أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، مشروع "دعم الإدارة المستدامة للمياه وتحديث الرى فى المناطق المستصلحة حديثا"، الذى تم الاتفاق على تنفيذه فى مصر فى ظل التوجهات المصرية بالتوسع الأفقى فى الأراضى الجديدة فى الصحراء.
حضر ورشة العمل ممثلون من وزارة الموارد المائية والرى، ووزارة الزراعة لشئون استصلاح الأراضى، والدكتور حسين جادين ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فى مصر، وخبراء ومتخصصون وفنيون، وعدد من مسئولى الفاو.
وتقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فى هذا المشروع بتجريب نظام لإدارة البيانات والمعلومات، يستند إلى بيانات الرصد والاستشعار عن بعد بهدف تقديم الدعم لوزارة الموارد المائية والرى ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى فى رصد "استهلاك المياه" و "إنتاجية المياه" في المناطق المستصلحة حديثا.
وسيقوم المشروع بإعداد واختبار نظام آلي لرصد استهلاك المياه الجوفية وحساب المياه المضافة في مناطق تجريبية مختارة من مشروعات استصلاح الأراضي، وتقديم المشورة إلى الجهات المسئولة، إلى جانب تطوير نظام للمعلومات الجغرافية بالاستناد إلى أداة لرصد تطوير الأراضي لاستخدامها من قبل وزارة الزراعة، وبما يشتمل على عمليات ومنهجيات قياسية لجمع البيانات الميدانية، وتحليل وتقديم خدمات الإرشاد الزراعي من خلال المدارس الحقلية للمزارعين وغير ذلك من وسائل نقل التكنولوجيا.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى - فى كلمته الافتتاحية التى ألقتها بالنيابة عنه الدكتورة إيمان سيد أحمد، رئيس قطاع التخطيط - "إن هذا المشروع يأتي ضمن حزمة من المشاريع والخطط الهادفة إلى الاستخدام الأمثل للمياه في كافة المجالات وخاصة مجال الاستصلاح الزراعى، بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وسيهم هذا المشروع فى رصد استهلاك المياه وإنتاجية المياه فى المناطق المستصلحة حديثا ووضع نموذج لحساب المياه سواء على مستوى المياه الجوفية أو السطحية".
من جانبه، قال حسين جادين إن التوسع الأفقى فى الأراضى الجديدة بالصحراء يعد هدفا استراتيجيا رئيسا تسعى إليه الحكومات المصرية المتعاقبة، ومن هنا تأتى أهمية هذا المشروع الذى نقوم بتدشينه اليوم، الذى يأتى منسجما تماما مع توجهات الأهداف المصرية، حيث إن الاستخدام المستدام لموارد المياه الجوفية، وأنظمة المياه الجوفية الأخرى في مناطق مختلفة من مصر لرى الأراضى المستصلحة حديثا هو ضرورة قصوى.
وأضاف أن هناك حاجة لرصد وتقييم استهلاك المياه لضمان الحساب السليم لإمدادات واستهلاكات المياه مع تقديم معلومات لتحسين نظم الزراعة، وتعظيم إنتاجية المياه، لذا فإننا نتوقع من المشروع أن يقوم بإنشاء نظام لمراقبة استهلاك المياه علي مستوى الحقل و آبار المياه الجوفية، والمساهمة فى تعظيم إنتاجية المياه، وبناء القدرات الفنيين ذوى الصلة وأصحاب المصلحة المعنيين.
يذكر أن رؤية منظمة الأغذية والزراعة لنظم التنمية المستدامة فى قطاع الزراعة تتطلب التكامل بين هذا القطاع وبين الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وترتكز هذه الرؤية على الطرق الكفيلة بالانتقال إلى الممارسات المستدامة.
وتتركز أنشطة المنظمة فى هذه الصدد على زيادة كفاءة استخدام الموارد، سعيا وراء تحقيق إنتاجية مرتفعة بمستويات منخفضة من المدخلات، مع تقليل العوامل الخارجية السلبية إلى حدها الأدنى؛ إدارة المخاطر الإيكولوجية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بنظم الإنتاج في القطاع الزراعي، بما في ذلك الآفات والأمراض وتغير المناخ؛ تحديد دور خدمات النظم الإيكولوجية وزيادة هذا الدور، وعلى الأخص من حيث تأثيراتها على كفاءة استخدام الموارد والاستجابة للمخاطر، وكذلك إسهامها في صون البيئة؛ تيسير الحصول على المعلومات والتكنولوجيات اللازمة.
