كثيرا ما يدفعنا حبنا لأفلام علقت فى ذاكرتنا البحث عن تفاصيلها وكواليس إنتاجها، ومن بين هذه الأفلام "دعاء الكروان" والذى قامت ببطولته إحدى أيقونات السينما العربية فاتن حمامة، وكان معها فارس السينما العربية الفنان أحمد مظهر، وشهد البداية الأولى للفنانة رجاء الجداوى فى عالم التمثيل.
فلا أحد ينسى تفاصيل هذا الفيلم، والبشمهندس واستراحته التى شهدت غرامياته برفقة الخادمات التى كانت من بينهن " هنادي" التى قامت بدورها الفنانة زهرة العلا، وكانت نهايتها على يد خالها بعد معرفته بأنها عشقت المهندس وتساءلت عنها شقيقتها بجملتها الشهيرة لأمها التى قامت بدورها الفنانة أمينة رزق "وين هنادى يا ماى"، فتقرر أن تدخل الاستراحة التى كانت سببا فى قتل شقيقتها لتنتقم من المهندس، إلا أنها تقع فى غرامه بعد العديد من المحاولات لقتله، ليبادلها هو الآخر نفس الحب.
ولكن كثير منا لا يعرف تاريخ هذه الاستراحة التى صور فيها هذا الفيلم، الذى هو فى الأساس رواية لعميد الأدب العربى طه حسين، فالمفاجأة أن هذه الاستراحة هى بالفعل تخص طه حسين، وقام عالم الآثار دكتور سامى جبره ببنائها وأهداها للدكتور طه حسين كاستراحة وأقام فيها فعلا فترة ومازالت الاستراحة موجودة حتى الآن.
وقام المخرج هنرى بركات بالتصوير فيها قال لأن طه حسين أكد له أنه استوحى الرواية وكتبها اثناء إقامته فى هذه الاستراحة، خاصة أنها مستوحاة من حكاية حقيقية، جرت فصولها فى مسقط رأسه بإحدى قرى صعيد مصر التابعة لـ(مغاغة - المنيا).
وعرض الفيلم فى نوفمبر عام 1959، وروى الدكتور طه حسين نهاية الفيلم بصوته، ونجح الفيلم بعد سنوات من احتلال مراكز متقدمة فى قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية.
الفيلم مثل مصر فى ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى، ومثّل مصر أيضا فى مهرجان برلين الدولى ونافس على جائزة الدب الذهبى.
استراحة المهندس في فيلم " دعاء الكروان"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة