وابقى سلملى على الخصوصية.. مركز بيانات أبل فى الصين ينهى أسطورة التشفير الأمريكية.. الشركة العملاقة تخضع للقوانين الصينية وتضع بيانات مستخدمى الآيفون بين أيدى الحكومة.. وبنود تسمح بتسليمها للشرطة إذا لزم الأمر

الثلاثاء، 06 مارس 2018 01:30 م
وابقى سلملى على الخصوصية.. مركز بيانات أبل فى الصين ينهى أسطورة التشفير الأمريكية.. الشركة العملاقة تخضع للقوانين الصينية وتضع بيانات مستخدمى الآيفون بين أيدى الحكومة.. وبنود تسمح بتسليمها للشرطة إذا لزم الأمر أبل
كتبت إسراء حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تزور موقع شركة أبل على الإنترنت ستجد أن هناك عبارة قوية بالخط العريض تقول "فى أبل نعتقد أن الخصوصية هى حق أساسى من حقوق الإنسان"، وخلال السنوات الماضية كانت الشركة الأمريكية العملاقة تؤكد دوما على أنها تساند التشفير وتضع أمن وخصوصية المستخدمين فى المقام الأول، خاصة بعد معركتها مع مكتب التحقيقات الفيدرالى ورفضها المساعدة فى وضع ثغرات تسمح بفك تشفير هاتف أحد الإرهابيين.

 

لكن عندما يتعارض هذا التشفير مع مصالح الشركة العليا يكون هناك تفكير مختلف ومعتقدات متناقضة، وهذا اتضح خلال الأيام الماضية، عندما أعلنت أبل عن افتتاح مركز بيانات جديدة لها فى الصين سيتم تخزين بيانات مستخدمى هواتف آيفون فى الصين داخله، وهذا يعنى أن كل حسابات icloud التى تم إنشاؤها من قبل مستخدمى أبل مع فى الصين والتى تحمل تفاصيلهم الشخصية وبياناتهم الحساسة، بما فى ذلك الصور ومقاطع الفيديو والوثائق والنسخ الاحتياطية ستتواجد داخل هذا المركز الذى سيتم إدارته من قبل شركة إدارة البيانات الصينية GCBD، وهذا الأمر تم تنفيذه اعتبارا من 28 فبراير 2018.

 

رئيس ابل
رئيس ابل

 

خضوع أبل للصين

هذه الخطوة تأتى فى محاولة من أبل للخضوع للسياسات الصينية حتى تتمكن من العمل هناك بشكل أكبر، إذ تعد الصين ثانى أكبر سوق للشركة الأمريكية فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المعروف أن الحكومة الصينية تفرض رقابة كبيرة على الإنترنت والتكنولوجيا بشكل عام، لذلك من سيدير مركز البيانات ليست أبل لكن شركة GCBD الصينية التى تتحكم بها الحكومة، وهو ما يعنى أن ما تريده الحكومة من بيانات خاصة بالمستخدمين سيكون فى يدها دون مناقشات أو قضايا.

 

حيث إن هناك بند داخل الشروط والأحكام الجديدة لمستخدمى أبل فى الصين، وهو أن كلا من أبل وGCBD لهم الحق فى الوصول إلى البيانات المخزنة على الخوادم، ويشمل ذلك تبادل جميع بيانات المستخدم والإفصاح عنها للحكومة وفقا لما ينص عليه القانون.

 

متجر أبل فى الصين
متجر أبل فى الصين

 

ماذا حدث لتغير أبل قناعاتها؟

تحرك أبل لتخزين البيانات الشخصية الخاصة بالمستخدمين الصينيين فى مكان داخل حدود البلاد يأتى تماشيا مع قانون الأمن السيبرانى الجديد فى الصين الذى يتطلب من الشركات الأجنبية تخزين كل البيانات التى تولدها من الصين داخل حدود الصين، واختارت أبل أن تدخل فى شراكة مع الشركاء المحليين حتى لا تتعرض للحظر من العمل فى البلد الذى يضم عددا هائلا من مستخدمى هواتف آيفون.

 

ووفقا لتقرير من صحيفة "الجارديان" البريطانية من الآن فصاعدا كل بيانات مستخدمى أبل فى الصين ستكون فى متناول الدولة الصينية، وعلى الرغم من تشفير البيانات، إلا أن مفاتيح التشفير ستكون مخزنة فى الصين، وهذا يعنى  أن الشركة ستضطر للامتثال لقانون الأمن السيبرانى هناك وستقدم تلك البيانات إلى السلطات الصينية إذا لزم الأمر، كما أن الشرطة الصینیة تتمتع بسلطة واسعة النطاق وتستخدم قوانین ولوائح واسعة لتقیید الحريات أو رقابة المعلومات ومضایقة المدافعين عن حقوق الإنسان باسم الأمن القومى.

 

جدير بالذكر أنه منذ الإعلان عن الخبر لأول مرة، فإن خبراء الأمن والمحامين والناشطين ومنظمات متعددة غير ربحية أشاروا إلى المخاطر الأمنية المحتملة، حيث يقول الخبراء إن هذه الخطوة قد تجبر أبل على طاعة طلبات حكومية مختلفة للوصول إلى بيانات "أى كلاود" الصينية.

 

ابل فى الصين
أبل فى الصين

 

فيما تقول أبل إن الموافقة على المشروع المشترك لا يعنى أن الصين سيكون لها الحق فى التجسس على بيانات المستخدمين، إذ ستحتفظ أبل بمفاتيح التشفير، لكن الذين يعيشون فى الصين بحاجة إلى الحذر، ففى البلاد يمكن للشرطة إصدار مذكراتها الخاصة، فهى لا تحتاج إلى المحكمة لإصدارها، ما يعنى أن أى سلطة صينية مع النظام القانونى سوف تكون قادرة على إجبار أبل بتسليم المعلومات المخزنة فى حساب على أى كلود ابتداء من نهاية هذا الشهر.

 

هل هواتف آيفون لا تزال مشفرة؟

هواتف آيفون تعد من الأعلى تشفيرا فى العالم، لكن هناك شركة إسرائيلية تدعى Cellbrite تعمل لصالح الوكالات الحكومية وتساعدهم فى فتح الأجهزة الذكية واستخراج البيانات منها مقابل أموال طائلة، أعلنت فى وقت سابق أنها الآن لديها الأدوات التى تمكنها من فتح جميع هواتف آيفون بما فى ذلك نسخة X بكل سهولة، وقال "جيريمى نازاريان" الرئيس التنفيذى للشركة مؤخرا لموقع "فوربس" إن هناك أسبابا مهمة وراء الرغبة فى فك تشفير هواتف الشركة الأمريكية، وعلى رأسها جرائم القتل والجرائم المرتكبة ضد الأطفال وعصابات المخدرات وتهديدات السلامة العامة الرئيسية فى أى مجتمع، وغيرها من الفوائد التى يستفيد منها الجمهور من القدرة على فك تشفير هاتف آيفون مغلق.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة