مشاهد عديدة تعتاد عليها عيناك أثناء تجولك فى مستشفى 57357، أطباء ومرضى، أمهات تحتضن أطفالهن، ووجوه عديدة تقابلها أثناء سيرك، حتى تصل للدور الثالث، بالتحديد لحجرة كتب عليها لافتة من الخارج تحمل اسم "وقف خيرى لسامية محمد العريان"، ولافتة أصغر كتب عليها "غرفة اللعب"، لتجد حالة مختلفة وعالم آخر منفصل عما حوله بالداخل.
الورشة الفنية
"تيتا ماجدة وتيتا سلوى"، امرأتان تجلسان على إحدى الطاولات فى الغرفة، تساعدن بعضهما البعض فى عمل اللوحات الفنية، ولوحات فنية وأعمال كثيرة بإمضاء الأطفال فى المستشفى تزين حوائط الغرفة، فتعرف أنها غرفة العلاج بالفن.
مدام ماجدة
مدام ماجدة
" أنا هنا من 7 سنين، ومرض حفيدتى بالسرطان هو اللى شجعنى اتطوع وأسعد الأطفال"، بتلك الكلمات بدأت تيتا ماجدة كما يناديها الأطفال حديثها لـ "اليوم السابع"، مضيفة: "رغم معيشتى فى أمريكا إلا أننى قررت أنا وزوجى النزول لمصر وتكريس وقتى لإسعاد أطفال مستشفى 57357"
مدام ماجدة ومحررة اليوم السابع
مدام ماجدة
تبدأ تيتا ماجدة يومها فى الثامنة صباحًا فتأتى للورشة وتبدأ فى استقبال الأطفال لتنمية مواهبهم قائلة: "أنا خريجة فنون تطبيقية قسم طباعة، وحسيت بقيمة ده فى مساعدة الأطفال على الرسم"، حيث ترفع هذه الغرفة شعار "زود مناعتك بالرسم والفن"، فالأطفال يتوافدون من الصباح الباكر حتى ميعاد النوم على الورشة للرسم والقيام بالأعمال الفنية التى احتضنتها جدران الغرفة شاهدة على تلك اللحظات.
"باجى 3 أيام فى الأسبوع اقعد مع الأطفال نلعب ونرسم، ومفيش حاجة فى الدنيا بتسعدنى قد السعادة إللى فى عيونهم"، هكذا تحدثت ماجدة عن دور الورشة فى حياتها، مضيفة أن الأطفال يبدون رغباتهم فى البقاء فيها طوال اليوم، حتى أن الكثيرين يخرجون من المستشفى بعد الشفاء، ويصرون على زيارة الورشة والجلوس معها كثيرًا، مؤكدة: "اتعلمت من الأطفال العطاء والحب، وبيدونى طاقة أمل أكتر ما بديهم".
سلوى العزازى
سلوى العزازى
أما "تيتا سلوى" جاءت للمستشفى منذ 9 سنوات، قائلة: "جيت المستشفى صدفة، كنت بدور على مكان اعمل فيه خير ومالقيتش أحسن من هنا"، بتلك الكلمات تحدثت سلوى العزازى لـ"اليوم السابع"، عن بدايتها مع رحلة التطوع من أجل إسعاد أطفال مستشفى 57357، معبرة عن خوفها فى بداية دخولها لمجال التطوع، حيث خشيت ألا تتحمل تألم الأطفال من المرض أمامها، ولكن مع مرور الوقت أصبحوا أهم شىء فى حياتها.
سلوى العزازى ومحررة اليوم السابع
"اختارونى الأم المثالية هنا 2016، واتعلقت بالأولاد جدًا، وبيستنونى كل يوم"، هكذا تحدثت تيتا سلوى بفخر عما تمكنت من الوصول إليه من مكانة عند الأطفال، مضيفة: أنها تأتى للمستشفى كل يوم للجلوس مع الأطفال فى غرفة اللعب، وممارسة الهوايات المختلفة من رسم وتطريز، وعمل اللوحات الفنية، بالرغم من أنها خريجة كلية الاقتصاد الزراعى إلا أنها لا تجد سعادتها سوى فى هذا المكان.
أعمال الأطفال
وتتحدث بفخر شديد عن الدور الذى تلعبه الورشة فى المشاركة فى نسب شفاء الأطفال، مشيرة إلى المعسكرات التى تقيمها الورشة فى سيوة والفيوم وأسوان، وأماكن أخرى كثيرة، وذكرت نماذج عديدة لأطفال يعانون من إعاقة بدنية، ولكن بعد العودة من المعسكر يتمكنون من المشى معللة بذلك أن"النفسية بتفرق جامد".
أعمال الأطفال
أعمال الأطفال
فالهدف من إنشاء الورشة فى المستشفى هو قضاء وقت ممتع للأطفال وتنمية المواهب الكامنة بداخلهم، ولعل ما تحتضنه حوائط الورشة من لوحات، وأعمال فنية خير شاهد على ما تمكن هذا المكان من إخراجه من قلب ما يمر به هؤلاء الأطفال من ألم خلال رحلتهم مع هزيمة السرطان، حيث إن العلاج بالفن يساهم فى تغيير نسب مناعة الأطفال، ويظهر أثرها البالغ، ويرى القائمون على الورشة أنها تساهم فى نسب الشفاء بنسب عالية، حيث إنها تزيد نسبة المناعة بنسبة تقارب الـ80%.
أعمال الأطفال
أعمال الأطفال