تعيش الأم لحظات ما بين الآلام والآمال حتى تمر السنوات وهى تنتظر ذلك اليوم الذى تجنى فيه السعادة والتى تظهر ثمارها فى أبنائها، دون أن تطلب شيئًا لنفسها، وفى عيد الأم 21 مارس من كل عام، تتجلى قصص التضحيات والكفاح لعشرات الأمهات بمختلف محافظات جمهورية مصر العربية.
وفى أسوان، نالت عدد من السيدات لقب الأم المثالية لهذا العام، ما بين أرملة وأمً لشهيد وأم معاقة لأبناء معاقين وأم طبيعية لأبناء معاقين وأم معاقة لأبناء طبيعيين، وغيرهن مما حملن خلال أعمارهن قصصًا من الصبر والكفاح، واستمع "اليوم السابع" من هؤلاء الأمهات المثاليات جانب من قصصهن.
أما فتحية محمد مصطفى، والدة شهيد القوات المسلحة حسين إبراهيم محمد، تعيش بقرية الأعقاب، وكان جنديًا فى منطقة رفح بسيناء يحمى الوطن مثله مثل باقى زملاؤه من رجال القوات المسلحة، وفى إحدى الإجازات للمجند قبل رأس والدته وودع أهله وداعًا لا يعلم أنه الأخير فى الدنيا ولكن والدته شعرت بذلك، ولم يمر على هذا الفراق سوى 5 أيام فقط، حتى جاء خبر استشهاده على أرض الفيروز.
قالت فتحية، إن واقعة استشهاد ابنها والتى كانت قبل حلول شهر رمضان الماضى بيومين فقط، مرت عليها كالجبل فوق ظهرها ولم يهون عليها هذا البلاء إلا الصبر بأن تلقى ولدها فى الجنة بإذن الله، مضيفةً أن ابنها قدم روحه فداءً لتراب هذا الوطن، وكان لديه أخ أكبر منه خدم للقوات المسلحة أيضًا، وتتمنى أن يكون جميع أولادها فى خدمة الوطن.
وأضافت والدة الشهيد حسين، أنها ستحرص على النزول لانتخابات الرئاسة المقبلة وستكون من أوائل المشاركين فى الاقتراع، حتى تحافظ على دماء أبنها الشهيد وشهداء الوطن وحفظ حقوقهم من الضياع، ومن محاولات العابسين بمصلحة هذا البلد ويحاولون تدميره بشتى المحاولات، موضحةً بأنها ترسل رسالة لأمهات الشهداء جميعًا فى مصر أن اصبروا واثبتوا على ما أنتم فيه حتى يتم التخلص من هؤلاء الخونة الذين يضرون بمصلحة مصر.
أما سامية عبد المعطى حسين، فهى إحدى الأمهات التى تم اختيارهن للقب الأم المثالية لهذا العام 2018، تبلغ من العمر 55 عامًا ومقيمة بمركز إدفو، ولديها 4 بنات وولد ذكر، وهم "ولاء وود القلوب ووسام ووفاء ووائل" ووصلوا لمراحل تعليم متميزة.
وأكدت الأم المثالية سامية عبد المعطى، على أن الله عز وجل عوض صبرها خير طيلة الأيام والسنوات السابقة فى تربية أولادها، بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 29 سنة، وكانت لا تعمل وتعتمد على الرزق الذى يأتى لها من معاش زوجها الذى كان يعمل مهندس بمصنع سكر إدفو.
أما رجاء فؤاد، أم مثالية بمحافظة أسوان، قالت إنها تبلغ من العمر 55 سنة، وزوجها كان مريضًا لمدة 4 سنوات متتالية حتى توفاه الله وهو فى عمر مبكر، وأنجبت منه 3 أولاد ذكور وبنت واحدة، واستطاعت أن تقف بجانب أبناءها ولا تتزوج حتى كبروا والتحقوا بالكليات المختلفة بالوظائف المرموقة فى المجتمع، وتزوجت ابنتها وبعد سنوات توفى زوج ابنتها وتقوم فى الفترة الحالية بتربية أحفادها من أبناء ابنتها التى توفى زوجها.
وأشارت الأم المثالية رجاء فؤاد، إلى أنها تشعر بالفخر لأن عبد الفتاح السيسى، هو رئيس مصر، مؤكدة على أنه استطاع أن يحقق المزيد من الإنجازات واهتم بالمرأة المصرية، وأن مصر بالنسبة لها قطعة منها وغالية عندها.
ومن رجاء إلى فاطمة عبد الحى، والتى تم اختيارها لتكون الأم المثالية طبيعية لابن معاق ضمن الأمهات المثاليات بمحافظة أسوان، لديها 4 أبناء وهم الحسين والحسن وأبو الحسن ومحمد، ويعد الابن الثانى وهو "الحسن" يعانى من مشكلة فى عينيه أضعفت له بصره، وحول تربية هؤلاء الأولاد تحكى فاطمة قصتها قائلةً: "مرت السنوات حتى رأيت أولادى يكبرون أمامى ويتزوجون ويحققون أحلامهم ويعوضوا صبرى خيرًا على ما مضى من السنوات السابقة"، لافتًة إلى أنها كانت تعتمد على تربية المواشى والدواجن لمساعدتها فى المعيشة والإنفاق على أبناءها.
لم يختلف الحال فى الكفاح حتى بالنسبة لـ"فايزة عبد الحفيظ أحمد" البالغة من العمر 52 سنةً، ولديها ثلاثة أولاد وهم "أحمد وإيمان وأميرة"، وزوجها متوفى منذ 23 سنة مضت، وكانت وقتها لا تعمل، إلا أن الله لم ينسى خلقه فأكرمها بوظيفة بديوان عام المحافظة بعد عام واحد من وفاة زوجها وواصلت الكفاح طوال هذه السنوات بعد وفاة زوجها وأيضًا قبل وفاته.
ولفتت الأم المثالية فايزة عبد الحفيظ، إلى أن قصة زواجها امتدت لـ10 سنوات، منها 5 سنوات كفاح مع زوجها المريض، والذى توفاه الله بعد ذلك، واستمرت فى الكفاح طوال 23 سنة بعد وفاة والد أبناءها، واستطاعت أن تزوج الابن الأكبر أحمد وأخته إيمان، وتسعى حاليًا لزواج البنت الصغرى أميرة.
أيضًا تستمر قصص الكفاح مع سعاد عبد الحفيظ محمد، والمقيمة شارع البركة بمدينة أسوان، وتعمل موجه بالتربية والتعليم، ورزقها الله من زوجها قبل وفاته بـ4 أولاد واصلت معهم الكفاح فى التربية ثم التعليم حتى وصلوا إلى المؤهلات العليا ونال بعضهم درجات الماجستير وتتواصل قصص الكفاح معهم حتى اليوم.
فيما نالت سعدية حسن عبد النبى أحمد، لقب الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة أسوان، وإحدى المكرمات من قبل رئيس الجمهورية على مستوى المحافظات، والتى تبدأ قصتها عندما تزوجت فى سن صغيرة وأنجبت أربعة أبناء، وتبلغ من العمر ما يقرب من 60 عامًا، أنجبت محمد الابن الأكبر وكبر وتعلم والتحق بكلية التجارة وحصل على المؤهلات الدراسية العليا وعُين بمنصب مدير إحدى البنوك بمدينة أبو سمبل، وفى طريق سفره ما بين أسوان وأبو سمبل وقع له حادثة بالسيارة وتوفاه الله، فصبرت الأم سعدية واحتسبت ذلك عند الله، وسعت مع الابنة الصغرى فى مراحل التعليم حتى أنها رافقتها فى سفرها لأحد الدول خارج مصر حتى لا تكون الابنة وحيدة وتستطيع أن تواصل تعليمها بدرجة الدكتوراه.
وواصلت الأم الكفاح مع باقى الأبناء، أما "مصطفى" ضابط يحمى مصر وأرضها من خطر الأعداء، وأما "مروة" فتعينت مأمور ضرائب للمبيعات بمحافظة أسوان، وتقول عن أمها: "أمى ضحت كثيرًا من أجلنا وغرست فينا المعنى الحقيقى للأمومة والتضحية من أجل تربية الأبناء حتى يكونوا صالحين يفدوا مجتمعهم ووطنهم، وهو ما تعلمناه من الأم، وعقب زواجى وإنجابى 3 أطفال أسعى أن أكون معهم مثل ما كانت تفعل أمى معنا نحن الأبناء".
وقالت الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة أسوان: "حصولى على لقب الأم المثالية كان مفاجأة من أولادى وخاصة من الابنة الصغرى (مى) لأنها التى تقدمت بالأوراق لمديرية التضامن الاجتماعى بأسوان، وفور علمى عبر اتصال تليفونى من مديرية التضامن بأسوان لم أصدق ولم أتمالك نفسى من البكاء من فرحتى وأتمنى لأولادى دوام الصحة والعافية وأن ربنا يحقق لهم كل ما يتمنوا تحقيقه فى حياتهم وأن أراهم فى أحسن حال".
وكانت ترى سعدية، أن ما تفعله مع أبنائها من مجهود كبير هو أمر طبيعى وواجب على كل أم تجاه أولادها، وتمنت خلال حديثها أمنية واحدة وهى أن تحج بيت الله الحرام، وعلقت أيضًا قائلةً: "نفسى أقابل السيسى وربنا حققلى أمنيتى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة