"القاهرة الجديدة" هى إحدى أوائل الروايات التى انطلق بها نجيب محفوظ إلى العالمية، حيث نشرت فى عام 1945، ورصد فيها محفوظ انحرافات وزير من الوزراء وحياته السرية وفضائحه واستغلاله لنفوذه ومكانته كوزير، وقد مثّل الدور بتفوق الفارس الراحل «أحمد مظهر» مع مجموعة من ألمع النجوم.
الإعلامى عمرو الليثى يروى كيف تعاون عمه جمال الليثى، مع المخرج الراحل صلاح أبو سيف فى هذا العمل، حيث يقول: كان الأستاذ صلاح أبوسيف قد حضر أحداث الفيلم فى مطلع الثلاثينيات، واختار له اسم «القاهرة 30»، وهى فترة حكم إسماعيل صدقى باشا، التى ألغى فيها الدستور وألغى مجلس النواب وحكم مسنوداً من القصر والاحتلال الإنجليزى، ونكّل بكل أطياف القوى الوطنية وسلم البلد إلى حياة الرذيلة والفساد، وكان من الطبيعى أن تقوم ضده الثورات وتحاربه وتندد به، وكان المشهد الأخير من «القاهرة 30» والمنشورات التى تتطاير فوق الرؤوس فى محطة مصر شيئا واقعيا وطبيعيا جدا لكى ينهى به صلاح أبو سيف الفيلم .
وأضاف: صلاح أبوسيف قد أعد المنشورات وطبعها فى مطبعة المعهد العالى للسينما، ثم نقلت إلى مكان التصوير لتنفيذ المشهد ولينهوا تصوير الفيلم، وبدأوا يجهزون للعرض.. وذات يوم، فوجئ الأستاذ جمال الليثى بتليفون من وزير الثقافة وقتها، الأستاذ سليمان حزين، يستدعيه إلى مكتبه على عجل، وما إن ذهب إليه وجلس أمامه حتى سأله بلهجة مفزوعة ووجهه ملىء باللهفة: «إيه حكاية المنشورات اللى بيقولوا إنك طبعتها ووزعتها فى باب الحديد؟؟»، وشرح له أن المنشورات التى يقصدها مطبوعة فى معهد السينما، لكى يصورها الأستاذ صلاح أبوسيف فى مشهد من مشاهد فيلم «القاهرة 30»، وهو فيلم قطاع عام ومصرح به من الرقابة، وعبارات المنشور الذى يتحدث عنه مجازة من الرقابة وتتلاءم مع أحداث القصة التى تجرى أحداثها فى أوائل الثلاثينيات ولا علاقة لها بهذه الفترة، وعرض عليه أن يذهب معه لكى يرى المشهد فى ختام الفيلم، وذهب معه فعلا ثم عادا إلى مكتب وزير الثقافة مرة أخرى ووجده يتصل برقم تليفون معين وسمعه يتحدث إلى الرجل على الطرف الآخر لكى يشرح حكاية المنشورات وطبيعة وجودها فى فيلم «القاهرة 30»، وكما استشف الأستاذ جمال الليثى من الحوار فإن الرجل على الطرف الآخر كان صلاح نصر، مدير المخابرات وقتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة