استغلت الأحزاب الدينية اليهودية المتطرفة فى إسرائيل قضايا الفساد المتهم بها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من أجل ممارسة ضغوط عليه لتمرير مشروع قانون يمنع تجنيد اليهود المتطرفين" الحريديم" حيث فى حال إقرار الحكومة لهذا المشروع يصبح قانوناً الزامياً إلى الأبد وفى حال رفضه ستضطر تلك الأحزاب للانسحاب وهو يعانى انهيار الائتلاف الحكومى .
الأحزاب اليهودية فى إسرائيل
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن أن أحزاب البيت اليهودى بزعامة وزير التعليم نفتالى بنيت وحزب "يهوديت هتوراة" أكثر الأحزاب تشددا ، اتفقوا فيما بينهم على الانسحاب من الائتلاف الحكومى الذى يقوده حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو بحجة اتهامه فى قضايا فساد إذا لم يوافق "نتنياهو" على تمرير قانون "التجنيد" والذى ينص على إعفاء المتدينين من التجند بهدف تحويله إلى قانون أساسى في إسرائيل.
وتلعب الأحزاب الدينية على وتر فساد نتنياهو فى 3 قضايا وهى القضية المعروفة إعلامياً بـ 1000 والمتمثلة فى حصوله على هدايا من رجال أعمال أجانب عبارة عن شمبانيا وسيجار فاخر تقدر بملايين الشيكلات نظير تسهيل حصولهم على تأشيرات للولايات المتحدة .
أما القضية الثانية وهى القضية 2000 والمتمثلة فى علاقات مشبوهة مع "ارنون موزيس"رئيس تحرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية والمتمثلة فى نشر أخبار ايجابية عن حملته الانتخابية فى عام 2015 ، أما فيما يتعلق بالقضية 4000 فتتعلق بعلاقاته برئيس شركة "بيزيك" والتى تمتلك موقع "والا" وممارسة ضغوط عليه تتعلق بنشر أخبار تمس المعارضة واليسار فى إسرائيل ، حيث تم التحقيق مع نتنياهو فى هذه القضية اليوم الجمعة فى مقر اقامته بالقدس.
وأثناء التحقيق مع نتنياهو اليوم الجمعة ، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مجموعة من المتدينين اليهود المتطرفين قاموا بشنق دمية لجندى إسرائيلى يرتدى زيه العسكرى فى حى "ميئة شعاريم" بالقدس ، اعتراضاً منهم على الخدمة فى الجيش الاسرائيلى.
شنق دمية فى القدس
وقالت الصحيفة أن الشرطة الإسرائيلية هرعت إلى مكان الدمية وقامت بإزالتها وتبين أن المتطرفين كانوا ينون حرقها بواسطة مواد تساعد على الاشتعال ، وفتحت تحقيقاً لملاحقة من تسببوا فى هذه الواقعة المهينة للجيش الإسرائيلى .
دمية على شكل جندى بزيه العسكرى
وأوضحت الصحيفة أنه على مدار عام يقوم المتطرفين اليهود فى مدينة القدس بشنق دمى لجنود فى الجيش الإسرائيلى كنوع من الاعتراض على الخدمة فى الجيش .
ويرفض المتدينون اليهود الخدمة على أساس أن التوراة لم تأمر بها وأن دراسة الشريعة والتوراة أهم من الخدمة فى الجيش، فى حين يطالب الإسرائيليون العلمانيون يرون المتدينون عالة على المجتمع ويجب خدمتهم فى الجيش مثلهم تماماً وهو ما يدفع الحريديم للاشتباك مع الجنود .
مظاهرات للحاخامات
وفى شهر ديسمبر الماضى ، وقعت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم "اليهود المتطرفين" بعدما قام الحاخامات بالخروج فى مظاهرات فى القدس رفضا للتجنيد فى الجيش ، حيث خرج الآلاف من الحريديم فى مظاهرات بالقدس وغلقوا الطرق الرئيسية بالمدينة، وتم تعطيل حركة السيارات ووقعت اشتباكات بين الحريديم والشرطة لرفضهم فتح الطرق، واشتدت الاشتباكات لدرجة قيام الشرطة باعتقال العشرات من الحريديم.
يذكر أن الأحزاب اليهودية المتطرفة ذات تأثير فى الكنيست وفى الحكومة ،فبحسب أخر انتخابات للكنيست حصل حزب الليكود على 30 مقعداً وحزب "البيت اليهودي" على 8 مقاعد، وحزب المتدينين الغربيين "يهودات هتوارة" على 6 مقاعد،وخروج أى من الحزبين كفيل بإسقاط الأئتلاف.