"هذا الشبل من ذاك الأسد" هذا هو أقرب وصف يمكن أن نطلقه على الحايك أو مدرب الأسود الذى قضى معها معظم وقته وتدرب على المعاملة معها حتى صار يفهمها أكثر من أبنائه واستطاع أن يكسر حاجز الخطر الذى يشكله هذا الحيوان المعروف بشراسته ليصبح صديقا حليفا لها يفنى حياته فى خدمتها.
على غير العادة والطبيعة التى نعرفها عن الأسود وخطورة التعامل معها، يجلس أسدان خلف القضبان يرضخان لتنفيذ الأوامر بكل وفاء، وما بين اللطف والحنان واستخدام الشدة تارة أخرى والتحدث معها عن المهام الواجبة عليها بشكل مثير للتعجب عن كيفية فهم الأسود لهذه الطريقة، يقف الحارس أحمد كاسب محمد، رئيس بيت الأسود أمام القفص فى البيت بحديقة الحيوان لإمتاع المشاهدين الذين يتوافدون خلفه لمشاهدة الأسود وعروضها مع مدربها.
الحايك مع الأسد
الأسد الأنثى
"شيل إيدك، فوق، قوم يالا، فتح عينك، اتحرك" كلمات يلقيها الحارس على مسامع الأسود وتستجيب له بشكل يؤكد ذكاء الحيوانات واستجابتها للعشرة التى تبنى حلقة للتواصل بينها وبين صديقها الإنسان إما بالصوت أو بالإشارة.
الحايك يحدث الأسد
الأسد يتفاعل مع حارسه
الأسد يسمع كلام صاحبه
ثم يقوم الحارس بوضع يده داخل فمه وعلى أنفه ويضرب على يديه ليوقظه بكل شجاعة وكأنه صارا واحدًا منها يتأكد من عدم خيانتها له، فيقول أحمد كاسب أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 28 عاما حتى صار وكأنه واحدا منها مؤكدًا وفاء الأسود لأصدقائها موضحًا: "اتعلمت إزاى أتعامل معها من الأقدم منى فى حديقة الحيوانات بخبرة متقلش عن سنتين لما اتعودت عليها".
الأسد يفهم حارسه
يضع يده على أنف الأسد
يضع يده فى فمه بشجاعة
وأكد الحارس أنه فى بداية عمله وتدريبه للأسود كان يخشى ويقلق كأى إنسان ويأخذ حذره خاصة أنه لم يسبق له أن تعامل مع أسود من قبل أن يضعه المسئول فى هذا المكان ولكن بعد عامين من التدريب أصبح صديقا لها قائلا: "دلوقتى بحط إيدى فى بقهم عادى من غير خوف لأن الأسد وفى لما بيتعود على صاحبه وبيسمع الكلام".
الحايك لا يخشى الأسد
"الحيوان ذكى جدًا وعارف صاحبه من الشخص الجديد اللى بيحميه ويأكله" هذا ما وضحه الحايك محمد عن طبيعة الأسود ووفائها وسبب عدم إيذائها لمدربيها، وأشار إلى أنه كان يدرب قبله أكثر من حيوان من النعام للثعابين لكلب البحر إلى الأسود آخر شىء، مؤكدًا أن الأسود أخطر الحيوانات فى حديقة الحيوانات ولكنها لا تؤذى أصحابها.
وعلى غير ما نعتقده أن فم الحيوان هو مصدر قوته بسبب صوته وحركته المخيفة، يصحح لنا كاسب هذا الاعتقاد قائلاً إن مصدر قوة الحيوان فى يده وليس فى فمه لما لديه من أظافر وصفها "بالسكاكين" ويؤذى بها مثل القطط لكن الأسد أكبر وأشرس منها.
يمسك يديه
"سميحة وحسين أو ممكن تسميه حسين فهمى حتى عينه خضرا زيه" قال الحارس مازحا عن أسماء أسديه، ذاكرًا أنهما يتمتعان بهدوء وألفة بعد الطعام وأكثر أوقات عصبيتهما وقت الجوع "لأن الأسد الذكر والأنثى بيكونوا عايزين ياكلوا كتير فبيتعصبوا لحد ما يكلوا يهدوا".
ولا يكتفى الحايك بالتعامل معه وطعامه وشرابه فقط وإنما يهتم أيضًا بنظافته ويهتم باستحمامه كل يوم فى الصيف لحرارة الجو وكل ثلاثة أيام فى الشتاء، مفسرًا: "بشغل خرطوم المياه بحيث تكون شديدة عليه واحميه والأسد بيحب المياه".
لغة متبادلة بين الحايك والأسود
"شعره يقف ويتغير ويمنع الأكل" هذه هى الأعراض التى توضح للحارس إعياء الأسود والتى تجعله يستدعى الطبيب البيطرى لعلاجه وتحدث هذه الأعراض خاصة عند نزلات البرد او السخونية. وأكد فى نهاية حديثه عن الأسود وطبيعة التعامل معهم أنه يهتم بهم كأولاده بطعامهم وشرابهم ونظافتهم والاهتمام بصحتهم ولا يمكن لأى شخص فى هذه الحديقة أن يهمل فى حيوان "لو أهملت فيهم يبقى بأهمل فى ولادى" .