فى الكتاب المهم "هل يستطيع غير الأوروبى التفكير" للكاتب الإيرانى حميد دباشى، والذى صدرت ترجمته عن منشورات المتوسط وقام بها عماد الأحمد، يقول المؤلف: يأتى هذا الكتاب بمثابة إعلان استقلال ليس عن حقبة ما بعد الاستعمار، وحسب، بل عن الحدود المعرفية التى ترتبط، بهذه الفترة تاريخيا، والتى استنزفت كليا اليوم.
ويرى المؤلف أن الغرب لا يقرأ، لأنه ينطلق من فكرة أن الأوروبيين وقعوا فى فخ المجاز المستشرق الذى يتوق إلى ماضيه، يحيلون عليه مجددا إلى ذلك الفخ، وإلى ما يعرفونه بالفعل، وبالتالى فهم غير قادرين على رؤيته على أنه شيء لا يعرفوه، ولكن بالإمكان تعلمه.
وفى قراءة قام بها طارق خميس فى "عرب 48" يقول: يستمر دباشى فى تفكيك الأفكار التى غدت صورًا أيديولوجيّة مستنفدة، تحكى عن التاريخ أكثر ممّا تصف الواقع، ومنها الثنائيّة الوهميّة "العلمانيّون" و"الإسلاميّون" المهيمنة على المشهد السياسى المصرى، وللدقّة، فإنّ دباشى يفكّك منها عنصرًا واحدًا وهو "الإسلاميّون"، أمّا "العلمانيّون" فإنّهم لن يصبحوا كذلك حال اختفاء "الإسلاميّين".
ويتابع طارق خميس: يحاول دباشى سحب الإسلام من تمثيل "الإسلاميّين" له، وإرجاعه إلى فضائه الفطرى، ويقلق من خطرهم على الديمقراطيّة فى مصر"، ويرى "خميس" أن دباشى يرى أن الإخوان المسلمين هم "المنتج النهائى لذلك التطوّر الاستعمارى"، وهو ما يعنى، ضمنًا، أنّهم خارج العالم الجديد الذى تشكلّه الثورة المصريّة، ويستمرّ التحليل نفسه فى تركيا، معتبرًا "انتفاضة حديقة غيزى" بداية التغيير ضدّ "الدولة العميقة" التى تخفّت وراء الواجهة الديمقراطيّة.