"يمشى مع السلامة .. الأهلى اللى خلاه نجم .. الخارج من عندنا مفقود".. هذه عينة من تعليقات الجماهير الأهلاوية على ملف التجديد لعبد لله السعيد، صانع ألعاب الفريق الأحمر المقرر انتهاء تعاقده بنهاية الموسم الجارى لكنه مازال متمسك بعدد من المطالب المادية التى ترفضها إدارة النادى ويزيد الموقف تعقيدًا وجود عروض مغرية أمامه للرحيل إلى الدورى الإماراتى والتركى.
المعروف عن جمهور الأهلى اعتزازه الشديد بألوان علم فريقه لدرجة تدفعه للتحول من الحب الجارف إلى نقيضه تجاه لاعب عندما يفكر فى الرحيل عن الفريق خاصة عندما يكون هذا اللاعب نجمًا ومحط أنظار جميع الأندية داخل مصر وخارجها وعلى عبدالله السعيد انطبقت هذه الملابسات، إنما الغريب فى الأمر أن هناك بعض اللاعبين رغم حب الجماهير الجارف لهم لم يغضبوا عند رحيلهم للاحتراف الخارجى، ويأتى على رأس هؤلاء حسام غالى، قائد الفريق الحالى.
مسيرة الكابيتانو.. غروب وشروق
بدأ حسام غالى مسيرته مع الأهلى منذ 18 عامًا وبالتحديد فى موسم 2000 عندما قرر الألمانى راينر تسوبيل المدير الفنى للأحمر آنذاك الدفع به فى بطولة كأس مصر 2000 لأول مرة ومنذ ذلك الحين وأصبح "الكابيتانو" معشوق الأهلاوية رغم أنه ترك الفريق أكثر من مرة أولها فى موسم 2003/2004 عندما انتقل إلى فينورد الهولندى وتألق معهم طيلة 3 مواسم ليرحل إلى توتنهام الإنجليزى ويتوهج نجمه لكن واقعة إلقاء قميص الفريق أثرت كثيرًا عليه لينتقل إلى عدة فرق، ثم يعود إلى بيته الاهلى فى عام 2010 بعد غياب 7 مواسم، ورغم تتويجه بالعديد من البطولات لكنه قرر الرحيل مجددًا معارًا إلى فريق ليرس البلجيكى فى نهاية موسم 2012/2013 ثم عاد فى عام 2014 إلى القلعة الحمراء مرة أخرى، واستمر فى صفوف الفريق قبل الرحيل إلى صفوف النصر مطلع الموسم الجارى لكنه فسخ تعاقده بالتراضى وعاد للأهلى مرة ثالثة بالانتقالات الشتوية فى يناير الماضى.
الخلاصة من مسيرة "الكابيتانو" مع الأهلى أنه فى كل مرة رحل وعاد مع اختلاف الأسباب سواء حلم الاحتراف الخارجى والتألق فى الملاعب الأوروبية فى بداية مسيرته أو خلافات مع المدربين أو البحث عن فرصة للعب والهروب من جحيم دكة البدلاء إلا أنه عندما يعود دائمًا يجد استقبال الفاتحين لأن الجمهور دائما ما كان يلتمس له أعذار دفعته لقرار الرحيل فى صغره من أجل البحث عن مستقبل أفضل أو كبره حتى يتمكن من تأمين مستقبله أو المشاركة باستمرار، وذلك بحسب التعليقات الجماهيرية وشبكات التواصل الاجتماعى ومداخلات البرامج التلفزيونية الرياضية تشهد بهذا!.
ويُعتبر حسام غالى ممثلا عن كبار الأهلى وجيله الذهبى، بينما على صعيد شبابه هناك نجمين قرر الرحيل عن صفوف القلعة الحمراء، مفضلين البحث عن مستقبل أفضل رغم كل المزايا الموجودة لهما داخل نادى القرن، وهما رمضان صبحى، ناشئ الفريق الصغير الذى قدمه الفريق الأحمر إلى الكرة المصرية ومنحه شهرة وأثقله بالخبرات وكان بوابته للانضمام للمنتخب الوطنى فى عمر صغير إلا أنه عندما لاحت أمامه فرصة احتراف فى صفوف ستوك سيتى الإنجليزى لم يتوانى للحظة فى التمسك بالعرض من أجل الرحيل إلى الدورى الأقوى فى العالم، وهذا بالتأكيد حق مشروع لأى لاعب فى العالم.
رمضونا وتريزيجيه.. وصناعة محمد صلاح جديد
وبنفس الطريقة كان قد سبقه محمود تريزيجيه، المحترف حاليًا فى صفوف قاسم باشم التركى والذى خرج من الأهلى رغم حاجة الفريق الماسة لجهوده فى هذه التوقيت لكنه ومثله مسئولى القلعة الحمراء رحبوا بعرض احترافه فى أندرلخت البلجيكى منذ سنوات، وكان المبرر أن النادى سوف يستفيد من بيعه ماديًا، وكذا اللاعب ستفتح أمامه أفاق جديدة فى عالم كرة القدم العالمية متجاوزًا الحدود المحلية فى الدورى المصرى، والقارية فى مسابقات أفريقيا السمراء.
اللافت أن الأهلاوية لم تنتقد تمسك كل من رمضان صبحى وتريزيجيه بعروض الاحتراف الخارجى رغم أن الفريق كان فى حاجة ماسة لجهودهم فى توقيت رحيلهم، لكن المبرر الذى ساقه الجماهير آنذاك لتبرير الصفقات "شفتوا محمد صلاح عمل ايه فى أوروبا" وهذا التعليق كان إشارة عن رغبة عشاق القلعة الحمراء فى تدعيم أبناء النادى للتألق فى الملاعب الأوروبية على غرار نجم ليفربول الإنجليزى والمنتخب الوطنى الحالى.
الخلاصة مما سبق أن إرضاء جماهير كرة القدم غاية لا تدرك فإنهم لأسباب قد يغفروا كل ما يرونه خطأ فى مسيرة لاعب لأنهم يحبونهم، بينما قد يقفون بالمرصد للاعب رغم أن تصرف الاثنين واحدة، ففى عالم الاحتراف يبحث الجميع عن الأفضل بالنسبة لهم سواء كانوا لاعبين أو مدربين وعلى الجماهير تقبل ذلك، مما يعنى إذا أصر عبد الله السعيد على موقفه بالرحيل عن القلعة الحمراء والاحتراف الخارجى فإن هذا لن يعيبه فقد فعلها الصغير والكبير فى هذا النادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة