يتصاعد تنافس صامت بين إيران وقطر، على حقل غاز "بارس" المشترك فى الخليج، ففى وقت أعلنت فيه الدوحة تعليق تطوير الحقل فى عام 2005، باشرت إيران التى تعانى نقصا حادا فى إمدادات الغاز المحلية، أعمال التطوير من أجل تحقيق زيادة سريعة فى الإنتاج ووضعت هذا الهدف فى مقدمة أولوياتها، وبعد أن أثرت الأزمة العربية من قطر على إنتاجها من الحقل وتكبدت جراءها خسائر اقتصادية فادحة، رفعت طهران التى تحمى عناصرها أمير الإرهاب تميم بن حمد فى الدوحة من وتيرة إنتاج الغاز من الحقل.
وفيما يبدو ظاهرا أن طهران بدأت تجنى ثمار دعمها للنظام القطرى، وتنتزع ثمن حمايتها للأمير الداعم للإرهاب فى المنطقة، حيث شرعت فى تنفيذ استراتيجية جديدة، بدأ يتحدث عنها مسئوليها فى العلن تتضمن انتزاع ثمن الدعم الذى تقديمه للحكومات والأنظمة، على نحو ما قال المستشار العسكرى للمرشد الإيرانى علي خامنئى، اللواء يحيى رحيم صفوى بشأن الدعم السورى لإيران، "حن جادون فى الدفاع عن سوريا وسلامة أراضيها، لكن على النظام تسديد فاتورة التكاليف.. يوجد فى سوريا نفط وغاز ومناجم فوسفات، ويمكن لهذه الثروات الطبيعية تسديد الفاتورة".
خارطة حقل بارس
وتنسحب استراتيجية استرداد ثمن الدعم الإيرانى، أيضا على النظام القطرى الذى أمدته طهران منذ بداية المقاطعة العربية فى يونيو العام الماضى بمواد غذائية وحققت طفرة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين مستغلة بذلك حالة الفراغ العربى فى الإمارة الداعم نظامها للإرهاب، ووصل حجم التجارى بين البلدين إلى 200 مليون دولار خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر وحتى 21 مارس 2017 بحسب مدير عام مكتب الشئون العربية الإفريقية فى الغرفة الإيرانية، شهرام خاصى بور، إضافة إلى تقديم طهران عناصر لحماية عرض الأمير من السقوط وقدرتهم تقارير خليجية بـ 10 آلاف عنصر وضابط.
وتحدث العديد من المسئولين الإيرانيين عن رفع الإنتاج من حقل بارس، وقال قائد مقر خاتم الأنبياء لشئون الاعمار وخلال كلمة خلال مراسم تدشين عملية شحن ونقل المنصة الأولى للوحدة الثانية والعشرين لحقل بارس الجنوبى، "فى السّابق كان إنتاج قطر من الحقول المشتركة أكبر من إنتاج إيران، لكننا اليوم وصلنا إلى مستوى متساوٍ من الإنتاج ومع إطلاق منصات الإنتاج هذه سنتمكن من إنتاج مستوى أكبر من قطر كما سنمكن من استخراج 125 مليون متر مكعّب من الغاز يوميّا".
قائد خاتم الانبياء
أين يقع حقل بارس الجنوبى
حقل بارس هو حقل تتقاسمه إيران مع قطر فى مياه الخليج العربى، تطلق عليه إيران بارس الجنوبى ويعرف بحقل غاز الشمال فى قطر، ويعد أكبر حقل غاز فى العالم حيث يضم 50.97 ترليون متر مكعب من الغاز. وتبلغ مساحة حقل غاز الشمال نحو 9.7 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف، ويسهم الحقل البحري العملاق، بجميع إنتاج قطر من الغاز تقريبا ونحو 60% من إيرادات التصدير، وأعلنت قطر فى 2005 تعليقا مؤقتا لتطوير له ليكون أمام الدوحة وقت لدراسة أثر الزيادة السريعة في الإنتاج على المكمن.
Pars-field
ووفقا لتقرير لـ شبكة "بلومبرج الأمريكية" حول تاريخ الحقل، إنه فى العام 1971 نقبت شركة "شل" فى هذا المكان وخاب أملها، إذ لم تعثر على النفط، ولكنها عثرت على الغاز بكميات ضخمة، وقتها كانت قطر منتجا متواضعا للنفط ولها سوق طاقة محلية وإقليمية متواضعة، وخلال الثمانينيات والتسعينيات صارعت لتطوير مشروع الغاز الطبيعى المسال لتصديره إلى آسيا، لكن فى ظل الأسعار العالمية المتدنية للطاقة، استسلمت شركة "بى جى" التى كانت تخفض التكاليف وتولت "موبيل" المهمة مكانها.
ورصدت تقارير أجنبية تنافس بين البلدين على إنتاج الغاز، وقال تقرير "بلومبرج" نشر فى يوليه العام الماضى، أنه "رغم أن الخرائط القطرية تشير إلى أن الحقل ينتهى عند حدودها، قامت إيران بالتنقيب فى قطاعها عام 1991، وتبين تدريجيا أن لديها ثلث إجمالى الاحتياطى، لكن سوء الإدارة والعقوبات والخلافات السياسية وعدم اتخاذ القرار كلها عناصر أدت لتباطؤ العمل فيه، وعندما أعلنت قطر وقفا اختياريا للعمل فى حقل الشمال، كانت هناك شكوك بأن الإيرانيين حذروا الدوحة وطالبوها بوقف المشروعات الجدية، لأنهم شعروا أنها ستجفف ما لديهم من غاز، ومنذ العام 2014 بدأت إيران العمل على التطوير فى جنوب فارس، وتوقع التقرير أنه بحلول 2020 سيتجاوز إنتاج إيران من جنوب فارس إنتاج قطر من حقل الشمال، كما سعت إيران إلى وضع مراحل تطوير لمنع تسلل الغاز الإيرانى إلى الجانب القطرى.
حقل بارس المشترك
وكشف مسئولين إيرانيين مؤخرا عن خطة بلادهم لزيادة إنتاج الحقل، وفى فبراير الماضى أكد وزير النفط بيجن زنكنة أن إيران ستنتج 140 مليون متر مكعب إضافى من بارس الجنوبى، في العام الايرانى الجديد الذى يبدأ 21 مارس 2018، حيث وضعت إيران، تحقيق زيادة سريعة فى الإنتاج من حقل بارس الجنوبى فى مقدمة الأولويات، كما وقعت اتفاقا مع توتال الفرنسية في نوفمبر العام الماضى لتطوير مشروع بارس الجنوبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة