عقد المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة وحضور الدكتور حاتم ربيع، اللقاء الأول لصالون الثقافات الإفريقية، وعنوانه: "السينما فى أفريقيا"، وأدار اللقاء السفير سمير حسنى، وشارك فيه كل من: المخرجة عزة الحسينى، والناقد السينمائى كمال رمزى، بالإضافة لحضور عدد من المهتمين والمتخصصين فى الشأن الثقافى الأفريقى، ويقام الصالون بشكل شهرى، ويناقش إحدى القضايا الثقافية الأفريقية، وذلك فى إطار تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية، فى مختلف المجالات الثقافية.
بدأ الحديث المفكر حلمى الشعراوى، مشيرًا إلى انخرطه فى القضايا الأفريقية بداية من مطلع ستينيات القرن الماضى، حين بدأت رحلته فى عمق القارة السمراء، وتابع حديثه مرورًا بعمله فى وزارة الدولة للشؤون الأفريقية، وعن الفن السابع وآفاقه أفريقيًا، أكد المفكر حلمى شعراوى على ضرورة ترجمة الأفلام المصرية إلى اللغات الأجنبية المنتشرة بأفريقيا مثل: الفرنسية والإنجليزية، حتى يستوعبها المشاهد الإفريقى، ليتسع صدى أعمالنا السينمائية مما سيَصْب فى تدعيم قوى مصر الناعمة، وأشاد فى كلمته المقتضبة على إنطلاق صالون الثقافات الأفريقية، وذلك انطلاقًا من أهمية مد جسور التواصل الثقافى، بين مصر والقارة السمراء.
فيما تحدثت المخرجة عزة الحسينى، عن تجربتها فى إدارة مهرجان "الأقصر للسينما الأفريقية" فى دورته السابقة، وأشارت إلى إن المهرجان الذى انطلقت أولى دوراته منذ حوالى سبعة أعوام، كان هدفه الأساسى تواصلنا مع أفريقيا، والاطلاع على ما تنتجه السينما الأفريقية، وفى الوقت ذاته تعريف جيراننا الأفارقة واطلاعهم على إنتاجنا السينمائى بشكل دورى، فيلعب المهرجان دور النافذة المزدوجة، وأوضحت المخرجة عزة الحسينى، أن أبرز سلبيات المهرجان، كانت قد رصدتها خلال أولى دورات المهرجان، وتمثلت فى الخلل الواضح فى التواصل مع الدول الأفريقية، حيث وجدت إدارة المهرجان صعوبة فى الحصول على الكتب المترجمة حول السينما الأفريقية، وهو ما جعل إدارة المهرجان تأخذ على عاتقها ترجمة نخبة منتقاة من أهم الكتب التى تدور حول السينما الأفريقية للعربية، مع ترجمة أهم الكتب عن السينما المصرية للفرنسية والإنجليزية، وأكدت المخرجة عزة الحسينى مديرة المهرجان، أن الملتقى السينمائى الأفريقى يهدف لتعزيز التعاون المشترك فى عالم السينما بين الدول الأفريقية، وهو ما ظهر جليًا من خلال شعار المهرجان للدورة السابقة: "سينما من أجل غد أفضل"، كما حرصت إدارة المهرجان على الاحتفاء بالزعيمين: جمال عبد الناصر، ونيلسون مانديلا، ثم انتقلت لمهرجان "الفيلم الأفريقى"، الذى أُسس وانطلق عام 1969 بدولة "بوركينا فاسو"، وينعقد كل عامين بدولة أفريقية مختلفة، بالتبادل مع مهرجان أيام قرطاج السينمائية التونسى، وذلك وفقًا للتوأمة المنعقدة بينهم، وهو الأمر الذى أشادت به المخرجة عزة الحسينى، لما ينتجه من حراك ثقافى أفريقى عربى بعوالم الفن السابع، وأوضحت أن ملامح استقلال السينما الأفريقية اتضحت منذ حقبة السبعينيات، وتعد حركات التحرر ضد الاستعمار الغربى هى المحفز الرئيسى لهذا الاستقلال، وتابعت حول أبرز محطات السينما الأفريقية، مشيرة إلى أحد أوائل الأفلام الأفريقية المستقلة، الذى حاز الإعجاب العالمى، وقد تم عرضه فى فرنسا، وهو فيلم سنغالى بعنوان: "الفتاة السمراء"، واختتمت حديثها بتوجيه دعوة عامة للمصريين، لمشاهدة أحدث وأهم ما تنتجه السينما الأفريقية، وذلك أول أيام السبت شهريًا.
عقب هذا تحدث الناقد السينمائى كمال رمزى، متناولًا عدة محاور تخص السينما المصرية والأفريقية منها: صورة أفريقيا وقضاياها فى الأفلام المصرية، حيث أوضح أن القارة السمراء لم تمثل بالشكل المطلوب، وظلمتها السينما المصرية، وضرب مثالًا على رأيه بفيلم "إسماعيل يس طرزان"، الذى تدور أحداثه حول وفاة شخص ثرى، ولا للورثة أن يتسلموا نصيبهم من الثروة إلا بعد أن العثور على ابنه المفقود بأحد الغابات الأفريقية والذى تحول للشخصية الشهيرة "طرزان"، وتابع مؤكدًا أن هذا الفيلم يعد أحد الأفلام المصرية القليلة جدًا التى تتناول قصتها قارة أفريقيا بشكل أو بآخر، وللأسف لم يظهر سكان القارة ولَم يقترب منهم نهائيًّا، برغم وجود العديد من الأوجه الجاذبة فنيًّا بهذه القارة وبمواطنيها، وحول السينما الأفريقية، أكد انبهاره بتجربة نيجيريا السينمائية، للكم الكبير الذى تنتجه وصلت له صناعة السينما هناك، وهو ما يصل لألفين فيلم سينمائى، حتى وإن كان غالبية إنتاجهم لا يرقى للمستوى الجيد، فلا بأس بتكرار المحاولات والتجارب الذى يراكم الخبرة فى مجال السينما بلا أدنى شك، ويساهم فى رفع آفاق السينما الأفريقية بالطبع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة