ينتهج رؤساء أحياء محافظة القاهرة، أسلوب عنيف، لتنفيذ مخطط محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد، فى إخلاء العاصمة من عربات الكارو، حيث يقوم رؤساء الأحياء بلا استثناء بتحطيم عربات الكارو التى يتم ضبطها فى الشوارع، والتى تمثل مصدر دخل أساسى لعدد كبير من الأسر محدودة الدخل، دون توفير البديل الملائم لهم، خاصة فى ظل الظروف الإقتصادية القاسية التى تمثل عبئ كبير على الطبقة الفقيرة، ومحدودى الدخل.
إيجاد بديل مناسب لعربات الكارو
فمن المعروف والمفترض أن توفر المحافظة فرص عمل بديلة لسائقى الكارو، أو توفر بديل ملائم لعربات الكارو مثل التروسكل أو سيارات ربع او نصف نقل، ولكنها أعلنت الحرب على الجميع دون الإنتظار، أو النظر بعين الرحمة لمن لا يستطيع شراء بديل أو يعانى من الأمية فلا يستطيع استخراج رخص قيادة للسيارات البديلة، او إعطائه الفرصة لكى يبيع تلك العربة خارج المحافظة وكذلك الدابة التى تجرها، الاستفادة من ثمنهما.
ومنذ ان بدات المحافظة فى تنفيذ مشروع "القاهرة بلا كارو" أعلنت عن توفير بدائل بالتنسيق مع أحد البنوك، وأنها تواصلت مع اصحاب العربات وحصرت عددهم بكل حى، تمهيدا لتحديد حجم المشكلة وكيفية التنفيذ، ولكن الذى يتم تنفيذه على أرض الواقع عكس ذلك تماما، فنظرا لوضع المحافظ "نسبة تنفيذ المشروع فى كل حى"، كأحد النقاط التى يتم تقييم رؤساء الأحياء عليها شهريا، ضرب رؤساء الأحياء بيد من حديد دون النظر للبعد الإجتماعى والإنسانى لطبقة عريضة من محدودى الدخل وأصحاب مهنة كان يعتمد عليهم بشكل أساسى فى النقل وخاصة فى العاصمة.
تحطيم العربات يوميا
يوميا يعلن عدد متفاوت من رؤساء أحياء القاهرة عن تحطيم عدد من عربات الكارو ضبطها رئيس الحى تسير فى أحد الشوارع، فمثلا رئيس حى المطرية اللواء خالد المحمدى، على سبيل المثال وليس الحصر، يعلن بشكل دورى عن ضبطه عدد من العربات وتحطيمها أمام أصحابها، ولكنه لا ينظر لعربات الكارو التى تملئ ميدان المطرية وتكاد تغلقه وتسبب تكدس مرورى بشكل مستمر فى الميدان الذى يعد أكبر ميادين الحى.
فكل ما يهم رؤساء الأحياء هو أن يقدم ضمن تقريره الشهرى الذى يعرض على المحافظ أنه تمكن من ضبط عدد كبير من عربات الكارو تنفيذا لتوجيهات المحافظ، دون ذكر أى شيئ عن توفير بدائل لأصحاب هذه العربات المجبرين على أمرهم.
منطقة المدابغ يعمل أغلب قاطنيها سائقى كارو
وتعد منطقة المدابغ خلف سور مجرى العيون بحى مصر القديمة، من أكثر الأماكن التى تكثر فيها عربات الكارو حيث يعمل أغلب قاطنيها على عربات الكارو لنقل الجلود ومتعلقاتها، وتحدث "اليوم السابع" مع عدد من العاملين على عربات الكارو، والذين أكدوا أنهم لم يسمعوا عنها ولم يتحد أحد معهم عن ذلك، وأنهم لا يمتلكون إلا قوت يومهم، ولن يتحملون أعباء الأقساط بالإضافة إلى أن "التروسكل أو سيارة ربع نقل" لا تتحمل ما تتحمله عربة الكارو.
صاحب عربة: لن أتحمل عبء البنزين وقطع الغيار والأقساط
وقال عبده عبد الله، أنه يسعى بعربة الكارو فى المدابع التى ما زال يعمل بعضها لنقل الجلود الخاصة بعا، ويطمع فى العودة لمنزله أخر اليوم بما يسد جوع أولاده، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع تحمل عبء غلاء البنزين أو أقساط السيارة، بالإضافة إلى أنه السيارة تحتاج لصيانة وقطع غيار وخلافة وهو ما يمثل عبء أخر بالإضافة إلى أن عربة الكارو تحمل أى شى دون أن يخاف عليها.
محافظة القاهرة: الهدف من المشروع تجميل العاصمة
من جانبه، أكد اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، أن المشروع الهدف منه إعادة الرونق الحضارى للقاهرة بما يليق بها عاصمة لمصر، وكذلك العمل على تسيير حركة المرور لما تمثله عربات الكارو من اعاقة للطريق، مشيرا إلى أن المحافظة تصادر الآن أى عربة تجدها، وأنه تم تعليم عدد كبير من أصحاب العربات الكارو، لتسهيل استخراج رخص القيادة لهم.
حصر 1700 فرد حتى الآن
وأكد نائب محافظ القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، انه تم حصر العاملين بعربات الكارو وبلغ 1700 فرد قابلين للزيادة، مشيرا إلى ان منهم من يقرأ ويكتب، مشيرا إلى أنه تم الاجتماع مع عدد كبير من أصحاب عربات الكارو بالمحافظة، وابدوا ارتياحهم، وترحيب بالفكرة قائلين أنها فرصة للتخلص من صفة " عربجى" والتى تسبب لهم مضايقات من بعض أفراد المجتمع، إلى جانب تحسين المستوى الاجتماعى ومظهره أمام اولاده وأحفاده.
وأشار إلى البعض تخوف من أن المشروع سيكلفهم ماديا من حيث مصاريف التراخيص، والمخالفات، مؤكدا انه فى المقابل سيزيد من دخله، وان امامه اكثر من بديل لاختيار نوع السيارة او الالة التى سيستبدلها بالعربة الكارو.
وأوضح أن البنك المساهم فى المشروع يشارك المحافظة فى تحمل التكلفة بتقسيط ثمن البدائل بالتقسيط على أطول فترة بأقل فائدة، لافتا إلى أن الأحياء التى يتواجد بها الكارو بكثرة حى شبرا والساحل، والشرابية وبولاق ابو العلا والسيدة زينب وحى روض الفرج ويعتبروا مركز الكارو.