قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية تعليقا على الأزمة المتفاقمة بين موسكو والغرب على خلفية محاولة تسميم الجاسوس الروسى السابق، سيرجى سكريبال وابنته، على أراضى بريطانيا، إن تأثير طرد أعداد كبيرة من الدبلوماسيين الروس سيعيق تحركات روسيا لجمع المعلومات الاستخباراتية فى معظم أوروبا والغرب.
ومع ذلك رأت الصحيفة أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيستغل الوضع بقوة وبلا هوادة لتعزيز التأكيدات القومية بأن الغرب معاد لروسيا، ومصمم على إذلال شعبه.
واعتبرت الصحيفة فى تحليلها أن عملية أكبر طرد للدبلوماسيين الروس من أى بلد كانت فى عام 1971 ، عندما طردت حكومة رئيس الوزراء البريطانى، إدوارد هيث 90 شخصا من سفارة الاتحاد السوفييتى فى لندن التى كان يبلغ قوامها 550 شخصاً، وأوقفت 15 آخرين كانوا عائدين إلى بريطانيا.
ووجهت هذه الخطوة ضربة للاستخبارات الروسية (KGB) فى بريطانيا. ولكن كان رد فعل روسيا حينها محدودا إذ طردت 18 دبلوماسيا بريطانيا فقط. ولكن كان رد الفعل أقوى عام 1985 عندما تم طرد 25 دبلوماسيا من لندن، فردت موسكو بطرد عدد مماثل.
وأوضحت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات تقول إن عمليات الطرد ستشل شبكة موسكو من الجواسيس، لأنه بمجرد الكشف عن الأسماء ، فإن الدول الأخرى ستردد في قبولها كدبلوماسيين.
ورغم أن عمليات الطرد هذه روتينية تقريباً فى تعاملات روسيا مع الغرب، لكنها ستُظهر لموسكو أن محاولات الاغتيال فى الخارج سيكون لها تكلفة باهظة.
واعتبرت أن هذه الخطوات ستحرم روسيا من قنصلية مفيدة في أمريكا ؛ كما ستقضي على آمال بوتين في أن يتمكن من التلاعب بدولة غربية وقلبها على دولة أخرى، فضلا عن أنها تمثل ضربة لفخر ضابط سابق فى الـ KGB (الرئيس الروسى).
وختمت الصحيفة تحليلها بالقول إن الروس هم الخاسر الأكبر، متوقعة أن تقييد السفر إلى الغرب وتشديد إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول. كما سيفكر المستثمرون مرتين قبل الاستثمار فى موسكو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة