فيديو.. العدوان الصهيونى يقتل الفلسطينيين بدم بارد.. مقطع مصور يكشف جريمة حرب: قناص إسرائيلى يطلق النار على فلسطينى أعزل وسط هتافات فرح وشتائم من جنود الاحتلال.. وشجب دولى لعدوانية تل أبيب فى غزة

الخميس، 12 أبريل 2018 03:00 ص
فيديو.. العدوان الصهيونى يقتل الفلسطينيين بدم بارد.. مقطع مصور يكشف جريمة حرب: قناص إسرائيلى يطلق النار على فلسطينى أعزل وسط هتافات فرح وشتائم من جنود الاحتلال.. وشجب دولى لعدوانية تل أبيب فى غزة العدوان الصهيونى يقتل الفلسطينيين بدم بارد
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدم بارد وبألفاظ نابية وبفرحة ممزوجة بدماء الأبرياء، هز مقطع فيديو صادم، يوثق عميلة قنص من جانب جندى إسرائيلى لفلسطينى كان يقف فى الجهة الثانية من الشريط الحدودى مع غزة دون أن يأتى بأى حركة، مشاعر العالم بسبب همجية وعدوانية جيش الاحتلال فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل.

وسمع فى مقطع الفيديو أًصوات الجنود الذين يهللون فرحا لإصابة الشاب الفلسطينى، بما فى ذلك صراخ أحدهم "يا بن العاهرة"، فيما زعم الجيش الإسرائيلى فى بيان له: "إن المقصود، كما يبدو، حادثة وقعت قبل عدة أشهر، وأنه سيتم فحصها بشكل أساسى".

 

 

وخلال الفيديو يسمع صوت جندى (أو ضابط) وهو يسأل القناص: "لديك عيار فى الفوهة؟" ثم يضيف: "هيا، أعطه". وبعد ذلك يُسمع صوت جندى آخر وهو يقول: "لا أستطيع الرؤية بسبب الأسلاك الشائكة" ويضيف آخر: "هناك ولد صغير". وبعد ذلك يطلق القناص النار ويصيب الفلسطيني، فيهتف رفاقه فرحين بتحمس. ويصرخ أحدهم: "واو.. أى فيلم! تم الأمر!" ثم يضيف: "يا بن العاهرة. أى فيلم. اركضوا لإخلائه. من المؤكد أننى صورت ذلك".

 

وبعد ذلك يسمع صوت يقول: "واو، أصابوا أحدهم فى رأسه"، "أى فيلم، أسطورة"، "لقد طار بالجو مع قدمه" وأيضا "اذهبوا يا أولاد العاهرات".

 

ووفقا لنظم جيش الاحتلال الإسرائيلى، يجب الحصول على تصريح من القيادة الرفيعة فى الميدان، خاصة قائد اللواء أو قائد الكتيبة، من أجل إطلاق النيران الحية.

ردود فعل داخل تل أبيب

وقد أثار مقطع الفيديو ردود فعل كثيرة داخل تل أبيب، سواء من جانب اليمين المتشدد أو اليسار، حيث قال النائب جمال زحالقة النائب بالكنيست عن "القائمة العربية المشتركة" فى تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية: "هذا التوثيق يدل على القاعدة لا الاستثناء. القناصة قتلوا بدم بارد متظاهرين فلسطينيين غير مسلحين، شاركوا فى مظاهرة غير عنيفة. هذه حملة الصيد التى يشرف عليها نتنياهو وليبرمان وأيزنكوت. ليس مفاجئا أن الجنود يتصرفون هكذا، حين يشارك الوزراء والنواب ووسائل الإعلام والرأى العام فى الاحتفال بالقتل الجماعى للفلسطينيين. النيابة العامة فى لاهاى وصفت ما يحدث بأنه جرائم حرب، وحان الوقت كى يفعل العالم شيئا لكبح جماح الجيش الإسرائيلى الذى يتصرف وفقا لأوامر قاتلة من الحكومة المجنونة".

 

وكتب رئيس حزب "يوجد مستقبل" اليسارى، النائب بالكنيست يئير لبيد على حسابه فى موقع "تويتر": "لدى ثقة كاملة بأن رئيس الأركان وقادة الجيش سيحققون فى شريط القناص من دون أى تردد وبناء على قيم الجيش وأوامره. الحصانة الأخلاقية لإسرائيل هى جزء من الأمن القومى وأيضا ما يمنحنا التفوق النوعى على أعدائنا".

فيما غرد عضو الكنيست اليمينى، يهودا جليك من حزب "الليكود" على حسابه فى تويتر أنه "يصعب جدا مشاهدة هذا الفيلم" وأن الأجواء التى تظهر فيه مقلقة ومخيبة للآمال.

 

وفى المقابل كتب عضو الكنيست اليمينى المتشدد أيضا، أورن حزان من "الليكود": "على ماذا هذه الضجة؟ لقد صدر أمر مسبق: من يقترب من السياج، سواء كان مسلحا أم لا – يختطف (رصاصة)! دعوا الجنود الذين يدافعون عنا جميعا - أنا شخصيًا فخور بهم! آمل أن يتم من خلال هذا الشريط نقل الرسالة واضحة إلى الجانب الآخر".

 

شجب دولى لعدوانية إسرائيل

وفى السياق نفسه، سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على الحادث، حيث كتبت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت احرونوت" أن الانتقادات لإسرائيل تتواصل على خلفية سلوكها العدوانى ضد المتظاهرين الفلسطينيين فى غزة. فقد انتقدت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين الماضى، معاملة إسرائيل للفلسطينيين ووصفتها بأنها "تمييز لا يتقبله الوعى".

 

وأشار بيان وزارة الخارجية الروسية إلى سلوك الجيش الإسرائيلى خلال مسيرات العودة الفلسطينية على حدود غزة، وذكر بأن إسرائيل "استخدمت القوة العشوائية ضد المدنيين".

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن "قمع التظاهرات فى قطاع غزة عاد وجبى أرواح تسعة أشخاص وإصابة بضع مئات. فرنسا تكرر إدانتها لإطلاق النار العشوائى من قبل الجيش الإسرائيلي. يجب تسليط الأضواء على هذه الأحداث. فرنسا تطالب السلطات المعنية بضبط النفس وتؤكد بأن استخدام القوة يجب أن يكون متناسباً، وفقاً للقانون الإنسانى الدولي، حتى لا يتسبب فى سقوط المزيد من الضحايا".

 

فيما أدان متحدث باسم الاتحاد الأوروبى إسرائيل لقتلها 9 مدنيين فلسطينيين على الأقل، من بينهم قاصر وصحفى، وجرح مئات المدنيين بسبب إطلاق الذخيرة الحية. وقال: "هذا يثير أسئلة جدية حول الاستخدام المتناسب للقوة التى يجب التعامل معها، ويجب أيضاً توضيح تقارير قوات الجيش الإسرائيلى حول رشق الحجارة والعبوات على مواقع الجيش ومحاولات عبور السياج".

وكانت المدعية العامة فى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى، فاتو بنسودا، قد أصدرت يوم الأحد الماضى، بيانا حول الوضع فى غزة، حذرت فيه من أن المحكمة تراقب ما يحدث فى قطاع غزة، وتؤكد أن أوامر إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين قد يعتبر جريمة بموجب القانون الدولى. وكذلك الأمر بالنسبة لاستخدام المدنيين لحماية نشاط عسكرى".

 

ويأتى هذا بعد مقتل تسعة فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلى، فى الجمعة الثانية من مسيرات العودة قرب السياج الحدودى فى قطاع غزة. ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية فقد قتل 29 فلسطينيا بنيران الجيش منذ بدء المسيرات قبل أسبوعين ونصف.

وقال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكي، إن بيان المدعية العامة فى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى حول "فحص الأحداث فى فلسطين" هو بداية التحقيق فى جرائم الحرب. وفى حديث لإذاعة صوت فلسطين، قال المالكى إن السلطة الفلسطينية ستقدم إلى المحكمة تفاصيل وأدلة على أن المسيرات لم تكن عنيفة. وقال "لم يقم المشاركون بأى عمل يمكن تعريفه على أنه حرب ولم يشكلوا أى خطر على القوات الإسرائيلية على الأرض".

 

جيش ووزراء إسرائيل يبررون الجريمة

وقالت هاآرتس المعروفة بمعارضتها للحكومة، أن الجيش الإسرائيلى نشر، مؤخرا، نتائج التحقيق الأولى فى حادث إطلاق النار، الذى تم توثيقه على حدود غزة، والذى يصور قيام قناص بإطلاق النار على فلسطينى، وسط هتافات الفرح من قبل الجنود. ويدعى الجيش أن إطلاق النار جاء بعد عدم نجاعة النشاط الذى سبقه، وأن هتافات الفرح من جانب الجنود غير ملائمة وسيتم معالجتها على مستوى القيادة.

ووفقا للتحقيق فقد تم التقاط الشريط ف خلال خرق للنظام فى يوم جمعة، على حدود القطاع. وادعى الجيش أنه "خلال خرق النظام تم اتخاذ إجراءات كثيرة لتفريقها، خاصة الإعلان بمكبرات الصوت والمطالبة بالتوقف، وتفعيل وسائل تفريق المظاهرات وإطلاق النار فى الهواء. وحين لم ينفع كل ذلك تم إطلاق عيار واحد على أحد المشبوهين بتنظيم وقيادة الحدث، أثناء تواجده على بعد أمتار قليلة من السياج. ونتيجة للنيران أصيب الفلسطينى فى ساقه".

 

وحول الشريط، قال الجيش إنه لم يتم تصويره من موقع إطلاق النار، وان من صوره كان جنديا لا ينتمى إلى الطاقم، الذى أطلق النار. وأضاف الجيش أنه سيقوم بتحويل نتائج التحقيق بعد انتهائه إلى النيابة العسكرية. وجاء فى البيان العسكرى أنه "بالنسبة للتصوير غير المرخص لعملية عسكرية ونشر المواد المصورة والمقولات التى تسمع فيها، نشير إلى أنها لا تلائم الروح والانضباط المتوقعين من الجيش وسيتم معالجة ذلك على المستوى القيادي".

 

يشار إلى أن رئيس حزب "البيت اليهودى" المتطرف، الوزير نفتالى بينت، دافع عن الجنود، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلى: "كل من تواجد ذات مرة فى ساحة القتال يعرف أن الجلوس فى تل أبيب أو فى الأستوديوهات والحكم حسب أقوال جنود الجيش وهم ينشغلون فى حماية حدودنا، يعرف أن هذا الأمر ليس جديا. نحن نبدأ بالحكم على الجنود، حسب نوعية حديثهم، وما إذا كان يُسمع جميلا أم لا؟ هذا ليس سهلا، أنت تتواجد فى الموقع ليوم أو يومين، أو 20 يوما، أمام أناس يزرعون العبوات على السياج، ولذلك، مع كل الاحترام، فإن الجلوس والقول انهم تحدثوا بشكل غير لبق، هو أمر غير جدى".

كما دافع وزير الأمن الداخلى جلعاد أردان، عن الجنود، وقال لإذاعة "كان" الثانية: "وصلنا إلى مستوى جنون وهوس. ماذا، هل أصبح الأمر مملا فى الدولة فى الأيام الأخيرة لكى يحظى هذا الشريط بمثل هذا النشر. لا توجد دولة فى العالم تفعل مثل هذا الأمر. ردود فعل الفرح، كان يفضل ألا تنشر، ولكن أن يتم الحكم عليهم والاستنتاج بأن شيئا هناك لم يكن على ما يرام، هذا أمر مهووس".

 

وخرج وزير الدفاع افيجادور ليبرمان، أيضا، للدفاع عن القناص، وقال إن "القناص يستحق وساما، والمصور يستحق تخفيض رتبته إلى عريف. يجب أن تكون المعادلة واضحة جدا. الجيش الإسرائيلى هو أكثر جيش أخلاقى فى العالم، ولكن لا شك أنه عندما تتواجد على الجبهة وتواجه التوتر، ويحدث أحيانا أنه يتم تحرير الأعصاب، ولذلك يمكن فهم ذلك".

وأضاف وزير العلوم أوفير أكونيس، فى مقابلة لإذاعة "كان" الثانية: "من الواضح أن مثل هذا الشيء ما كان يجب أن يتواجد، ومن المؤكد أنه ضار بالإعلام العام. عملية الإعلام لدولة إسرائيل صعبة وشبه مستحيلة". وحسب كلماته، فقد أظهر الشريط "فلسطينى غزى يقترب من السياج من أجل الاستفزاز، ولا أحد يعرف ما هو هدفه، أنا متأكد من أنه ليس مواطنًا بريئًا جاء ليطلب السلام".

 

 وقالت رئيسة حزب ميرتس، تمار زاندبرج لإذاعة "مكان" الثانية: "لا يوجد إسرائيلى لا يرتعد ويواجه شعورا قاسيا فى ظل ازدراء الحياة البشرية. من الخطير جداً أن الوزير المسؤول عن القانون فى البلاد وعن التعليم فى البلاد لا يرى حتى من الملائم فحص القضية. هناك فرصة معقولة بأن ما رأيناه فى الفيديو هو تنفيذ لأوامر فتح النار".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة