فى شهادة جديدة على حجم المؤامرات والتدخلات الخارجية التى ساهمت ـ ولا تزال ـ فى تفاقم الأزمة السورية على مدار ما يقرب من 7 أعوام كاملة، حمل الكاتب البريطانى، سيمون جينكينز الدول الغربية مسئولية ما آلت إليه الأوضاع فى سوريا، داعياً تلك الدول للتوقف عن محاولة حكم العالم على حد وصفه، مؤكداً فى الوقت نفسه أن الحرب السورية لن تنتهى ما لم يحقق الرئيس بشار الأسد انتصاراً كاملاً، وأن هذا الانتصار على ما يبدو لا توجد أى وسيله لمنعه.
الكاتب البريطاني سيمون جينكينز
وقال جينكينز فى مقال له بصحيفة الجارديان، اليوم الثلاثاء، إن الخيار الوحيد المتاح الآن أمام الغرب فى التعامل مع الأزمة السورية هو زيادة الأوضاع سوءا، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك أى وسيلة تمنع نظام الرئيس السورى بشار الأسد، من تحقيق الفوز والخروج منتصرا.
وأضاف الكاتب تعليقا على تعهد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب وغيره من الزعماء الغربيين باتخاذ رد فعل "قاسى" ردا على التقارير التى أفادت باستخدام الكيماوى فى دوما بسوريا، أنه بات من الواضح الآن أن أى مساعدة يمنحها الغرب للمعارضة السورية منذ عام 2011 لم تفعل شيئا سوى زيادة شقاء البلاد.
ولفت إلى أن المخابرات الغربية ووسائل الإعلام الغربية أعلنت قبل سبعة أعوام أن بشار الأسد على وشك السقوط، ولكن هذا كان خاطئا، بحسب جينكينز، ومنذ ذلك الحين، لم يزد التدخل غير الكامل الأوضاع إلا سوءا، مؤكدا أن التدخل الخارجى فى أزمات وحروب الشرق الأوسط لم يكن منتجا أبدا، باستثناء تسببه فى الموت والدمار.
الأسد لا يزال صامداً رغم مرور ما يقرب من 7 سنوات من الحرب
ومضى الكاتب البريطانى يقول إن استخدام الأسد للغاز السام فى دوما الأسبوع الماضى يأتى فى أعقاب إدانات خارجية مستمرة للهجمات السابقة بالكيماوى. ولكن عندما أمطرت أمريكا 59 صاروخا العام الماضى على القاعدة الجوية السورية، لم يكن هناك تأثيرا يذكر، قائلا إن "النظم التى تكافح من أجل بقائها لا تهتم بالإدانة أو بجمال المعاهدات الدولية، شأنها شأن مؤيديها، وفى هذه الحالة روسيا وإيران، بل إنهم لا يرون سوى انقلاب سياسي خارجى ساخر فى المستقبل القريب".
وأكد جينكينز أن قتل أى مدنى فى الحرب أمر غير إنسانى، واستهداف المناطق المدنية فى ضواحى دمشق أمر بغيض، ولكن رغم كل النفى، فإن الغرب يفعل ذلك أيضا، وأضاف: "فى الصيف الماضى، قدر موقع ذا مونتتور أيروارز - الذى يتابع أعداد الضحايا من المدنيين- أن أكثر من 8000 مدنى قتلوا أثناء سقوط الموصل، ومعظمهم من الصواريخ العراقية والأمريكية والبريطانية العشوائية. حتى البنتاجون يقبل أنه قتل مئات المدنيين فى العراق وسوريا. وكما يقول القائد البريطانى الميجور جنرال روبرت جونز، فإن وفيات المدنيين هى "الثمن الذى تدفعه" للقتال فى المدن. والأسد سيوافق على ذلك بالتأكيد"، على حد تعبير الكاتب.
الأسد لا يزال صامداً رغم مرور ما يقرب من 7 سنوات من الحرب
وأضاف الكاتب أن قوانين الحرب دائما ما تكون منافقة، لأنها تكتب من قبل الفائزين، موضحا أن الولايات المتحدة لم توقع حتى الآن على الاتفاقية ضد القنابل العنقودية التى تم تأجيلها، وهى واحدة من أكثر الأسلحة غير الأخلاقية التي تم ابتكارها على الإطلاق.
وختم الكاتب مقاله قائلا إن الحرب السورية لن تنتهى إلا عندما يفوز الأسد، ولن يغير ذلك أى قدر من الصراخ من قبل زعماء العالم وهم جالسين على المقاعد، "ثم يمكننا جميعا مناقشة كيفية إدانته، فى الوقت الحالى، فإن التدخل العسكرى الغربى لا معنى له على الإطلاق، يجب أن نتخلى عن إعادة محاولة حكم العالم".
عدد الردود 0
بواسطة:
sami
تحيه لابطال اليوم السابع الشرقاء
استاذة : انت صادقه...لكن الامر خطير جدا..هم بفككون الجيوش العربية لأسقاط العرب دوله بعد دوله . بنفس الخونة . وبنفس الشعارات..وبنفس الفتاوى..رأينا نفس الكذب والخونة في ضرب الجيش العراقي من 15 سنة..بالامس ضربت اسرائيل مواقع للجيش السوري . والان أمريكا وفرنسا وبريطانيا يريدون ضرب سوريا.. وغدا سيكون الدور على دولة أخرى وشعب آخر..لازم يسقطوا جيوش العرب ليبقى الجيش الاسرائيل هو الاقوى؟ ويصبح كل الشعوب العربية متسولين الا اسرائيل . لماذا لا نقول الحقيقة؟ كل هؤلاء المتأسلمين يحاربون خدمة لأسرائيل . وعندما انهزموا . قرر مشغلينهم وممولينهم أن يتدخلوا بأنفسهم يتدخل لأتمام وانجاح الحرب لمصلحتهم