولا علاقة له بالديمقراطية، التى يحاولون تعليمها لروسيا؛ أولئك الذين لسبب ما هم أنفسهم لا يريدون تعلّمها".
بوتين 2018
تغيير موازين القوى فى العالم..
منذ بداية دخوله فى الحياة السياسية عمل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على تغيير موازين القوى فى العالم، حيث كشف فى بداية مارس الجارى عن مجموعة من الأسلحة النووية الجديدة فى واحد من أكثر خطاباته استعراضا للقوة منذ سنوات قائلا: "إن هذه الأسلحة تستطيع أن تصيب أى نقطة فى العالم ولا سبيل لاعتراضها".
وقال بوتين فى إشارة للغرب "لم ينجحوا فى كبح جماح روسيا، إنهم تجاهلوا موسكو فى السابق لكنهم الآن سيصغون، الآن يحتاجون أن يضعوا فى حسبانهم واقعا جديدا ويدركون أن كل ما قلته اليوم ليس تهويلا".
ومن الأسلحة الجديدة التى قال بوتين، إنها إما قيد التطوير أو جاهزة للاستعمال بالفعل صاروخ باليستى جديد عابر للقارات "مداه غير محدود عمليا" قادر على تنفيذ هجوم عبر القطبين الجنوبى والشمالى وتخطى أى أنظمة دفاع صاروخية.
وكشف بوتين أيضا عن محرك صغير يعمل بالطاقة النووية يمكن تركيبه على ما قال إنها صواريخ موجهة تحلق على ارتفاع منخفض ومزودة بقدرات متطورة للمناورة بما يعطيها مدى غير محدود عمليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة