أيام حاسمة يحشد فيها التنظيم الدولى للإخوان والدول الداعمة له كل طاقاتهم لتنفيذ مخططهم لإسقاط الدولة المصرية وثورة 30 يونيو، وما تحقق على مدار السنوات الأربعة الماضية من إنجازات، من خلال مخطط أسود حصل "اليوم السابع" على تفاصيله الكاملة من عدد من المصادر داخل الوسائل الإعلامية التابعة للجماعة وعدد من الدوائر المقربة للعاملين بتلك القنوات.
وسائل إعلام الإخوان
المخطط الذى وضعه عدد من الخبراء العاملين بمجال الإعلام فى قطر وتركيا وبريطانيا، والمنتمين للتنظيم الدولة لجماعة الإخوان أطلقوا عليه اسم "المعركة"، ويكشف "اليوم السابع" تفاصيل ذلك المخطط الذى يتضمن 5 محاور عمل، بدأت على مدار 100 يوم منذ 8 يناير الماضى، الذى تزامن مع مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان جدول الانتخابات الرئاسية، وتستمر حتى إعلان نتيجة المرحلة الأولى فى 2 أبريل وما بعدها، ويشترك فى المخطط الذى أكدته مصادر متفرقة فى قطر وتركيا وبريطانيا، 10 قنوات بينهم الجزيرة وقنوات الإخوان وبعض القنوات الدولية، كما يضم 30 موقعا صحفيا عربيا ودوليا، ورصدت له قطر والتنظيم الدولى للجماعة 500 مليون دولار تشمل الإنفاق على التقارير المصورة وساعات البث ومكافآت الضيوف وإعداد الفيديوهات المفبركة وشراء بعض المساحات الصحفية بمواقع وصحف دولية، إضافة إلى تمويل منظمات حقوقية ستصدر تقارير عديدة عبر أيام الانتخابات تدعم أهداف مخطط "المعركة".
أسبوعان من الاجتماعات فى لندن لصياغة "المعركة السوداء"
كشفت المصادر التى طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن مخطط "المعركة السوداء" بدأ إعداده فى نوفمبر الماضى تحت إشراف عدد من خبراء الإعلام فى قناة الجزيرة وبعض قيادات التنظيم الدولى للإخوان، وعدد من الصحفيين الأجانب الذين استعان بهم التنظيم، مقابل حصولهم على أموال فى صياغة المخطط، واستغرق وضعه أسبوعين ما بين التخطيط والصياغة وعقد الاتفاقات، وكشف المصدر أن الاجتماعات تمت فى العاصمة البريطانية لندن، وتم الاتفاق على رصد مبلغ 500 مليون دولار مدفوعين كاملا من دولة قطر كتمويل مبدئى للمخطط.
القنوات والوسائل الإعلامية المشاركة فى المخطط
وأوضحت المصادر، أن المحور الأول فى المخطط عبارة عن قائمة بالقنوات والوسائل الإعلامية التى ستكون طرفا فاعلا فى تنفيذ المخطط، وضمت القائمة 10 قنوت إخوانية وعربية داعمة للتنظيم وقنوات دولية، وكان على رأس القائمة قناة الجزيرة بكافة منصاتها الإعلامية التليفزيونية والإلكترونية، كما ضمت القائمة قنوات "مكملين، وقناة وطن، وقناة الشرق وقناة العربى الجديد التى تبث من لندن، إضافة إلى عدد من القنوات الدولية التى سيتم التنسيق معها لاستغلال مساحات البث بها لدعم المخطط.
كما ضم المحور الأول اسم 30 موقعا إخباريا إخوانيا وغيرهم من التابعين لدول داعمة للإخوان مثل قطر وتركيا، إضافة إلى أسماء عدد من المؤسسات الصحفية الدولية التى سيتم التنسيق معها لشراء مساحات إخبارية لنشر تقارير داعمة لأهداف المخطط، والتنسيق مع كتاب مقالات كبار للكتابة وفق ما يخدم أهداف المخطط ومنحهم مكافآت مالية مناسبة.
مرحلة الـ"500 ساعة هواء" لفتح المجال وتهيئة الأرض
تضم هذه المرحلة، عددا من الأفكار واجبة التنفيذ، والتى أوصى المخطط لإذاعتها عبر 500 ساعة هواء على الأقل بدأت منذ أول يناير، عبر البرامج المباشرة المذاعة على قناة الإخوان وقناة الجزيرة أو البرامج التى تناقش الشأن المصرى فى وسائل إعلام دولية، على ألا تقل عدد ساعات التغطية عن 500 ساعة بمعدل 10 ساعات على الأقل يوميًا للقنوات الإخوانية والجزيرة.
وتتضمن تلك التغطيات فتح المجال لكل من يريد تشويه الانتخابات والتشكيك فى إمكانية إنجازها بنزاهة، وأن يتم اعتماد مصطلحات من شأنها زرع التشكيك فى الانتخابات فى نفوس المشاهدين، وأن يتم فتح المجال بشكل كامل لكل من يهاجم الانتخابات والرئيس عبد الفتاح السيسي حتى لو كان غير منتميا لجماعة الإخوان، والتخلى عن أفكار الدفاع عن شرعية الإخوان وتصدير قضية الانتخابات كقضية جامعة لكل الأطراف السياسية المعارضة من اليمين إلى اليسار.
كما نص المخطط على أن يسمح بإذاعة تقارير مصورة لمواطنين يهاجمون الانتخابات، وأن تفرد مساحات واسعة للتشكيك فى الإنجازات التى تم إنجازها خلال الفترة الماضية لإحباط المواطنين، وزعزعة ثقتهم فى الدولة ومؤسساتها وليس الرئيس فقط.
ونص المخطط على أن يتم نقل كافة الفاعليات التى تنظمها القوى السياسية ضد الانتخابات على الهواء مباشرة، وأن يتم إعادتها بشكل متكرر، وأن تفرد مساحات واسعة للمرشحين المنسحبين، والبيانات والدعوات التى ستنطلق لمقاطعة الانتخابات.
الحشد الدولى والـ20 فيديو مفبرك
تضمن مخطط "المعركة السوداء" فى مرحلته الأخطر والتى تبدأ مع بدء الدعاية الانتخابية وحتى انتهاء التصويت يوم 28 مارس، وهدف تلك المرحلة صناعة حالة من الحشد الدولى ضد الانتخابات الرئاسية فى مصر، من خلال عدد من المواد المعدة مسبقا، والتى تضم على رأسها 20 فيديو مفبرك لمخالفات انتخابية ما بين تصويت جماعى ومخالفات دعائية، واحتفالات أمام اللجان، وشراء أصوات، ونقل جماعى للناخبين، على أن يتم نشر تلك الفيديوهات بشكل واسع النطاق بكافة القنوات والوسائل التى يضمها مخطط "المعركة السوداء"، وأن يفرد لها مساحات واسعة من البث والنشر.
كما تضم تلك المرحلة الاتفاق مع جمعيات ومنظمات حقوقية إصدار تقارير متتالية وفى توقيتات واحدة تحمل نفس الرسائل حول مخالفات انتخابية وعدم وجود نزاهة، وأن تستخدم مصطلحات عدم وجود شرعية للانتخابات، وأنها بلا حياد أو نزاهة، وأن الدولة أقصت كل المنافسين المحتملين، وأن يتم نشر تلك التقارير فى كافة الصحف ووسائل الإعلام الدولية ونقلها عن تلك الوسائل وليس عن قنوات ووسائل إعلام إخوانية كى لا تفقد مصداقيتها.
الهجوم المكثف لإسقاط شرعية الانتخابات
كشفت المصادر أن المحور الخامس فى الخطة يبدأ بعد انتهاء عملية التصويت وحتى فترة إعلان النتيجة وما بعدها، وتضم تلك الفترة تكثيف أكبر ساعات من البث ضد الانتخابات، وأكبر عدد من التقارير الصحفية التى ترصد مخالفات وتجاوزات فى العملية الانتخابية، بهدف إسقاط شرعية الانتخابات والترويج أن الرئيس الجديد ليس له شرعية ودعم الحركات والجماعات التى ستصدر بيانات تطالب المجتمع الدولى بالتدخل لإسقاط الرئيس الجديد.
وتتضمن تلك المرحلة المزيد من الاهتمام ببيانات من سيسعون للتشكيك فى الانتخابات، وعرض المشهد على أن كافة القوى السياسية فى مصر ترفض تلك الانتخابات، فى نفس التوقيت الذى ستتوالى فيها بيانات جمعيات ومنظمات مجتمع مدنى تتحدث فيه عن تجاوزات وخروقات فى العملية الانتخابية، وضعف فى المشاركة، وتعلن فيه بعضها أنه تم منعها من المراقبة الفعلية للانتخابات.
وتستمر تلك المرحلة من مخطط المعركة السوداء حتى يتم صناعة رأى عام دولى رافض للانتخابات فى مصر، ويطالب الحكام والمسئولين فى العالم برفض الاعتراف بالرئيس الجديد، كخطوة فى طريق تفكيك الدولة المصرية، وإسقاط مؤسساتها الدستورية.
"المعركة السوداء" حياة أو موت لتنظيم الإخوان
وأكدت المصادر أن التنظيم الدولى للجماعة يعتبر تلك المرحلة هى الأهم والأخطر، وأن ذلك المخطط سيكون بمثابة قبلة الحياة للتنظيم الدولى للإخوان بعد خسارته كافة المعارك السابقة منذ سقوط نظامهم، وأن فشل المخطط سيضع التنظيم فى أسوأ مواقفه منذ 2013، حيث سيعد نجاح الانتخابات خنجر أخير فى ظهر الجماعة وقياداتها الذين لازلوا يوهمون أتباعهم بشعارات عودة الجماعة والشرعية وسقوط مصر، على عكس ما يروه على أرض الواقع.