يرفض ستيف بانون، ذاك السياسى اليمينى الشعوبى الذى كان أحد أقوى مؤيدى الرئيس دونالد ترامب، الابتعاد عن دائرة الضوء السياسية. ورغم الخلاف الشديد الذى حدث بينه وبين ترامب بسبب تصريحاته فى كتاب "النار والغضب"، إلا أنه يسعى مجددا للعودة فى صورة المنقذ لترامب من براثن تحقيقات التدخل الروسى التى تكاد تقضى على رئاسته.
حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن ستيف بانون، المخطط الإستراتيجى للبيت الأبيض الذى تم الإطاحة به الصيف الماضى لكن ظل على صلة مع بعض أعضاء دائرة الرئيس دونالد ترامب، يرسل خطة إلى المساعدين فى الجناح الغربى وحلفاء الكونجرس لتقييد التحقيق الفيدرالى الذى يتم إجرائه حول التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حسبما أفاد أربعة أشخاص مطلعون على المناقشات.
وقالت المصادر إن الخطوة الأولى ستكون أن يقوم الرئيس ترامب بإقالة نائب وزير العدل رود روزنشتاين، الذى يشرف على عمل المحقق الخاص روبرت مولر، ووقف فى الأيام الأخيرة على مذكرة تفتيش لمكتب محامى ترامب الشخصى مايكل كوهين.
كما يوصى بانون البيت الأبيض بوقف تعاونه مع مولر، والتراجع عن سياسة فريق ترامب القانونى لتقديم المعلومات لفريق المحقق الخاص والسماح للأعضاء فيه لإجراء مقابلات.
ويقول بانون للمساعدين داخل وخارج الإدارة أنه ينبغى أن ينشىء الرئيس ترامب أرضية قانونية جديدة لحماية نفسه من التحقيق بتأكيد الامتياز التنفيذى، والمجادلة بأن مقابلات مولر مع مسئولى البيت الأبيض خلال العام الماضى ينبغى أن تكون الآن باطلة ولاغية.
وفى مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، قال بانون إن الرئيس ترامب لم يتم إحاطته بشكل كامل من قبل محاميه بتداعيات عدم استخدام الامتياز التنفيذى. وأضاف أن تسليم كل شىء دون عملية قانونية خطأ إستراتيجى ويجب استخدام الامتياز التنفيذى فورا وبشكل رجعى.
وتقول "واشنطن بوست" إنه لا يوجد ما يشير إلى أن ترامب الذى أطاح ببانون وقال عنه لاحقا إنه فقد عقله بعد مغادرته للجناح الغربى، سيرغب فى الأخذ بنصيحة بانون أو يدرك بالخطة بالأساس. ولا يزال العديد من مساعدى الرئيس متشككين فى محاولة المخطط الإستراتيجى السابق لإعادة نفسه فى دائرة اتخاذ القرار الخاصة بالرئيس.
وقال أحد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية "لو ذكرت اسمه أمام الرئيس ، فإن هذا ليس مشهدا جميلا"، مضيفا أن الرئيس ينفجر غضبا.
ومع ذلك، تقول واشنطن بوست إن جهود بانون تشير إلى الضغط المتزايد من جناح مؤثر من القاعدة السياسية لترامب لإحباط مولر الذى، وكما يعتقد حلفاء الرئيس، يمكن أن يمثل تهديدا قانونيا وسياسيا وجوديا لرئاسته.
ويستعد أنصار ترامب فى الكونجرس لاتخاذ إجراءات تشريعية ضد روزنشتاين ومسئولين آخرين بوزارة العدل بشأن الكشف عن وثائق لها صلة بالتحقيق الروسى. ويرى بانون وآخرون فى البيت الأبيض هذه الدفعة سببا يمكن أن يعجل بتحرك ترامب وتحويل أغلب تحقيق روسيا إلى الكونجرس حيث يسيطر الجمهوريون على المجلسين.
ولا يزال ترامب يشعر بالغضب من تحقيق روبرت مولر، وهاجمه على تويتر أمس الأربعاء، وقال بأنه فاسد ولا ينتهى أبدا. كما أنها بحث إقالة روزنشتاين، الذى انتقده لموافقته على طلبات المراقبة لمستشار حملة ترامب السابق كارتر بايج، التى مددت مذكرة اعتمدت جزئيا على معلومات تم تمويلها بطريقة ملتفة بواسطة حملة هيلارى كلينتون الرئاسية لعام 2016.
ويشعر بانون وحلفائه بأن ترامب يحتاج ببساطة إلى إقالة روزنشتاين، حسبما يشير أشخاص مطلعون على مناقشات بانون. وقالوا إن ترامب أخبر أصدقائه ومساعديه فى الآونة الأخيرة أنه على استعداد للدخول للدخول فى حرب سياسية فى الِأشهر المقبلة لمنع استهلاك رئاسته بهذا التحقيق.
وتقول واشنطن بوست إن محادثات ترامب، بما فيها اللقاء الذى عقده يوم الثلاثاء الماضى مع مقربين من ترامب، ظل حتى الآن من خلال القنوات الخلفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة