فى صباح يوم الـ 30 من ديسمبر عام 2006 الموافق أول أيام عيد الأضحى، استيقظ العالم العربى على مشهد لم ولن يُمحى من الأذهان، والدليل أنه رغم مرور ما يفوق عقد من الزمن على إعدام الحاكم العراقى الأشهر صدام حسين فى بغداد وتحديدًا بمقر الشعبة الخامسة فى منطقة الكاظمية مازالت كثير من الحكايات والأساطير تتداول عن المعروف بلقب مهيب الركن وإرثه الباقى حتى وقتنا الحالى سواء كان ماديًا أو معنويًا.
اليوم، وبعد مرور 12 عامًا تقريبًا على إعدام صدام، أوردت وكالات أنباء دولية تقارير صحفية مفادها أن هيئة المسائلة والعدالة العراقية أعلنت عن حجز ومصادرة أملاك والأموال المنقولة وغير المنقولة للرئيس العراقى الأسبق وأكثر من أربعة آلاف من أقاربه وأركان نظامه السابق.
مصادرة أموال أركان نظام صدام
وفقاً للتقارير الصحفية أيضًا فإن الهيئة الحكومية المكلفة باجتثاث نظام البعث السابق، قالت فى بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "أنجزت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة الاثنين تدقيق أسماء المشمولين بالقانون الخاص بحجز ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لأركان النظام السابق، وبلغ عدد المشمولين 4257 شخصا".
وللعلم فإن قرار مصادرة أملاك صدام ورموز نظامه ليس وليدة اللحظة فإنه قد سبق اتخاذه قرار من الحكومة فى 10 فبراير 2015 باعتماد الحكومة لمشروع قانون معالجة حجز ومصادرة أموال أركان النظام السابق"نظام صدام حسين"، وفق القرارين 76 و88 الصادرين من مجلس الحكم الذى أقرته الحكومة السابقة وأرسل إلى مجلس النواب.
ما سبق يكشف عن أن إرث صدام حسين المادى رغم مرور السنوات مازال له بقايا لم يستطيع كل ما تكالب على العراق خلال هذه الفترة الزمنية من احتلال أو حكم وطنى من محوها لكن ماذا عن الإرث المعنوى المتبقى من مهيب ركن سواء كانوا أسرة أو جماعات مؤمنة بأفكاره أو حكايات جديدة مازالت تتسرب عن حياة حاكم العراق الأشهر فى التاريخ الحديث؟.
مفارقات إرث مهيب الركن
الغريب إن إرث صدام مملوء بالمفارقات فعلى سبيل المثال، فإن رموز نظامه تفرقت بهم السبل بعد سقوط بغداد فى أيدى الجيش الأمريكى لدرجة أن السلطات العراقية قد أعلنت مؤخرًا عن قوائم لشخصيات تدعم تنظيم الإرهابى، وكشفت بغداد عن 60 اسما من المطلوبين وهم 28 شخصا من الدواعش، و12 شخصية ينتمون للقاعدة، و20 من قادة حزب البعث المنحل.
المفارقة أن صدام بكل جبروته والذى قال عنه الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية أنه كان أصاحب أسلوب مميز مع الإرهاب رغم شخصيته السيئة"، قائلاً وفقا لما نقلته شبكة سى إن إن الأمريكية :"لقد قتل الإرهابيين، فعل ذلك بطريقة جيدة للغاية. لم يمنحهم الحقوق ولم يسمح لهم بالتحدث، فلقد كانوا إرهابيين، لكن اليوم أصبحت العراق هارفارد للإرهاب".. وتنبغى الإشارة إلى أن مصطلح هارفارد يعنى جامعة للإرهاب.
ورغم هذه الكلمات من رئيس أمريكى عن صدام فإن قائمة السلطات العراقية أوضحت أن أبرز أسماء العناصر المتشددة والقيادات المتقدمة فى داعش كانت تنتمى للجيش العراقى المنحل، والمفاجأة أن الأسماء شملت رغد صدام حسين التى تقيم فى العاصمة الأردنية عمان.
ورغم كل ما قيل ويقال عن مسيرة مهيب الركن الدموية فى الحكم إلا أن هناك مجموعات فى الوطن العربى مازالت على عهده وثقتها بها، وأحد الأدلة على هذا القول إنه فى الانتخابات التشريعية بالأردن فى عام 2013، اختار 9 مرشحين اسم صدام حسين لإطلاقه على قائمتهم الانتخابية وذلك قبل رفض مفوضى الهيئة المستقلة للانتخابات هذا المسمى للقائمة.
وبخلاف هؤلاء المحبين لصدام فإن السوشيال ميديا ساعدت فى ترديد اسمه بين الأجيال الصغيرة التى لم تشاهده جلسًا على كرسى الحكم وكل ما تعرفه عنه أنه ذلك الحاكم الذى تم إعدامهم بعد أعوام قليلة ولايزال مشهد إعدامه يحصد آلاف المشاهدين عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب".
السوشيال ميديا وتعريف الأجيال بصدام
وعبر موقع التواصل الاجتماعى فإن اسم صدام يتردد من وقت لآخر ما بين مترحمين على أيامه وآخرين يلعنون هؤلاء المترحمين وعادة تكون تلك المشادة فى ذكرى ميلاده أو إعدامه أو سقوط بغداد فى أيدى الأمريكيين، وفى أوقات أخرى يتردد اسمه عبر حسابات منسوبة لأفراد أسرته من بناته وأحفاده وعلى رأسهم ابنته رغد خاصة أنها وجه معروف إعلاميًا وسابق له الظهور فى وسائل الإعلام مؤخرًا وعلى سبيل التحديد شبكة "سى إن إن"، تحدثت فى هذا الحوار عن شجاعة أبيها وطنيته وتصديه للعناصر المتطرفة، وكذلك أشادت بالرئيس الأمريكى ترامب.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هناك أنباء من وقت لآخر عن صدام وأسرته تشد الانتباه منها مثلاً ما أعلنته السفارة الأمريكية فى 3 سبتمبر الماضى عن إعادة قطعة أثرية عراقية مسروقة إلى الحكومة العراقية، فيما أشارت إلى أن هذه القطعة هى لعبة الشطرنج الأثرية التى كان يملكها الرئيس العراقى الأسبق، والتى أثارت إعجاب الكثيرون بروعة شكلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة