افتتحت كلية طب قصر العينى، متحف نجيب باشا محفوظ بقسم التوليد وأمراض النساء، وأكد الدكتور محمد ممتاز، رئيس مجلس قسم التوليد وأمراض النساء بطب قصر العينى، إنه منذ قرابة 90 عامًا استطاع الدكتور نجيب باشا محفوظ (1882-1974)، طبيب أمراض النساء الملكي ومؤسس أول خدمة مخصصة في طب النساء والتوليد في مصر، أن يدخل لمصر بأكثر من 1300 عينة من حالات نادرة وغامضة في علم النساء والتوليد.
وأوضح ممتاز، خلال افتتاح المتحف، أنه سيتم إعادة فتح متحف نجيب باشا محفوظ لأمراض النساء والتوليد بعد التحديث والتجديد، بمقر كلية طب قصر العيني، حيث حقق محفوظ إشادة عالية في علم النساء والتوليد وطبعت نماذجه في أطلس نشر في ثلاث مجلدات في بريطانيا عام 1947، الذي يعد أكبر وأقدم متحف عينات أمراض النساء والولادة بعد التجديد الكلي والتحديث لخدمة التعليم الطبي في القرن الـ 21، وهو يقع داخل قسم أمراض النساء والتوليد في كلية القصر العيني، وهو أقدم وأوسع وأكبر مستودع عينات للأمراض النسائية والتوليد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وافتتح عام 1929.
وأشار إلى أن إعادة افتتاح المتحف يتزامن مع بدء أعمال المؤتمر السنوي لقسم التوليد وأمراض النساء والذي يعد الأكبر من نوعه في مصر، وبالإضافة إلى ذلك، ستمنح الإدارة ميدالية سنوية باسم الدكتور نجيب باشا محفوظ إلى طبيب جدير.
وقد تم تمويل عملية التجديد من قبل عائلة الراحل نجيب باشا محفوظ، وهو ينطوي على إعادة تصميم كامل لمساحة المتحف، وسبل العرض والإضاءة، والأهم من ذلك هو الأرشفة الرقمية لجميع المحتويات وعرضهم على الانترنت بعد انشاء موقع جديد و ايضا انشاء غرفة محاضرات صغيرة لأغراض التدريس للطلبة.
وبعد إن كانت تعتبر مفارقة تاريخية، فقد ظهرت في السنوات الأخيرة قيمة متاحف العينات المرضية لأنها تتيح للطالب والأطباء الحديثين دراسة حالات نادرة جدا قد يواجهونها أثناء ممارستهم ولكنهم لم يتعرضوا لها أبدا اثناء التدريب، بالإضافة إلى ذلك فإنه من فائدة كبيرة لعلماء الأنسجة لأنه تم جمع هذه العينات قبل ظهور المضادات الحيوية الحديثة والعلاجات بحيث يكون المرض متطور دون تحديد أساسًا.
وعرض الدكتور مصطفى صادق، رئيس وحدة 32 بقسم التوليد وأمراض النساء بكلية طب قصر العيني، تاريخ إنشاء الكلية والقسم، الذي أكد فيه إن قصة إنشاء مدرسة الطب بأبي زعبل "طب قصر العيني حاليًا" ترجع إلى المعارك محمد علي باشا، التي أخلفت الكثير من الجنود الجرحى وكذلك تجنيده للفلاحين وتكدسهم في المعسكرات أدى إلى تفاقم المشاكل الطبية للجنود، ومن ثم وبتعاون مع الطبيب الفرنسي أنطوان كلوت تم إنشاء مدرسة الطب بأبي زعبل، والتي تخرجت أول دفعة فيها عام 1832م، وتبع ذلك إرسال إثنى عشر طالبًا من أمهر الخريجين في بعثة علمية إلى فرنسا.
وأوضح صادق، أنه بتاريخ20 أكتوبر 1827 تم إعطاء أول درس تشريح لـ 100 طالب مصري بواسطة كلوت بك بحضور العديد من المشايخ والأساتذة والمترجمين، وفي عام 1837 تم نقل مدرسة الطب من أبو زعبل إلى مقرها الجديد بقصر شهاب الدين أحمد بن العيني "قصر العيني"؛ لشدة المعارك المصرية في الشام ورحيل أكثرية الجنود للحرب، لذا بات من الضروري نقل المدرسة إلى المحروسة "القاهرة الآن"، وسرعان ما وافق محمد على على نقل المدرسة إلى قصر العيني في العام 1837م.
وأكد أن صادق أن قصر العيني يقارب عمره الأن الـ 200 عامًا، فهو أقدم من دول كثيرة أنشئت عقب إنشاءه، قائلًا: "من لا ماضي له لا مستقبل له".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة