تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
ظن الجميع أن المنتخب الإيطالى سيكون فى مهمة سهلة عندما يواجه كوريا الجنوبية فى دور الـ 16 من مونديال 2002 الذى أقيم فى كوريا واليابان، رغم أن الآتزورى اصطدم بالمنتخب الكورى على أرضه ووسط جماهيره، نظراً للخبرات الكبيرة للطليان، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك تماماً.
المنتخب الإيطالى تقدم أولاً عن طريق كريستيان فييرى، وظلت النتيجة على هذا الحال حتى الدقيقة 88، إلا أن الكوريين خطفوا هدف التعادل عن طريق سيول كى هيون، ليلجاً المنتخبين لشوطين إضافيين.
الأمور اشتعلت بشكل مثير فى الشوط الإضافى الأول، بعدما حصل فرانشيسكو توتى نجم إيطاليا على البطاقة الصفراء الثانية وطُرد من اللقاء، بداعى تحايله على الحكم وسقوطه من أجل الحصول على ركلة جزاء، رغم أن الإعادة التليفزيونية أثبتت تعرضه للعرقلة، مما وُجهت اتهامات كثيرة للحكم الإكوادورى بيرون مورينو بأنه يجامل أصحاب الأرض، كما أن الصحف العالمية وصفت المباراة فى اليوم التالى بأنها كانت فضيحة كروية كبرى.
ورغم أن طرد توتى كان مشهداً مثيراً إلا أن الأكثر إثارة كان الهدف الذهبى الذى سجله آن يونج هوان نجم كوريا الجنوبية آنذاك، فى الدقيقة 117، أى قبل 3 دقائق فقط من نهاية المباراة، برأسية رائعة، ليطيح بمنتخب إيطاليا من البطولة، ويقود بلاده لربع النهائى، لأول مرة فى التاريخ.
آن يونج هوان كان محترفاً وقتها فى صفوف فريق بيروجيا الإيطالى، على سبيل الإعارة، إلا أن ليوناردو جاووتشى رئيس النادى قام فى اليوم التالى بفسخ عقده، وصرح قائلاً: "ليس لدى أى نية لدفع راتب لشخص هدم كرة القدم الإيطالية"، مؤكداًُ أن قراره ليس بسبب الهدف، ولكن بسبب تصريحات يونج هوان تجاه الشعب الإيطالى، ليجد اللاعب نفسه مطروداً من فريقه بسبب هدفه الذهبى، الذى أصبح بالتأكييد من أجمل اللحظات فى مسيرته الكروية.
بيروجيا تراجع بعد ذلك عن طرد يونج هوان، وقال جاووتشى إنه مستعد للتعاقد مع اللاعب بشكل دائم لمدة 3 مواسم، مقابل 1.2 مليون جنيه إسترلينى، ولكن اللاعب رفض تجديد عقده مع النادى، وفسر ذلك قائلاً: "لن أناقش مسألة عقدى مع بيروجيا الذين هاجمونى بعد أن سجلت هدفاً فى كأس العالم بدلا من تهنئتى به".
