"صاح السلاح فى الحرس/ قال:"هو شى منه" مات/ الحاكم اللى زهد/ فى الملك واللذات/ والزاهد اللى حكم/ ضد الهوى والذات/ مات المسيح –النبى/ ويهوذا بالألوفات/ مات الصديق الوفى/ للخضرة والغابات/ بس فات الأمل/ فوق الطريق علامات/ لو سار عليها العمل/ طول الطريق بثبات/ تهدى الغريب سكته/ وتقرب المسافات"، هكذا رثى الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، الزعيم الفيتنامى هوشى منه.
و"هو شى منه" هو الرئيس الأول لفيتنام الشمالية (1945 - 1969) ورئيس الوزراء (1945 - 1955) ويعتبر مؤسس الدولة الفييتنامية الشمالية، ورائد النهضة القومية فى الهند الصينية، ولد فى عام 1890، فى أسرة فقيرة، كانوا يدعونه "العم هو اللطيف"، هاجر بريطانيا للعمل هناك عام 1914 خاض مع رفاقه حروبا محدودة ضد الاستعمار الفرنسى لبلاده 1917 التحق بالحزب الشيوعى الفييتنامى واسس جريدة البرياء وأصبح عضوا فاعلا فى الحزب.
خاض "هوشى منه" حركة تحرير فيتنام، ومع عام 1941 تولى قيادة حركة الاستقلال لاسيما بعد هزيمة فرنسا أمام قوات ألمانيا النازية، حيث أشرف على العديد من الأعمال العسكرية الناجحة وبدعم من مكتب الولايات المتحدة الأمريكية للخدمات الاستراتيجية بشكل وثيق ضد الاحتلالين، الاحتلال الفرنسى والاحتلال اليابانى خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد الثورة الشعبية الفيتنامية ضد الاحتلال عام 1945، أصبح هوشي منه رئيس الحكومة المؤقتة (رئيس جمهورية فيتنام الديمقراطية)، وأصدر إعلان الاستقلال لجمهورية فيتنام الديمقراطية، وفى 2 مارس عام 1946، أصبح أول رئيس لفيتنام الشمالية، بعدما تم الاعتراف بفيتنام كدولة مستقلة تحت الاحتلال الفرنسى.
لكن "هو شى" المناضل والعسكرى الذى كانت له صولاته جولاته الحربية، كان له وجه آخر آدبى، فكان مؤلف وشاعر، ألّف العديد من الكتب، فأصدر مذكرات هوشي منه في السجن عام 1968، الوطنية والبروليتارية العالمية، السقوط مع الاستعمار!، هو شي مينه: كتابات مختارة 1920-1969، القضية ضد الاستعمار الفرنسى، أعمال كاملة لهو شى منه، فى الثورة بين عامي 1920-1966؛ كتابات مختارة، قصائد هو شي منه في السجن، هو شي منه: مقالات وخطب مختارة 1920- 1967.
فيما كانت أولى أعماله "الاستعمار الفرنسي تحت المجهر" وصدر عام 1925، كما كان هوشى يكتب مقالات صحفية فى صحيفة لومانتية الناطقة بلسان الحزب الشيوعى الفرنسى، ومقالات في جريدة برافدا الروسية، وكتب هوشى خلال فترة اعتقاله أكثر من 100 قصيدة ضمها لمذكراته "يوميات السجن".
