بعد أيام من الجدل المثار حول مزاعم وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، امتلاك بلاده لدليل تورط موسكو فى محاولة اغتيال الجاسوس الروسى السابق، سيرجى سكريبال وابنته يوليا، ورغم تحسن حالة آل سكريبال، لا تزال الأزمة الدبلوماسية بين البلدين تشتد لاسيما مع تبادل التصريحات الرسمية التى تنذر بعدم وجود حل سريع للخلاف.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى)، الثلاثاء، أن يوليا غادرت المستشفى بعد أكثر من شهر من تعرضها للتسميم مع والدها بغاز أعصاب. وعثر على سكريبال وابنته فاقدى الوعى على مقعد فى مدينة سالزبورى فى جنوب انجلترا وظلا فى حالة حرجة لأسابيع حتى بدأت صحتهما تتحسن بسرعة، بحسب رويترز.
وتقول بريطانيا إنهما تعرضا للتسميم بغاز أعصاب من فئة لها استخدامات عسكرية واتهمت روسيا بالمسئولية. ونفت موسكو أى علاقة لها بالحادث الذى أدى لتدهور علاقاتها مع الغرب إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة.
وقالت (بى.بى.سى) إن يوليا، نقلت إلى مكان آمن بعد مغادرة المستشفى فى وقت متأخر أمس الاثنين.
وهو ما اعتبرته روسيا "انتهاكا صارخا للقانون الدولى" وأنه أشبه بالاختطاف حتى لا يكشف آل سكريبال ما لديهما من معلومات.
وأعلن المتحدث الصحفى للسفارة الروسية فى لندن، الثلاثاء، أن إعادة توطين الضابط السابق فى الاستخبارات العسكرية الروسية المتسمم فى بريطانيا وابنته يوليا، فى بلد آخر سيكون "انتهاكا صارخا آخر للقانون الدولى"، وذلك ردا على تقارير تقول إن الاستخبارات البريطانية والأمريكية تتناقشان حول منح آل سكريبال هوية جديدة ونقلهما إلى أمريكا.
وقال ممثل السفارة لوكالة "سبوتنيك"، إن إعادة التوطين هذه ستكون انتهاكا صارخا آخر للقانون الدولى، فبعد تسمم سيرجى ويوليا سكريبال، المملكة المتحدة لا تفى بالتزاماتها بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، والاتفاقية القنصلية الثنائية، يرفضون قيام الجانب الروسى بالاتصال القنصلى مع المواطنين الروس، ولا يقدمون أية معلومات يمكن التحقق منها حول رغباتهم فى هذا الصدد.
وتابعت السفارة "إن توضيح أسباب رفض منح فيكتوريا سكريبال، التأشيرة البريطانية تأشيرة (ابنة أخ سيرجي سكريبال)، والتى تهدف لزيارة ذويها فى المملكة المتحدة، كان أيضا سخيفا وغير مقنع".
فى سياق متصل، اعتبر النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن فى المجلس الفيدرالى الروسى، فرانتس كلينتسيفيتش، أن وراء العرض المقترح لنقل العقيد الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته إلى أمريكا تحت أسماء مختلفة، محاولة لإخفاء الضحايا، "حتى لا يقولوا ما لا يلزم"، على حد وصفه.
ومن ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء "ريا" الروسية أن يوليا سكريبال ابنة الجاسوس الروسى، ستطلب اللجوء السياسى إلى بريطانيا.
ونقلت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية ما قالته ابنة عم يوليا، فيكتوريا فى برنامج حوارى روسى، حيث قالت إنها على وشك تقديم طلب للبحث عن الحماية خارج روسيا.
يأتي ذلك بعد أن قال أقاربها إنهم يخشون أن تكون محتجزة فى "مركز اعتقال" بريطانى وليس مسموحا لها أن تقول ما تشعر به حقا.
وتحدثت نانتيا بيستوفا (65 عاما) ابنة عم الجاسوس السابق فى سيبيريا بعد تقارير بأن يوليا وابوها الجاسوس السابق سيرجى قد يحصلان على حق اللجوء السياسى أو هويات جديدة ربما فى أمريكا.
فى غضون ذلك، أفادت تقارير أن سلاح الجو الملكى البريطانى اعترض رسالة إلى موسكو تقول "تم تسليم الطرد" بعد فترة وجيزة من تسمم سيرجى سكريبال وابنته يوليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات كانت مركزية فى حزمة المعلومات الاستخبارية التى تشاركها حلفاء بريطانيا قبل طرد أكثر من 100 دبلوماسى روسى من دول عبر العالم.
وقالت الحكومة البريطانية مرارا وتكرارا إن روسيا "من المحتمل جدا" أنها وراء الهجمات التى وقعت فى سالزبورى على الرغم من أن العلماء فى موقع الأبحاث العسكرى "بورتون داون" لا يستطيعون تأكيد أن عامل الأعصاب "نوفيتشوك" جاء من موسكو.
ووفقا لصحيفة صنداى إكسبريس، كشفت مصادر مطلعة فى المخابرات أن رسالتين تم إرسالهما من سوريا إلى موسكو قد تم اعتراضها فى موقع استماع تابع للقوات الجوية الملكية فى قبرص بالثالث والرابع من مارس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة