«غية حمام» فى شرفة المنزل، وبعض من الأثاث المتهالك يفترش شقة سكنية لا تتجاوز مساحتها الـ70 مترًا، هو كل ما تبقى للحاجة «عليا» بعد 86 عامًا قضتها فى رحلة الحياة، إضافة إلى مجموعة من الطيور التى تؤنس وحدتها، التى بدأت تربيتها قبل 30 عامًا حينما لقى ابنها الوحيد «غازى» مصرعه فى حادث سير، ومن حينها وحياتها تسير على وتيرة واحدة، فالأحداث انقطعت عنها منذ أن انقطع عنها أقاربها وبلغت من العمر أرذله، حتى أصبحت فجأة محور الأحداث، حينما قُتلت خنقًا على يد سائق «توك توك» لسرقتها.
صباح يوم الأحد الماضى، وتحديدًا فى غضون الساعة الـ5:30 فجرًا، فوجئ أهالى شارع رجب خليفة بمنطقة الإليزيه بالعمرانية بتصاعد أبخرة دخان من شرفة منزل الحاجة «عليا» الكائنة بالعقار رقم 21، فتجمع الأهالى وتوجهوا إلى موقع الحريق وحاولوا بشتى الطريق السيطرة على النيران، إلى أن حضرت سيارات الإطفاء وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة عليها، بعد إغلاق محابس الغاز والكهرباء منعًا من وقوع كارثة، ولكن ما لم يستطيعوا إنقاذه هو الحاجة «عليا» التى لقيت مصرعها فى الحادث.
«كان فى إيدها خاتمين وغويشتين دهب، وقالت لى قبل ما تموت دول ثمن خارجتى ودفنتى، لكنهم اختفوا يوم الحادث ومش باين ليهم أثر»، يقول «سعيد.ع» رجل فى الخمسينيات من عمره، متابعًا: قبل وفاة الحاجة «عليا» بـ4 أيام كانت جالسة بجوارى تتحدث معى كعادتها، وأخبرتنى بأنها كانت تملك هاتفين محمولين، لكنهما اختفيا ولم تعرف مكانهما، وطلبت منى حينها أن أشترى لها خطًا جديدًا، وبالفعل اشتريته وانتظرت أن أراها حتى أعطيه لها، لكنها توفيت قبل ذلك.
الجيران يروون تفاصيل الواقعة
وتابع عم سعيد، كما يطلق عليه أهالى المنطقة، والذى يملك محل بقالة على ناصية الشارع الذى شهد الواقعة: الحاجة «عليا» كانت سيدة طيبة، لم تكن تثير المشاكل، وطيلة حياتها معنا لا أتذكر أنها أثارت مشكلة مع أى من الجيران، واقعة وفاتها بتلك الطريقة غريبة حقًا، وما زاد الأمر حيرة اختفاء مشغولاتها الذهبية وهاتفيها المحمولين قبل الحادثة بأيام قليلة، وهو الأمر الذى جعل أجهزة الأمن تشك فى أن وراء وفاتها شبهة جنائية.
لم يستطع أن يتمالك نفسه، ولم تسعفه قدرته على حبس دموعه، فاغرورقت عيناه وأجهش بالبكاء، هكذا كان حال «عم عمر» أحد سكان المنطقة حينما فاتحناه فى أمر وفاتها، وقال: «الحاجة عليا كانت سايبة عندى مفتاح بيتها، وطلبت منى أن أشقّر عليها كل فترة علشان أتاكد أنها لسه عايشه، وعلشان ألبى ليها حاجاتها من طعام وشراب، ويوم الواقعة الأهالى صحونى من النوم وقالولى إن بيتها بيولع، جريت زى المجنون على البيت، وفتحت الشقة لقيتها مرمية على الأرض وجثمانها محروق».
أحد الجيران يروى لمحرر اليوم السابع تفاصيل الواقعة
«بقالنا 4 أيام بنحاول نستلم جثمانها علشان ندفنها ونقيم لها عزاء تكريمًا لها، فهذا أبسط حق من حقوقها علينا»، هكذا أكد «عم عمر» أحد المقربين من الحاجة «عليا»، متابعًا أن الشكوك التى دارت حول وجود شبهة جنائية حول وفاتها، وتأكدت فيما بعد، حالت دون حصولهم على تصريح من النيابة العامة بدفنها، رغم مرور أكثر من 4 أيام على وفاتها، وأنهم أكدوا له حينما حاول الاستعلام عن سبب عدم تسليم جثمانها حتى الآن، أن وزارة الداخلية لديها مدافن صدقة، وسيتم نقل الجثمان إليها فور انتهاء التحقيقات.
الشارع الذى شهد الحريق
لم تمر سوى أيام قليلة على مقتل «أم غازى» حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف غموض مقتلها، وتبين أن وراء قتلها سائق «توك توك» جارها، ارتكب الجريمة لسرقتها، فقتلها خنقًا ثم أشعل النار بشقتها، لإخفاء معالم الحادث، وبإعداد كمين للمتهم تم القبض عليه.
علامات الحزن على وجه الجيران
وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد السرقة، حيث عقد العزم على سرقتها، وفى سبيل ذلك قام بمغافلتها واستولى من داخل حقيبتها على نسخة من مفتاح شقتها، ثم توجه إلى شقتها وعقب دخوله فوجئ أنها مستيقظة، فحاولت الاستغاثة بالأهالى فأطبق على رقبتها وخنقها حتى فارقت الحياة.
الشارع الذى شهد واقعة الحريقة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد التواب
أين أنتي يا مصر
ما يظهر الن فى مجتمعنا ليس جديد ولكن في ظل غياب الوعي الدينى المتمثل فى الأزهر ورجال الكنيسة أصبح القتل شيئ عادى ،هل هذه مصر التى بلد الأمن والأمان،أين رجال الدين في توعيه شباب المناطق الشعبية والذي أصبح لهم قوانينهم الخاصة البلطجة والقتل لأتفه الأسباب وشرب المخدرات والأغتصاب ، ونغمض أعيننا عما يحدث طالما هو بعيد عنا فلنا يصنا ضرره ،الشوارع ومواقف الميكروباس تحت سيطرة البلطجية وكذلك الشوارع اولولية المرور لشباب التكاتك والميكروباس والمواطن المحترم محدود الدخل أو معدومه ليس له مكان في هذا المجتمع فالحكم للقوة والحكومة هتيجى تجبلة حقة لو حد قتلة وهو بيدافع عن شرفة أو ماله،أو يعيش جانب الحائط، هل هذه هي مصر.