أكد الدكتور أسامة الأزهرى، وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، على أن السبيل الوحيد لمواجهة المؤامرات الخارجية التى تحاول زرع الفتن فى الشارع المصرى هو الثقة والتشبث بالأخوة الوطنية، مشيرًا إلى أن مثل هذه المخططات كانت مطروحة أيضا من قبل الإنجليز خلال الحرب العالمية الأولى، وحاولوا الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين بغرض أن يطالب المسيحيون بحماية مدنية لهم.
وأضاف الأزهرى، بكلمته خلال "مؤتمر الشباب وبناء الدولة المصرية"، الذى تنظمه جامعة حلوان اليوم الأحد بقاعة حسن حسنى: "لكن المواطن المصرى المسيحى النبيل الذى أعتز به كان فى غاية الانتباه لهذه الدعوة وخرجت المظاهرات من صحن الأزهر الشريف يدا بيد مع الأخوة المسيحيين لمواجهة هذا المخطط، فالثقة المطلقة العارمة الجارفة التى تأخذ فى وجهها كل الكراهية لتبقى مصر أبية آمنة هى ما نحتاجها خلال الفترة الحالية".
ورى وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، قصة ترجع جذورها إلى عام 1914، قائلا: "هذه الفترة من تاريخ العالم كانت من أشد فترات اشتعال الحرب العالمية الأولى وكانت تحمل دمارا شاملا على العالم بأكمله ومصر تعرضت لضغوط وتبعات هذه الحرب، وفى ظل هذه الظروف خرج شاب مصر نابغة تحول إلى رمز كبير من رموز الوطن بعد ذلك فحفر سنوات فى الصخر خرج مسافرا من مصر إلى ليفربول فى بريطانيا لدراسة الماجستير فى التاريخ وفلسفته وقابل أحد عمالقة المحاضرين فى دراسة التاريخ والحضارة فى العالم، الذى سخر حياته لدراسة العوامل التى تؤدى لإنشاء الحضارة والعوامل والمدخلات التى إذا وجدت فى أى حضارة أدت إلى انهيارها".
وقال الإزهرى، إن هذا الطالب المصرى هو محمد شفيق غربال، الذى حفر فى تاريخنا المصرى أنه شيخ المؤرخين، موضحًا أن البداية كانت فى غاية الصعوبة وكان بها تحدى مهول وسط القصف والتدمير ولكنه لم يفقد الأمل أو ينفض يده من حلمه، مؤكدا على أن الإرادة دائما تخترق المستحيل، قائلا: "أساتذه أكد له أن الحضارات لا تموت قتلا لكن تموتا انتحارا إذا مات الإنسان وبدأ يتم احتلاله وأن يعبئ بمنظومة من القيم تملأها كآبة سوداوية وانحراف ويأس، فإرادة الإنسان المصرى نجحت فى دحض إسرائيل ورد التتار".
واستطرد وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب: "مصر الجيش العظيم والبيت الكبير والسلام وخزائن الأرض والنيل عند تجميعها يظهر لنا الخيط الناظم وهو الإنسان المصرى العظيم فالهرم ليس مجموعة أحجار مرصوصة ولكن إبداع مهندس عبقرى وإدارة سليمة نفذت، وهو فى حقيقته يعبر عن شئ اسمه عبقرية إنسان، والجيش عبارة عن إنسان قائد مشبع بالغيرة على البلد والأزهر عبارة عن إنسان اسمه محمد متولى الشعراوى استطاع أن يفهم منظومة الحديث الشريف ويبهر كل من يسمعه، وليس عبارة عن مئذنة فقط، والنيل عبارة عن إنسان مصرى رسم خطوط الحضارة عليه، والحضارة المصرية كلها عبارة عن إنسان صنع فأبدع".
وأشار الأزهرى، إلى أن كل المراد خلال الفترة الأخيرة من قبل المؤامرات والشائعات أن يدخل هذا الإنسان فى حالة من الارتياب والشك بين المسلم والمسيحى من ناحية وبين الإنسان ومؤسسات الدولة بينه وبين الأزهر والكنيسة، قائلا: "تنطلق معلومة من تلك التى لا تعرف مصدرها وتصبح شائعة وتتوالى التعليقات ونخوض فى حالة سائلة من التزييف وما يحدث تزييفا للوعى، فالأوطان عبارة عن إنسان والإنسان عبارة عن وعى ويريدون أن نصل لحالة من الشك والارتياب فى بعضنا، ولكن علينا عدم اليأس لأن المستهدف الكبير أن يصل الإنسان المصرى العظيم لحالة من انعدام الثقة فى الذات والوطن والمؤسسات والجار والتاريخ، احذروا أن يصل إليكم هذا الشعور وتحلوا بالإبداع والثقة وحينئذ تولد مصر من جديد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة