جولة مختلفة لكاميرا اليوم السابع على مدار الأسبوع الماضى فى الشوارع المصرية، حيث خرجت الكاميرا خارج حدود القاهرة، وتجولت فى العديد من المحافظات الساحلية، وبعض القرى المصرية، فقابلت فى طريقها الكثير من المشاهد التى تبرز معدن المواطن المصرى، وتميز المجتمع المصرى باختلاف طوائفه وسكانه.
فمن المرأة العجوز البسيطة التى تجمع القطط حولها وتطعمهم عند كل صباح، إلى خطاط تلوين المراكب الصغيرة، ولقطات عديدة للصيد وكواليسه، سجلت عدسة الكاميرا أبرز تلك المشاهد على مدار أسبوع كامل، فلنستعرض سويًا أبرز ما التقطته عدسة الكاميرا خلال جولتها:
صياد وروحت اصطاد وصيد السمك غية
بدأت عدسة الكاميرا جولتها من إحدى القرى المصرية حيث قابلت فى طريقها ذلك المشهد لطفل جلس يصطاد بالرغم من صغر سنه، يبحث الأطفال ممن فى مثل سنه عن لعبة جديدة يلعبون بها، وعن أسلوب جديد للترفيه، ولكن ذلك الصبى أمسك بالصنارة البسيطة المصنوعة من "البوص" وعلق بها "الطعم" وراح يلقى بها فى قلب المياه منتظرًا سحبها ملتقطة سمكة منها، جلس جلسة المتأهب المتأمل لها، وكأنه يحدثها بأن تعطيه من خيرها، لقطة من أحد الشوارع المصرية لطفل صغير، ولكن أحلامه أكبر منه، فبهيئة الكبار جلس يصطاد مثلما يرى الكبار يفعلون.
رأى ذلك الصبى فى تلك الجلسة على ضفاف النيل وسيلة ترفيهه، ووقت يشعره بأنه يبذل المجهود، ويصبر فتجود عليه المياه بخيراتها، ومهما كانت حصيلة صيده بسيطة، إلا أنها تمثل فى وجدانه الكثير، ولا شك أنه لن ينسى تلك اللحظات مهما بلغ من العمر فيما بعد
فى بلدى البنات لما بتضحك بترقص قلوب
وذهابًا للوجوه السمراء التى تميز صعيد مصر التقطت عدسة الكاميرا ذلك المشهد، رحلة يومية يقمن بها سويًا من وإلى المدرسة، فترتدى كل منهن الزى المدرسى الخاص بها، وتحرص كل منهن على تنسيق شعرها بالشكل الذى تفضله استعدادًا ليوم جديد وسط أصدقائها.
يبدأ يومهن مع شروق الشمس، فيقضين ساعاته الأولى وسط زميلاتهن فى الدراسة ويتقاسمنه بين اللهو والتعليم، ثم تذهب كل منهن إلى منزلها بمفردها، إلا أن هؤلاء الفتيات دفعتهن منازلهن المتقاربة للعودة إليها معًا، فوقفن مبتسمات لتسجل لهن كاميرا "اليوم السابع" تلك الصورة بمدينة الأقصر، وظهر فى الخلفية نهر النيل ليضفى على المشهد مزيد من الجمال.
الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية
ومن إحدى القرى المصرى سجلت عدسة الكاميرا لحظات خاصة لتلك المرأة التى جلست أمام الفرن البلدى تخبز الخبز، فرن مبنى من الطوب والطين يكسوه اللون الأسود من الخارج بسبب الرماد المتصاعد من الخشب المخصص لإشعال النيران فيه، تجلس أمامه سيدة أو مجموعة من النساء لخبز العيش الذى سيتناوله أفراد أسرهن، هذا المشهد الذى كان سائدًا فى كافة البيوت البسيطة فى محافظات مصر المختلفة، والذى كاد أن يندثر بعد انتشار المخابز الآلية التى يتم شراء الخبز منها بشكل يومى وتوفير عناء خبزه بالمنزل.
جلست "أم سيد" أمام الفرن الخاص بها وهى تمسك "المطرحة" المخصصة لفرد العجين، ووضعت أمامها "المشنة" المخصصة لوضع الخبز الناضج عليها بعد أن يخرج من الفرن، وبدأت رحلة إعداد "لقمة العيش" التى ينتظرها كل أفراد أسرتها كل يوم، فبينما وضعت بعض الأرغفة فى الفرن، بدأت فى "رحرحة" آخر استعدادًا لوضعه فى الفرن أيضًا وهى تنظر إليه نظرة الواثق من نفسه والمتمكن من عمله، تلك اللحظة التى سجلتها لها عدسة كاميرا "اليوم السابع" والتى ستظل شاهدة على مهارتها.
عم يا صياد رميت شباكك فين
أما فى إحدى المدن المطلة على البحر المتوسط تواجدت عدسة الكاميرا لتسجل كواليس صناعة المراكب الصغيرة وشباك الصيد، فذلك الرجل لا يعرف سوى حياة البحر مكانًا، وأصبحت صناعة شباك الصيد وخيوطها طريقه ودربه الذى يسير عليه لسنوات طويلة فيكتسب منها رزقه، فبيديه ومساعدة رجله يمسك الخيوط ويبدأ فى تنسيقها بالشكل الذى تربى عليه، فتخرج من لمساته شباك يستخدمها الصيادون فى جلب الخير كل يوم.
لقطة لأحد الوجوه المصرية، بملامحه البشوشة، وابتسامته الصافية زين المشهد أثناء انهماكه فى صنع شباك الصيد، وتخللت تفاصيل الصورة لمحات وكواليس من حياة أشخاص لا يعرفون سوى العمل والعرق طريق منذ نعومة أظافرهم.
ارحموا من فى الأرض
وفى لقطة أعادت الرحمة والفطرة الإنسانية للأذهان قابلت الكاميرا فى طريقها ذلك المشهد، فبالرغم من بساطة تلك المرأة، إلا أنها جمعت عدد من القطط وحرصت على تقديم الطعام لهم بنفسها، وليس غريبًا أن تكون تلك المرأة تنتظرهم كل يوم حتى حفظتهم وعرفوها جيدًا، وعلموا أن طعامهم اليومى فى هذا المكان، وجبة من الطعام المغلف بالحنان والرحمة، فلا يرتبط ذلك بتوفر المال، أو الطعام المتواجد لديها بكثرة، ولكن رقة القلب والرحمة تسكن قلب من يستحقها دون النظر لأى اعتبارات أخرى.
مركب ورق فى البحر.. والبحر قلبه كبير
وعودة مرة ثانية لحياة البحر والصيد قابلت عدسة الكاميرا تلك اللحظات الخاصة بين الصياد وابنه، يخرجا عند كل صباح باحثين عن الرزق فى قلب البحر، فبمركبهما الخشبى البسيط وابتسامة الرضا تلك يقضيا بعض الساعات فى انتظار امتلاء الشباك بالأسماك التى يتكسبا من بيعها، لقطة خاصة وكلمات عديدة عبرت عنها ملامحهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة