بدأ موسم سمك الشبار "المبطرخ”" الوجبة المفضلة عند كثير من أهالى دمياط وبخاصة متوسطى الحال ، وخاصة عندما كان سعر الكيلو يتراوح من 5 إلى 15 جنيها حسب حجمه وبطروخه حيث إن سمك الشبار الأخضر طوله ما بين عقلتى الإصبع والثلاث عقلات وكانت تلتف حوله الأسرة الدمياطية البسيطة يتناولوه في سعادة بالغة وبجانبه الأرز والسلطة الخضراء والمخللات والبصل وكان الأسر الغنية يتناولونه من باب التغيير ولكن تبدلت الاحوال وأصبح الشبار الأخضر هو وجبة الأغنياء بعد أن تجاوز سعر الكيلو جرام منه 60 جنيها.
يقول على جوهر أحد أهالى المحافظة ، أن الشبار الأخضر يبدأ موسمه فى شهرى مارس وإبريل وكانت تلك الوجبة كفيلة لإرضاء الأسرة بأكملها خاصة الفقراء وكأنهم يتناولون أشهى وأفخم أنواع اللحوم، أما اليوم فتحولت وجبة الفقراء إلى وجبة للأغنياء والقادرين على شراء كيلو الشبار المبطرخ بسعر يتراوح ما بين 50 إلى 60 جنيها وأحياناً يزيد لتصبح الأسرة المكونة من 4 أفراد مطالبة بشراء 2 كيلوجرام على الأقل بسعر 120 جنيه لمجرد تناول وجبة واحدة، مما دفع الفقراء للامتناع عن شرائه وهم مجبرين على ذلك مكتفين بالمشاهدة عن بعد.
“أنا مش مستوعبه اللى بيحصل” .. تلك الكلمات قالتها “مريم طه”، ربة منزل مسنة، فى حديثها لـ”اليوم السابع ” وتابعت قائلة: مين يصدق أو بتخيل إن سمك الشبار المبطرخ اللى كان بالنسبة للدمايطة تفليتة زيه زى العدس وكنت بشتريه وأنا صغيرة بـ 7 قروش ومع الزمن ووصل سعره إلى 5 و 7 جنيهات أن يصل سعره إلى 60 جنيها وأكثر وأن اقف أمامه ولا أستطيع شراءه، هذا جشع وظلم، ومحدش بيتابع الأسعار، التجار والصيادين بيتحكموا فى قوت الغلابة”.
بينما تساءل "السيد طه" موظف علي المعاش، لما الفقير مش عارف يأكل وجبة سمك، طيب يأكل ايه؟ نأكل هدومنا يا ناس ولا نعمل إيه؟ الدولة إما تتحكم فى الأسعار أو تزود معاشى علشان أعرف أكل وأتعالج”.
تحدث سعد مصطفى، موظف حكومى: "توقعنا أن ينخفض سعر السمك لكن للأسف البائعين والصيادين يستغلون موسم الشبار المبطرخ وعشق الدمايطة له ويقومون برفع السعر واستغلال الفقير، والله ده افتراء وظلم، ولادي نفسهم فيه، وأنا مرتبى على قدى، أجيب وجبة بـ120 جنيها، مش ده حرام".
أما البائعين فكان لهم رأى آخر، فيقول أحمد وسام ، بائع سمك: "من الطبيعى ارتفاع سعر السمك الشباب المبطرخ "الجوابى" لأن هذا الموسم الخاص به ويكون الإقبال عليه كبير، في نفس الوقت نحن نحصل علي السمك من الصيادين بأسعار عالية، والصيادين يحصلون على أجر عال من صاحب المركب، وصاحب المركب يقوم بدفع ضرائب ومصاريف صيانة ونقل بالإضافة إلى أنه لديه أسرة يصرف عليها، فمتظلومناش إحنا ملناش ذنب”.
ويقول وسام الفار تاجر أسماك أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب وبخاصة الشبار الأخضر لأن الصيادين هم من يتحكمون فى أسعارها،مضيفا الأسماك الوجبة المفضلة لأهالى دمياط، وبخاصة بسبب كثرة انواع الاسماك المطروحة بالأسواق وبأسعار مقبولة بالمقارنة باللحوم الحمراء والبيضاء.
ويشير حسن بدر صاحب محل لبيع الأسماك أن الطلب الاكثر حاليا على سمك الشبار الأخضر الذى يتراوح سعره من 35 إلى 60 جنيها.
من جانبه قال مجدى البداوى رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية بدمياط أن أسعار الأسماك تشهد استقرارا خلال تلك الفترة بسبب تحسن حالة الجو فضلا عن بدء موسم الشبار الأخضر الذى يفضله أهالى محافظتى دمياط وبورسعيد وأسعاره تُحدد وفقًا للعرض والطلب فى الأسواق ويتراوح سعره من 30 إلى 60 جنيها.
