مثلما ضرب المصريون فى الخارج مثالاً فى الوطنية بخروجهم للتصويت فى الانتخابات متحدين الظروف المناخية القاسية فى الجزائر وروسيا، وقطع بعضهم مئات الكيلومترات من أجل الإدلاء بأصواتهم، لم يكن المصريون فى الداخل أقل وطنية، وإن اختلفت الظروف، فقد حرصوا على الإدلاء بصوتهم متحدين المرض وقيود السن وأحيانًا بعد المسافات ليشاركوا فى الانتخابات الرئاسية على مدار أيام التصويت الثلاثة، ليوجهوا رسالة واضحة للعالم "نحن نستحق الديمقراطية.. نحن نساند بلدنا".
"هبة" تحمل زوجها على ظهرها إلى الصندوق
فى لقطة اختصرت مئات الكلمات عن الوطنية وقوة الإرادة وأيضًا الوفاء والمحبة، حملت "هبة رجب" الزوجة الثلاثينية زوجها "خالد" على ظهرها من البيت فى منطقة العزبة البيضاء إلى لجنته الانتخابية فى مدرسة 23 يوليو بمنطقة المرج الجديدة للإدلاء بصوته، وقد اعتادت أن تحمله للخروج من المنزل لأنه مريض بالفشل الكلوى وفيرس C و B . والتقطت عدسة وكالة رويترز هذا المشهد الذى نقلته عنها شبكة ABC News الأمريكية وأبرزته فى تقرير مصور على موقعها الإلكترونى.
هبة تحمل زوجها إلى مقر لجنته الانتخابية
"جابر" مشى 5 كيلومترات بـ"عيون بنته" للتصويت فى الانتخابات
حرص العديد من الآباء والأمهات على اصطحاب أطفالهم معهم إلى اللجان الانتخابية ليغرسوا فيهم قيمة الوطنية ويدربوهم على الديمقراطية، ولكن الأب الكفيف "أسامة جابر" ابن مدينة العريش اصطحب طفلته للجنته الانتخابية لسبب آخر، حيث قادته الطفلة لمقر اللجنة التى تبعد عن بيته 5 كيلومترات مشيًا على الأقدام، نظرًا لأنه لم يجد وسيلة مواصلات تنقله إلى اللجنة، وكان حريصًا على المشاركة لافتًا إلى أن هذا المشوار المرهق كان له هذه المرة مذاقًا مختلفًا لأنه يأمل أن تكون مشاركته سببًا فى نشر الأمن والأمان وعودة الاستقرار لسيناء وخلوها من الإرهاب.
جابر وصل إلى اللجنة بصحبة ابنته وجندى يساعده
هند تغادر سرير الجراحة إلى لجنة الانتخابات
أما "هند عبدالتواب" ابنة كفر الشيخ البالغة من العمر 20 عامًا فلم تمنعها العملية الجراحية التى أجرتها بالأمس عن اداء واجبها الوطنى، فأصرت على أن تدلى بصوتها رغم عدم قدرتها على الحركة ومغادرة السرير فلجأ والدها إلى نقطة شرطة الفيروز بمحافظة كفر الشيخ والتى تحركت على الفور وأرسلت سيارة إسعاف مجهزة لنقل هند إلى مقرها الانتخابى بمدرسة الفريروز التابعة لمركز الرياض وحملها المسعفون إلى اللجنة للإدلاء بصوتها.
هند تصل إلى اللجنة محمولة على سرير الإسعاف
اسماعيلاوى يزحف للجنة الانتخابات
فيما رفض أحد المواطنين من ذوى الاحتياجات الخاصة فى الإسماعيلية أى مساعدة من الجنود أو المشرفين على العملية الانتخابية فى لجنته بالقنطرة شرق، وأصر أن يدخل بنفسه اللجنة التى وصلها زاحفًا على يديه ليدلى بصوته، وهو المشهد الذى رصده المواطنون بالفيديو وأرسلوه لـ"اليوم السابع" وتداولوه على موقع التواصل الاجتماعى.
المعمرون فى محافظات مصر "لا يهمنا سوء الطقس ولا المرض"
وفى العديد من محافظات مصر، تكرر مشهد مشاركة المعمرين الذين تخطوا المئة عام فى الانتخابات، بدءًا من "الحاجة خضرة" أكبر معمرة فى مصر والتى تبلغ من العمر 120 عامًا، والتى حرصت على الإدلاء بصوتها بلجنتها بالدلنجات فى محافظة البحيرة، وسط احتفاء من الأهالى بقدومها متحدية ما يفرضه عليها السن من قيود لا سيما فى ظل حالة الطقس السيئة.
المعمر السوهاجى
وهو ما حدث أيضًا مع الحاج زكريا عبداللطيف ذو الـ 110 أعوام، الذى أدلى بصوته فى لجنته بمركز بنى سويف، وكذلك المعمر السوهاجى إبراهيم بقطر يعقوب الذى يرجع تاريخ ميلاده إلى العام 1915.
بطاقة المعمر السوهاجى
يذكر أن انتخابات رئاسة الجمهورية بدأت أول أمس الإثنين، على أن ينتهى الاستحقاق الديمقراطى اليوم الأربعاء، حيث شهدت إقبالا كثيفا من جانب المواطنين خلال أول وثانى أيام التصويت، وامتدت طوابير الناخبين أمام اللجان لمسافات طويلة وسط فرحة وسعادة من المواطنين، وتحول الماراثون الانتخابى إلى كرنفال احتفالى.
ويبلغ عدد من لهم حق التصويت بجميع أرجاء الجمهورية 59 مليونا و78 ألفًا و138 ناخبا يصوتون فى 13 ألفا و706 لجان فرعية تمثلها 367 لجنة عامة، بإشراف 18 ألف قاض تقريبا يعاونهم 110 آلاف موظف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة