من التوترات السياسية، مرورا بنمو العرض والطلب، وصولا إلى تماسك اتفاق خفض الإنتاج لدول الأوبك، هى الأسباب الرئيسية التى تكمن وراء المكاسب السريعة التى يحققها النفط خلال أقل من أسبوع، حيث بلغ النفط أعلى مستوى له منذ 2014، حيث جرى تداول خام برنت عند 71.71 دولار للبرميل ، وهو ما يدعم استمرار ارتفاع الأسعار وصولا إلى 75 دولارا للبرميل.
وبلغ خاما برنت وغرب تكساس الوسيط أعلى مستوياتهما منذ أواخر 2014 عند 73.09 دولار و67.45 دولار للبرميل يوم الأربعاء على الترتيب، فيما رفع باركليز يوم الخميس توقعاته لسعر خام القياس العالمى مزيج برنت إلى 68 من 62 دولارا للبرميل فى الربع الثانى من العام الجارى وزاد توقعاته للسعر فى 2018 و2019 بقيمة ثلاثة دولارات إلى 63 و60 دولارا على الترتيب.
تماسك اتفاق خفض الإنتاج
منذ أن بداية اتفاق خفض إنتاج النفط بين منظمة الدول المصدرة للبترول الأوبك وعلى رأسهم السعودية، وعددا من المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا، فى يناير 2017 والدول المشاركة فى هذا الاتفاق تتمسك بقيود خفض الإنتاج إلى الحد الذى وصل معه اتفاق هذه الدول إلى ما يتجاوز الـ100% فى فبراير الماضى، ومتجاوزة هذه النسبة خلال مارس .
وما يزيد على ذلك ما أعلنته منظمة الاوبك فى تقريرها لشهر مارس إن إجمالى إنتاجها تراجع 201 ألف برميل يوميا إلى 31.96 مليون برميل يوميا فى مارس ، وهو انخفاضا أكبر من المتفق عليه، وهذا السمتوى يعود إلى انخفاض إنتاج فنزويلا التى بلغ إنتاجها نحو 1.509 مليون برميل يوميا فى مارس ، بما يقل 77 ألف برميل يوميا عن المستوى الذى أعلنته فى فبراير، أما أكبر منتج فى أوبك وهى السعودية فإنها ضخت 9.907 مليون برميل يوميا فى مارس ، بما يقل 28 ألف برميل يوميا عن مستوى الإنتاج فى فبراير.
تماسك الاتفاق ليس وحدة الذى يدعم أسعار النفط ولكن رغبة الأعضاء فى تمديد الاتفاق إلى ما هو أبعد من سنتين حيث قال وزير الطاقة الإماراتى سهيل بن محمد المزروعى الذى يتولى رئاسة منظمة الأوبك خلال عام 2018 إن أغلبية أعضاء أوبك ومنتجي النفط المستقلين المشاركين فى الاتفاق الحالى لخفض إمدادات الخام يؤيدون فكرة التحالف الطويل الأمد بين المنتجين.
نمو الطلب
جرت العادة ان ترتفع أسعار النفط العالمية كلما زاد حجم الطلب عليه ، وهو ما يتماشى مع توقعات المنظمات الدولية لحجم الطلب العالمى على النفط ، الذى ياتى مدعوما من النمو الاقتصادى الكبير فى الصين والهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.
وزادت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمى على النفط فى العام الجارى بمقدار 30 ألف برميل يوميا إلى 1.63 مليون برميل يوميا، وهو ما يدعم ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة
وقالت أوبك فى تقريرها الشهرى للسوق ”يعكس هذا بشكل رئيسى الزخم الإيجابى فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فى الربع الأول من 2018 على خلفية بيانات أفضل من التوقعات، وبدعم من تطورات الأنشطة الصناعية، والطقس الأبرد من المتوقع وقوة أنشطة التعدين فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فى الأمريكتين ومنطقة آسيا والمحيط الهادى“.
تويتر ترامب
على موقع التواصل الاجتماعى تويتر أشعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العالم بعد ان توعد بقصف صاروخى لبعض المدن السورية ردا على هجوم مزعوم للنظام السورى على بعض المناطق باستخدام الغاز، وما تلى ذلك من موجة مساندة لترامب من جانب العديد من الدول على رأسهم فرنسا وبريطانيا وأستراليا فى مواجهة روسيا التى حذرت من شن أى غارات على روسيا.
وتسبب ترامب فى ازمة تجارية مع الصين بعد قراراه بفرض رسوم حمركية على الواردات الأمريكية من الصين، وهو الأمر الذى قابلته الصين بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على الواردات من الولايات المتحدة الامريكية ، قبل ان يتم احتواء الأزمة بين الطرفين من خلال إعلان الصين الأربعاء، فتح قطاعها المالى أمام المستثمرين الأجانب والتصريحات الإيجابية التى صدرت من قبل الرئيسين، الأميركى دونالد ترامب والصينى جين بينغ شى. إذ إن من شأن حل النزاع الأميركى الصينى أن يزيح التوتر الاستثمارى فى الاقتصادات الغربية والآسيوية، ويرفع بالتالى الطلب على النفط.
صواريخ الحوثى فى سماء الرياض
ويضاف إلى هذه الأسباب ما أعلنته المملكة العربية السعودية أنها اعترضت الصواريخ التى أطلقت على العاصمة الرياض ومدينتى جازان ونجران، جنوبى البلاد، وتؤثر التطورات السياسية بالمملكة العربية السعودية فى أسواق النفط بشدة وخاصة أنها من أكبر دولا العالم تصديرا للنفط حيث ضخت المملكة نحو 9.907 مليون برميل يوميا فى مارس.
بالإضافة إلى حجم صادرات السعودية فغن مناوشات الحوثيين فى اليمن وإطلاقها المزيد من الصواريخ على المملكة فإن ذلك من شانه ان يرفع من حدة التوتر القائمة بين الرياض وطهران ويزيد القلق فى مشتريات الوسطاء من العقود المستقبلية للنفط.
مصر تحدد سعر البرميل فى الموازنة بـ67 دولار للبرميل وباركليز يرفع توقعاته لاسعار النفط
وعلى الرغم من الصعود الكبير فى أسعار النفط وكسرها لحاجز الـ70 دولارا للبرميل فإن مصر حددت سعر برميل النفط فى موازنتها الجديدة عن 67 دولارا للبرميل ، ارتفاعا من 55 دولار للبرميل خلال العام المالى الحالى الذى ينتهى بنهاية شهر يونيو المقبل.
ورفع بنك باركليز يوم الخميس توقعاته لسعر خام القياس العالمى مزيج برنت إلى 68 من 62 دولارا للبرميل فى الربع الثانى من العام الجارى وزاد توقعاته للسعر فى 2018 و2019 بقيمة ثلاثة دولارات إلى 63 و60 دولارا على الترتيب، وبالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى، يتوقع باركليز متوسط سعر للبرميل عند 58 دولارا لعام 2018، و55 دولارا لعام 2019، حيث زاد أيضا تلك التوقعات بمقدار ثلاثة دولارات عن تقديراته السابقة.
وقال محللو باركليز فى مذكرة ”على الأمد القصير، ستواصل الأسعار الاستفادة من عاصفة مثالية من ركود الإنتاج، ومخاطر جيوسياسية، وشتاء أشد قسوة، وهو ما يستنفد مستوى مخزونات الخام ويجعل ’استعادة التوازن‘ قريبة المنال، وهو ما يدعم استمرار ارتفاع الأسعار.
لكن بنك باركليز يقول إن النصف الثانى من 2018 قد يشهد تصحيحا نزوليا بسبب عوامل متنوعة، بما فى ذلك ارتفاع الإنتاج الأمريكى والانخفاض المرجح فى تعطل الإمدادات من إيران وفنزويلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة