نولد فى هذه الدنيا وقد وهبنا الله حلاوتها بل أحلى ما فيها ، وهى تورتة مشاعرنا الجميلة ، كمشاعر الخير والحب والصدق والعطاء والتسامح ، والرحمة وغيرها من المشاعر الطيبة الجميلة ، فكل هذه المشاعر تتحد وتتجمع فى قالب واحد ليصنع لنا تورتة مشاعر تزين نفوسنا وأرواحنا، ولكن كلما كبرنا نعيش الدنيا نكابدها ، نقاسيها وتقسو علينا ، نصبح دائما الطرف الأضعف فتدمينا جراحا وألم ، وعندما تجوع الدنيا لن تجد أشهى من لحم فريستها لكى تسد به جوعها ، تلتهم تورتة مشاعرنا ، تجوع يوما فتلتهم قطعة الخير وتجوع يوما آخر وتلتهم قطعة الحب وآخر قطعة الصدق ثم الرحمة والتسامح ، إلى أن يأتى يوما لن يتبقى لنا شىء نتزود به ، لن يتبقى إلا الفتات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ، فينتهى العمر وتتركنا دنيانا وقد نهشت أحلى ما فينا ، وملأت بطنها من خير نفوسنا، فنصبح حطاما ونفوسا مريضة مشوهة، لا تعرف الحب والخير لا تعرف الصدق والتسامح ، لا تعرف إلا صوتا واحد يردد : نفسى نفسى ، هو صوت الأنانية وحب الذات ، إلى أن يأتى يوما لن نجد داخلنا وحولنا إلا الشر والظلم إلى أن تقوم الساعة ، وأخير فليحافظ كل منا على أحلى ما عنده، وهى تورتة مشاعرنا.
شخص بيوزع هدايا - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة