بدأت الاحتفالية، بوضع اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، يرافقه اللواء أمجد عبدالفتاح، مدير الأمن، ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية، إكليلاً من الزهور على النصب التذكارى بميدان الشهداء، وسط حضور المئات من أهالى محافظة بورسعيد.
وأسدل المحافظ بعدها، الستار عن تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض، بقاعدته خلف النصب التذكارى للميدان بالمواجهة لمحكمة بورسعيد الابتدائية، على نغمات "سلام الشهيد" وتلاها الأغانى الوطنية.
قال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، أن وضع تمثال عبد المنعم رياض بهذه الكيفية وبالوضع الجديد لحجمه وتصميمه يلقى بظلاله على أهمية الشهيد ومكانته العسكرية والشعبية وسط أهالى بورسعيد خاصة ومصر عامة.
وأضاف "الغضبان"، أن الشهيد عبد المنعم رياض، له قيمة عظيمة عند المصريين، لذلك كان لابد من تصميم تمثال يوحى ببطولة هذا الشهيد، وعلى قاعدته لوحة توضح تاريخ النضال لهذا البطل.
وأكد على أن أهالى بورسعيد، يحتفلون اليوم بعودة التمثال بشكله الأمثل، وظهر ذلك فى المشاركة الوطنية من الأطفال والشباب وحتى كبار السن الذين حرصوا على التواجد.
وأشعل طلاب عدد من مدارس بورسعيد والذين ارتدوا "تيشيرتات" مطبوع عليها صور شهداء الشرطة والقوات المسلحة، حماس الحضور بأغنية الصاعقة "وقالوا ايه علينا"، وتعالت أصوات الحضور تمجيداً وتخليداً للشهداء، وحضرت أم الشهيد "حسين حافظ" - أحد جنود القوات المسلحة، بالملابس البيضاء التى اعتادت على الظهور بها منذ استشهاد نجلها.
وأكدت والدة الشهيد مصطفى خضر، كلنا فخر اليوم بوجودنا فى ميدان الشهداء وبنحتفل بعيد الشهداء، ووضع تمثال عبد المنعم رياض يؤكد على تواصل الأجيال بين الشهداء، فأولادنا أبناء للشهيد عبدالمنعم رياض واليوم هو تخليدا لهم جميعا.
وقالت، خلال لقائها مع "اليوم السابع"، أن كل بورسعيد بتحيى الشهداء، ونحن اليوم نشعر بالفخر كوننا من أهالى الشهداء، وأوضحت قائلة "لولا الشهداء ما كانت الأوطان".
وقال والد الشهيد مصطفى خضر، أحد رجال الدفاع الجوى بالقوات المسلحة، أن نجلى استشهد ثانى أيام عيد النصر فى 7 أكتوبر 2013، وأنا بضحى بابنى عند ربنا من أجل مصر تعيش، ولابد على الشعب عدم المطالبة بطلبات شخصية من أجل مصر.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، كما ضحى ببدلته العسكرية من أجل الحفاظ على مصر، لن تركه أبدا ليكون رئيساً لفترة رئاسية ثانية وسنقف خلفه لاستكمال مسيرة البناء والتنمية والقضاء على الارهاب.
وقال الفنان طارق الكومى، مدير متحف محمود مختار، وناحت تمثال عبد المنعم رياض الجديد لـ"اليوم السابع"، أنه قام بنحت التمثال بطبيعة تتناسب مع طبيعة ميدان الشهداء، موضحاً أنه ركز على تفاصيل تُظهر شخصية الشهيد البطل لكونه مقاتل مصرى استشهد على الجبهة وكان مقاتلاً وقائداً كبيراً يتسم بالدهاء والفراسة وقوة العسكرية المصرية.
وأوضح "الكومى”، لـ"اليوم السابع"، أن طول التمثال يبلغ 4 أمتار ونصف وهو طول يناسب مع طبيعة المكان، ووضع بشكل رأسى ليتناسب مع بنيان "المسلة" وهو موضوع على قاعدة تمثل الصخرة التى استشهد عليها البطل المقاتل عبد المنعم رياض، فقد صمم بطريقة تظهر انتظام الوقفة وقبضة اليد القوية هذا بجانب نظرة العين والملامح.
وأشار إلى أن التمثال تم نحته خلال شهرين فقط مع أنه من الطبيعى أن يستغرق عام كامل على الاقل، وذلك لطبيعة الظروف التى حدثت فى إزالة التمثال القديم والتى كانت قد أحدثت جدلاً وغضباً واسعاً، موضحا أنه مُصنع من مادة (grc) المسلح بالألياف الزجاجية وبتكلفة إجمالية لم تتعد 200 ألف جنيه.
وأكد السعيد شلبى، رئيس حى الشرق، أن التمثال يعطى للمكان قيمة كبيرة، بالإضافة إلى القيمة المكانية الذى يوجد به وهو ميدان الشهداء، الذى تم تطويره ورفع كفاءته بصورة تتناسب مع أهالى بورسعيد وتاريخهم الباسل.
وأوضح "شلبى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن هذا التمثال تم إسدال الستار عنه فى ذكرى احتفالات بيوم الشهيد وشارك فى ذلك لفيف من القيادات التنفيذية والشعبية مما أعطى رسالة بأن مواطنى المحافظة ذو شعور وطنى.
وأبدى عدد من المواطنين، إعجابهم بالتماثيل الجديد، حيث قال عمرو الحريرى - 33 سنة، أن التمثال الجديد تم تصميمه بشكل يليق وشخصية الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض، الذى ضحى بحياته على الجبهة وسط جنوده.
واستكمل، يوسف عزام - أحد أعضاء الغرفة التجارية ببورسعيد، أن اليوم يعتبر تكريم لكل شهيد ضحى بنفسه فداء الوطن، مشيراً إلى أنه لاحظ روح وطنية كبيرة وسط الحضور باسدال الستار عن تمثال عبد المنعم رياض.
ولفت الدكتور محمد الجوهرى، الأمين العام لمجلس الحفاظ على التراث ببورسعيد، إلى أن تمثال الشهيد يُمثل فخر كبير لنا كبورسعيدية حيث تم تصميمه بمواصفات فنية عالية من حجم وجودة الصنع وملائمته للمكان المحيط به، وقاعدته التى توحى بالمشهد الحقيقى لحظة استشهاد الفريق أول.
وأبدت سعاد المصرى، عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد، سعادتها بالشكل النهائى الذى خرج به التمثال خاصة والاحتفال بيوم الشهيد بشكل عام، والذى يعد تكريما لكل أم شهيد تحملت على عاتقها فقدان أعز ما تملك من أجل الوطن.
وأوضح محمد ضياء، مدير العلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم، ل"اليوم السابع"، أن مشاركة طلاب المدارس بأغنية الصاعقة "قالوا ايه علينا" فى الاحتفال بيوم الشهيد، لبث الروح الوطنية بهم، وحثهم على أهمية الفداء والتضحية من أجل الوطن.
يذكر أنه كانت قد أثارت واقعة كسر تمثال الشهيد عبد المنعم رياض، والذى كان موقع بشاع 23 يوليو بالمواجهة لمديرية أمن بورسعيد، حالة من الاستياء والغضب، وذلك خلال نقله بواسطة "بلدوزر"، وحاول حينها محافظ بورسعيد، تهدئة الأوضاع موجهاً بتصميم تمثال أكبر حجما وأفضل من القديم تكريما له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة