بمماطلة وروتين لافت، تواصل جهات التحقيق تسويفها ومحاولاتها إنكار وجود أى شبه لجرائم العنصرية والكراهية فى وفاة الطالبة المصرية مريم مصطفى عبدالسلام، والتى توفت 14 مارس بعد دخولها فى غيبوبة إثر تعرضها لاعتداء وحشى من قبل 6 فتيات فى مقاطعة نوتنجهام، فى وقت تتزايد فيه حسرة أسرتها التى لا تزال عاجزة ليس فقط عن القصاص العادل لابنتهم، وإنما أيضا عن دفن جثمانها الذى لم يفارق ثلاجة المشرحة بزعم احتياج المزيد من الترشيح الجنائى والذى قد يستغرق بحسب صحيفة ديلى ميل 12 أسبوعا آخرا.
وبعد قرابة 3 أسابيع على وفاتها، قال محمد والد مريم البالغ من العمر 50 عاما بحسب "ديلى ميل": "لن أرتاح إلا بعد دفن ابنتى التى لا تزال فى الثلاجة بعد كل هذه الفترة.. جهات التحقيق أخبرتنا أن الأمر ربما يستغرق 12 أسبوعا آخر قبل أن يكون جثمانها جاهز للدفن"، وهو ما عقبت عليه الصحيفة البريطانية بالإشارة إلى أن الشريعة الإسلامية تحتم دفن الموتى فى أقرب وقت ممكن.
وأضاف الأب الملكوم فى تصريحاته أنه يريد أن يدفن ابنته طالبة الهندسة فى كلية نوتنجهام فى مصر حيث تعيش أسرتها الكبيرة، لكن لا يزال القائمين على التحقيقات ـ على حد قولهم ـ فى حاجة للمزيد من الاختبارات على جسدها لمعرفة ما إذا كان هناك صلة بين الهجوم وتعرضها للضرب وبين وفاتها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن والد مريم يعتقد أن هناك ما يكفى من أدلة للوصول إلى الحقيقة، معربا عن غضبه الشديد من المماطلة فى التحقيقات، قائلا: "كيف يمكن أن أنام بعد ما حدث؟ ابنتى تنتظر فى غرفة باردة.. ليس من العدل أن يكون هؤلاء الناس الذين قتلوها فى الخارج.. أنا فى سجن داخل منزلى مع عائلتى وأريد أن تعود الحياة إلى طبيعتها لكن ابنتى لا تزال هناك .. فى ثلاجة".
وأضاف والد مريم : "لديهم لقطات مراقبة، لديهم وثائق المستشفى، كل شىء واضح للغاية لا أفهم لماذا لا يتخذون قرارا.. أنا غاضب جدا ومستاء للغاية".
وقالت الصحيفة البريطانية فى تقريرها المنشور اليوم السبت، إن مريم تعرضت لاعتداء من قبل 6 فتيات يوم 20 فبراير الماضى خارج مركز فيكتوريا فى نوتنجهام، وتوفت فى المستشفى فى 14 مارس الجارى بعد دخولها فى غيبوبة قبل أن يتسنى للشرطة التحقيق معها.
ولم يتسن للشرطة البريطانية فرصة التحقيق مع مريم التى وافتها المنية بعد أيام من تعرضها للضرب على أيدى 6 فتيات فى نوتنجهام بالمملكة المتحدة، وذلك لأن الشهود لم يبلغوا عن الحادث.
مريم عبد السلام
وقال والد مريم، فى تصريحات سابقة إن الشهود الذى رأوا ابنته تتعرض للضرب لم يتكبدوا عناء إبلاغ الشرطة، الأمر الذى عطل سير التحقيقات.
وأعرب محمد مصطفى، والد مريم عن دهشته حيال عدم إبلاغ أى من الشهود الشرطة بما حدث والذى يعتقد أنه كان بسبب خطأ فى تحديد الهوية، إذ ظت الفتيات أن مريم فتاة تدعى "بلاك روز"، مضيفا: "لا أفهم لماذا لم يتصل أحدا بالشرطة". "لقد شاهد الكثير من الناس الهجوم على ابنتى، بما فى ذلك سائق الحافلة الذى اتصل بسيارة إسعاف، ولكن لم يخطر أحدا الشرطة حتى اتصلت بها فى اليوم التالى إنه أمر غريب".
مريم ووالدتها
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية، قالت إن الشرطة التى تحقق فى وفاة الطالبة المصرية مريم عبد السلام، خلصت إلى أن الهجوم ليس له دوافع عنصرية وذلك بعد تحديدهم للمشتبه بهن.
وفى مؤتمر صحفي، أكد تشوب سوب روب جريفين من شرطة نوتنجهام أنهم بحثوا إذا كان الحادث له دوافع عنصرية، لكن التحقيقات كشفت أن هذا الوضع ليس كذلك.