كشف الفنان التشكيلى عادل السيوى، عن أن الكاتب الراحل مكاوى سعيد، كان يعمل على كتابة نوفيلا، بعد روايته "أن تحبك جيهان".
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها قنديل أم هاشم، الذى يستضيف بيت السنارى، التابع لمكتبة الإسكندرية، للاحتفاء بانطلاق كتاب "القاهرة وما فيها" للكاتب الراحل مكاوى سعيد، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، وهو الكتاب الأخير الذى انتهى منه صاحب "تغريدة البجعة" قبل رحيله.
وحضر الندوة كل من الفنان عادل السيوى، وإبراهيم عبد المجيد، ومحمد المخزنجى، وعمرو العادلى، والدكتور محمد أبو الغار، والكاتبة ضحى عاصى، والكاتب سعد القرش، والكاتبة الإماراتية ميسون صقر، ونورا رشاد، المدير التنفيذى فى الدار المصرية اللبنانية للنشر، كما حضرت أيضا شقيقة مكاوى سعيد، وأدار الندوة الكاتب والصحفى سيد محمود.
وفى بداية الندوة رحب سيد محمود بأصدقاء الكاتب الراحل مكاوى سعيد، مفضلا عدم قول "الكتاب الأخير"، لافتا إلى أهمية الكتاب الذى يأتى استكمالا لمسيرته.
وقالت نورا رشاد، إن مكاوى سعيد دائما ما كان يتحدث عن رغبته فى الانتهاء من عملية إعداد الكتاب، وكأنه كان يعلم برحيل، لافتة إلى أنه كان من المفترض أن يقوم بزيارتها فى مقر الدار لرؤية النسخة الأخيرة من الكتاب، إلا أنه رحل قبل هذا الموعد بيوم واحد.
كما أشارت نورا رشاد، إلى أن هذا كتاب "القاهرة وما فيها" أخذ وقتا ومجهودا كبيرا من كافة النواحى، ومنها البحث عن الصور غير المتداولة.
وقال الفنان عادل السيوى، حينما توفى مكاوى سعيد، كان رد الفعل مدهشا كبيرا بالنسبة، فسألت نفسى: ما الذى فعله مكاوى سعيد ليحظى بهذه المحبة الكبيرة التى لا أجد لها تفسيرًا حتى الآن.
وأضاف عادل السيوى، أما على المستوى الشخصى، فإن مكاوى سعيد، فأرى أنه "خلع الباب" الذى بينه وبين العالم، فلم يضع نفسه فى نمط الصعلوك أو الكاتب الذى يشعر بأنه لم يحظ بحقه، فمكوثه أغلب الوقت فى وسط البلد، لم يعط الصورة الذهنية المعروفة.
وتابع "السيوى" فى الحقيقة أنا متيم جدا بشخصية مكاوى سعيد، لقد عاش حياته وكأنها عمل فنى، هو لا يشبه أحد إلا نفسه، ومن اللافت أيضا فى شخصيته، أنه كان مهتما بالقطط، يعرفها جيدا، ويسميها، ويعرف الأشجار وحالتها، كما يأنس بمرور أحد المجاذيب، هو حالة إنسانية شديدة الخصوصية بكتابته وحياته التى لم نرها فى غيره.
ورأى عادل السيوى، أن المرادف المعنى بأن مكاوى سعيد قاهرى، فهو "وسط البلد"، ولا شىء غير ذلك، كما أنه تحصن بمنطقة وسط البلد من متاهة المدينة، وهذا ما يفسر لنا قوله بأن وسط البلد هى العاصمة الفخرية للقاهرة.
ورأى سيد محمود أن بعض من يقرأ كتاب "القاهرة وما فيها" سوف يلمس المخيلة الروائية التى يعتمد عليها مكاوى سعيد فى بعض السرديات التاريخية المطمورة.
كما أشار سيد محمود إلى أن أكثر ما كان يستهوى مكاوى سعيد، هو الحكايات عن المدن، والتى يكتبها مجموعة من الكتاب الهواة، أو المؤرخين غير الرسمين.
وأوضح عادل السيوى، ردًا على سؤال سيد محمود حول رؤية مكاوى سعيد لتطور المدينة، بأنه لم يكن منشغلا بهذا الجانب على الرغم من البحث عن الحكايات المروية عن المدينة وما ورائها.
وفى سياق آخر، أشار عادل السيوى إلى أن مكاوى سعيد كان يعمل على نوفيلا جديدة، لافتا إلى أنه صرح لـ"مكاوى" بأن رواية "أن تحبك جيهان" لم تنل إعجابه بسبب كثرة التفاصيل وحجمها الضخم، فكشف له بأنه يعمل على نوفيلا جديدة.
ومن جانبها أشارت نورا رشاد إلى أن مكاوى سعيد كان يستعجلها فى الانتهاء من الكتاب لكى يتفرغ للعمل على النوفيلا، التى فضلت عدم ذكر اسمها.
كما أشارت نورا رشاد، إلى أن شقيقها أحمد رشاد أبلغها خلال تواجده فى معرض الرياض الدولى للكتاب بأنه كان يتمنى لو أن مكاوى سعيد حيا ويرى حجم الاقبال من الجمهور على الكتاب.
وقال عمرو العادلى، إن ما أود الإشارة إليه هو الجانب المرح فى شخصية مكاوى الذى تمكن من إبرازه فى كتبه الثلاثة، موضحا أن الكاتب حينما يكتب رواية يتلبسه قناع بالحيادية أحيانا يمنعه من أن يكون ساخرا أو مرحا.
وقال الكاتب الكبير محمد المخزنجى: طوال الحديث خلال الندوة وأنا أتذكر مكاوى سعيد، والغرابة فى هذه اللقاءات هى أن أحاديثنا دوما كانت ونحن واقفين، فأقول له "أهلا ميكى الجميل"، ودائما ما كنت أشعر بثمة عذوبة بعدما أغادره وأمشى، والآن ربما أكون قد توصلت إلى هذا السر وهو أنه لم يكن يتلبس أقنعة، فهناك مقولة تقول بأن أفضل تعبير عن الكاتب هو حياته وكتابته.
وقال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد: على مدى أكثر من ربع قرن لم أر مكاوى سعيد "زعلان"، وحتى وإن حدث فإن الأمر لا يستغرق فترة طويلة، ربما لإنشغاله بالكتابة.
وأشار إبراهيم عبد المجيد إلى أن بداية معرفته بمكاوى سعيد كانت بسبب روايته "فئران السفينة" التى نشرها له، ورأى أن فيها بنى جديدة، قلل منها مكاوى سعيد فى أعماله فيما بعد.
كما أشار "عبد المجيد" إلى أنه التقى آخر مرة بمكاوى سعيد قبل رحيله بثلاثة أيام، ورأى أن وجهه يبدو مرهقا أو متعبا فنصحه بالاهتمام بنفسه.