تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بشكل متسارع لتوجيه ضربات عسكرية إلى سوريا، بذريعة استخدام حكومة دمشق للسلاح الكيماوى فى دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، ما ينذر بتصعيد عسكرى كبير مع روسيا الاتحادية التى تدعم حكومة الأسد بكل قوة.
صدام حسين
والمراقب للتحشيد العسكرى الغربى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يتذكر مشهد استهداف نظام صدام حسين فى العراق عام 2003 بذريعة وجود أسلحة نووية فى البلاد، وهو ما ثبت لاحقا كذبه وعدم وجود أسلحة دمار شامل فى العراق كما أدعت واشنطن، وتسببت الحرب الأمريكية على العراق فى تشريد الملايين ومقتل عشرات الآلاف فى البلاد.
قرار غزو العراق انتقده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، مؤكدا أن الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، لكن مع دخول ترامب للبيت الأبيض تحول الموقف الرئيس الأمريكى الرافض لغزو البلاد إلى تصعيد لاستهداف النظام السورى.
ترامب والجيش الأمريكى
وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على تويتر، اليوم الخميس، إنه لم يعلن موعد الهجوم على سوريا، مضيفًا أن الهجوم على سوريا قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك.
ووجه ترامب رسالة شديدة اللهجة لروسيا، الأربعاء، فى أعقاب أزمة سوريا، قائلا: "استعدى يا روسيا الصواريخ قادمة"، وذلك فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى تويتر.
وأضاف الرئيس الأمريكى، قائلا: "سنضرب سوريا بصواريخ جديدة وذكية وأن روسيا يجب أن لا تكون شريكا لمن يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك".
وأعلن البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يحمل الرئيس السورى بشار الأسد وحلفاءه الروس مسئولية هجوم كيميائى مفترض أنه أدى إلى مقتل أكثر من 40 شخصًا، دون استبعاد حصول اشتباك عسكرى مباشر مع روسيا.
سارة ساندرز
ورفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، ما أعلنته روسيا من أن الهجوم فى دوما قد يكون تم اختلاقه، مشيرة إلى أن ترامب لا يزال يدرس الخيارات العسكرية للرد على الهجوم، كما لم تستبعد احتمال حصول اشتباك عسكرى مباشر مع روسيا، ما يعنيه ذلك من مواجهة بين القوتين النوويتين العظميين.
وقالت ساندرز، إن المعلومات الاستخبارية تعطى بالتأكيد صورة مغايرة، وذلك فى معرض تعليقها على نظرية الكرملين للهجوم المفترض، مضيفًا أن الرئيس يحمّل الأسد والروس مسئولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية.
وتفيد تقارير بأن ترامب يدرس خيار شن ضربات بواسطة صواريخ ضد منشآت مرتبطة بإنتاج وتسليم غازى الكلور والسارين أو مركّبات تشبه غاز السارين، إلا أن عددًا كبيرًا من المنشآت العسكرية السورية الحساسة محمية بواسطة منظومات دفاع صاروخى روسية أو موجودة داخل قواعد يوجد فيها عسكريون روس وإيرانيون وسوريون.
بدورها دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، حكومتها لاجتماع طارئ، اليوم الخميس، لمناقشة رد فعل لندن على الهجوم الكيميائى المفترض فى سوريا، بحسب ما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية.
وقالت متحدثة باسم رئاسة الحكومة لوكالة "فرانس برس"، إن "ماى" قررت دعوة الوزراء إلى لندن لمناقشة الرد على الأحداث التى شهدتها سوريا.
وقالت تريزا ماى: "استخدام الأسلحة الكيميائية لا يمكن أن يمر بدون محاسبة، وسنعمل مع حلفائنا المقربين على كيفية ضمان محاسبة المسئولين"، مضيفة: "نعمل مع حلفائنا وشركائنا لنصل بسرعة إلى تفاهم حول ما حدث على الأرض، وجميع المؤشرات تدل على أن النظام السورى مسئول عن الهجوم الكيميائى المفترض".
بدوره بحث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خلال محادثة هاتفية، مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، الأزمة فى سوريا، بحسب ما أعلن مصدر فى الرئاسة التركية.
وقال المصدر، إن أردوغان وترامب تبادلا وجهات النظر بشأن التطورات الأخيرة فى سوريا، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وتأتى المحادثات بين الرئيسين بعدما وجه ترامب تحذيرا إلى روسيا لدعمها الرئيس السورى بشار الأسد، بقوله، إن الصواريخ الأمريكية آتية للرد على الهجوم الكيميائى المفترض.
بدورها أكدت المستشارة السياسية والإعلامية فى رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان، إن استعراض القوة الذى تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على سوريا وحلفائها فى محور محاربة الإرهاب يندرج فى إطار الحرب النفسية ويعكس فشل أدواتهم أمام الانتصارات الكبيرة التى حققها الجيش العربى السورى فى الغوطة الشرقية.
وقالت فى لقاء تليفزيونى مساء أمس: "لا أعتقد أن هذه الحرب النفسية ضد سوريا ستؤدى إلى ما يرغبون به خدمة للإرهابيين فى الغوطة الشرقية لأن العالم ليس ساحة مفتوحة لهم بعد اليوم وهناك قوى أخرى أعلنت أنه إذا تعرض حلفاؤنا لتهديد أو ضربة فإننا سنرد".
بثينة شعبان
أغلق الجيش السورى وحلفاؤه صفحة غوطة دمشق الشرقية بعد إحكام سيطرته بالكامل على مدينة دوما آخر معاقل فصائل المعارضة وفى مقدمتها جيش الإسلام الذى وافق مسلحيه على الانتقال إلى الشمال السورى عقب مفاوضات مباشرة مع الجانب الروسى الذى يدعم الجيش السورى فى إحكام قبضته على تخوم دمشق.
وأعلن الجيش السورى، صباح اليوم الخميس، رفع العلم السورى فى مدينة دوما.