"اوشعنا" أو يارب خلصنا" هى الكلمة التى استقبل بها شعب أورشليم المسيح حين دخلها منتصرًا راكبًا "الجحش" فى مثل هذا اليوم الذى يعتبر باكورة أسبوع الآلام لدى الكنائس التى تصلى بالتقويم الشرقي.
افترش باعة السعف محيط كنائس حى شبرا الذى يضم أكبر تعداد للأقباط بالقاهرة، وذلك منذ مساء أمس يعرضون سعف النخيل وسنابل القمح والورودة تتخذ أشكالًا مختلفة كالصليب والأقراط والخواتم والقناديل.
فى كنيسة مارجرجس بشبرا، ترأس القمص صليب متى ساويرس كاهن الكنيسة قداس أحد السعف، قبل أن تبدأ دورة الصليب من أمام هيكل الكنيسة، حيث رفع الشمامسة الصليب وأيقونة الشعانين وهى مزينة بسعف النخيل والورود وأمام هيكل الكنيسة ردد الشمامسة الآية "الذى صنع ملائكته أرواحًا وخدامه نارًا تلتهب، أمام الملائكة أرتل لك وأسجد قدام هيكلك المقدس. الليلويا)..
وقال القمص صليب لليوم السابع، إن أحد السعف أو أحد الشعانين هو ذكرى دخول المسيح أورشليم وسمى بأحد الشعانين لأن كلمة "شعانين" هى تحريف للكلمة العبرية "أوشعنا" أو خلصنا، حيث استقبل أهالى بيت المقدس المسيح بالهتاف "خلصنا خلصنا" انتظارا منهم للخلاص من الحكم الرومانى الذى عذب وقتل آلاف الشهداء.
وعن دلالة استخدام السعف فى هذا اليوم، قال القمص صليب، إن أهالى المدينة المقدسة استقبلوا المسيح حاملين السعف وجريد النخل الأخضر فى أيديهم، لأن النخل يعيش سنوات طويلة ويرمز للخلود ويعطى لونه الأخضر إيحاء بالسلام، وتستخدمه الكنائس وعموم الأقباط فى هذا اليوم لإحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس.
فيما عملت الكنيسة اليوم على تغيير ستار الهيكل إلى اللون الأسود، لتكتسى الكنيسة بالسواد ضمن طقوس أسبوع الآلام، ثم تبدأ «البصخة المقدسة» مساء اليوم الأحد، وتستمر حتى يوم «الجمعة الحزينة»، وتُتلى التسابيح والصلوات بالألحان الحزينة، ويعقبها «سبت النور»، وبعده «أحد القيامة» للاحتفال بالعيد.
وفى القدس، يصلى زوار المدينة أو الحجاج الأقباط صلوات قداس «أحد الشعانين» فى كنيسة القيامة، ويحضرون زفة الشعانين، ثم يزورون حقل الرعاة فى بيت ساحور، ويمرون بقبر راحيل، زوجة يعقوب، وبعدها تتوجه الوفود إلى بيت لحم لزيارة مغارة الحليب، ومنها إلى كنيستى المهد ويوحنا المعمدان.
فى سياق متصل، فإن بطريركية الأرمن الكاثوليك بوسط القاهرة احتفلت اليوم بقداس عيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الغربى وترأس المطران كريكور كوسا مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك صلوات قداس العيد.
وقال فى عظة القداس إن عيد قيامة المسيح، عيد عبوره بالبشرية إلى حياةٍ جديدةٍ مضيفًا، نعيش هذه الأيام، فى بلدان الشرق الأوسط والعالم، أيّامًا قاتمة من الإرهابِ والحربِ، والعنفِ والتدميرِ، والجوعِ والتهجيرِ والقلقِ على المستقبلِ والمصير.
واستكمل: "لكن نور المحبّة والسلام المشعّ من قبر المسيح الفارغ، وقد دُحرِجَ عنه الحجرُ الكبير، يدفع بنا جميعًا وبخاصّة المسيحيين إلى صخرة الرجاء بيسوع المسيح الذى أصبح سيّد العالم بموته وقيامته، وبه نُوطّد حضورنا ورسالتنا".
وتابع: "بالرغم من الحروبِ والأسلحةِ الفتاكة والإرهابِ والتسلطِ وسلطة حبّ المال، وتبقى للمسيح الكلمةُ الأخيرة، كلمة الحقّ فى وجهِ الكذبِ والتضليل، وكلمة المحبّة فى وجهِ البغضِ والقتلِ، وكلمة السلام فى وجهِ العنفِ والحرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة